في
إندونيسيا تنتشر الأمية بشكل كبير كغيرها من بلدان العالم الثالث , وهناك منطقة
بها ما يقرب من المليون شخص من البالغين الذين لا يجيدون القراءة , ولكن مبادرات
المتطوعين الذين يحبون نشر الخير بين الناس تساهم في معالجة بعض المشكلات
المستعصية في المجتمعات , وهذا ما قام به متطوع إندونيسي في الثانية والأربعين من
عمره يدعى رضوان سروري والذي يشتهر بــ " روري " إذ قام باختراع طريقة
مبتكرة لتشجيع الأطفال على القراءة , وذلك من خلال حصان حمل عليه كتباً , حيث أعده
كمكتبة متنقلة تجوب شوارع مدينته لنشر ثقافة القراءة وتشويق الأطفال في ممارستها
وبالتالي تحسين معدلات المعرفة في إندونيسيا , وقد خصص هذا المتطوع ثلاثة أيام في
الأسبوع يجوب بحصانه القرى والأرياف لتشويق الأطفال على حب القراءة وإعارتهم الكتب التي يحتاجون إليها , وقد اختار هذا
الرجل الحصان كوسيلة لمبادرته لجذب الأطفال كون الحصان أكثر ملاءمة لسنهم , وتعد
هذه الطريقة جديدة ومبتكرة حيث حازت على قبول الكثير من الأطفال في إندونيسيا
وأعربوا عن سعادتهم حيث حفزتهم هذه الطريقة على أداء واجباتهم المدرسية وعلى
الإطلاع والتزود من الثقافة .
ولا شك أن هناك مبادرات في وطني المملكة العربية السعودية لتحفيز القراءة , فمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وشركة أرامكو قد تبنتا مسابقة سنوية تهدف إلى تنشيط القراءة وهي التي دعت إليها مؤسسة الفكر العربي , كما قامت أيضاً جامعة تبوك بتنظيم مسابقة أسمتها " تبوكنا تقرأ " , وعلى مستوى الوطن العربي نجد أن مسابقة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هي الأكبر عربيا حيث جعلت لها هدفاً هو التزام مليون طالب بقراءة خمسين مليون كتاب خلال عام دراسي بدأت في شهر اكتوبر 2015 وتستمر حتى شهر مارس 2016 م , في مرحلتها الأولى .
ومن المعلوم أن القراءة ضرورية لصقل شخصية الطفل وتنمية خياله , ومن هنا أوجه دعوة للآباء والمعلمين والمدارس إلى تشجيع أبنائنا وبناتنا على القراءة , والعمل على تنظيم مسابقات في القراءة , وحبذا لو نجعل الجوائز في مدارسنا كتباً ثقافية مفيدة بدلاً من الأجهزة الإلكترونية والنقود التي تعودنا على تقديمها لطلابنا وطالباتنا عندما نكافئهم , وهذا ما كنت أعمله أحياناً مع طلابي منذ أوائل العام 1400 هـ .
فالقراءة يا صاحبي هي المتعة الوحيدة التي لا زيف فيها , إنها تدوم عندما تتلاشى كل المتع الأخرى , وهي أفضل الصداقات , فهي لا تتكلم إلا عندما نريد , وتسكت عندما يكون هناك ما يشغلنا , فهي تعطي دائماً ولا تطلب أبداً , والآن أترككم مع كتاب تستمتعون بقراءته , والسلام .