من فيض الكريم ( 130 صفحه)
رقم الايداع 9771442244 , الطبعة 1 , سنة النشر 2008
من فيض الكريم

 لهذه مقالات لأستاذ من أساتذة الجيل, ورجل من رجالات مصر الأبرار عبر التاريخ, وهو الكتاب الكبير الأستاذ (يحيى حقى) أحيا الله به القلوب, وأحق به الحق. وهو كاتب صاحب أسلوب يستمتع به المثقف الأديب, ويفهمه العامى القارئ, لإنه لم يجعل كتاباته للنخبه فقط, أو للمثقفين فقط, بل كان مسترسلا, منطلقا, يخاطب العموم, وإذا أردنا ان نكتشف سر هذا الأسلوب وجدناه يكمن في ثلاث سمات: الأولى: ألفاظه التى ينتقيها ليعبر عن مكنوناته, فيتلقاها القارئ من غير تكلف فهم أو مشقة, فنجده يستخدم كلمات شائعة فى مجتمعنا المصرى, تجرى على لسان الجل البسيط دون عناء, أما السمة الثانية التى تميز بها أسلوب الكاتب الكبير يحى حقى فهى إشراكه للقارئ في الأحداث, ومخاطبته واجتذابه, بحيث لايتفلت منه, أو ينقطع عن متابعة فكرته. السمة الثالثة هى: جودة الوصف, وتطويع الكلمات والأساليب الخبرية والإنشائية للارتقاء بالأحداث المحكمية إلى درجة الحس, فكان القارئ معه يرى بعينه, ويسمع بأذنه, بل يشعر بازدحام الناس حوله إذا صور الكاتب ذلك, ثم لاينبغى أن نغفل بعد ذلك جانبين مهمين فى مقالات كاتبنا الكبير التى بين أيدينا, أولهما: منزلة الحكمة والتأمل عنده, وثانيهما: ملامح التدين وحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى كتاباته. وقد تجلى حبه لسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى وصفه لمشاعره وأحاسيسه كأنه معه, يشعر بما يشعر به, ويفرح لفرحه, ويحزن لحزنه (صلى الله عليه وسلم), بل إنه استشعر النفحات من سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عند زيارة قبر صاحبه أبى أيوب الأنصارى رضى الله عنه. رحم الله يحيى حقى, وجمعنا وإياه مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى جنة ربنا, وما أحلى الجنة وما أحلى الجنة وما أحلى مافيها.

على جمعة

الزوار (771)