الإعلام الحربي والعسكري
رقم الايداع 9789957125974 , , سنة النشر 2018
الإعلام الحربي والعسكري
شهد العالم منذ بداية التسعينيات عدداً من المتغيرات في هيكل العلاقات الدولية وتفاعلاتها، وقد انعكس ذلك بشكل واضح على معظم مجالات الحياة، ولعل ما حدث من تطورات تكنولوجية وما تبعها من تطور في وسائل الإعلام ونظم الإتصالات يُعد أبرز هذه المتغيرات؛ بل أصبح الإعلام وكيفية تطويعه لتكنولوجيا الإتصال عنصراً هاماً من عناصر تقييم القوة الشاملة للدولة.

وهكذا أصبح العصر الذي نعيشه الآن، هو عصر ثورة الإتصال والفضائيات، بل وتحول العالم إلى قرية صغيرة، وذلك كنتيجة مباشرة لما شهدته وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة، من تقدم تقني ووظيفي، أدى إلى إنتشار القنوات التليفزيونية الفضائية، التي تبث عبر الأقمار الصناعية، مما دفع بالأحداث المحلية إلى دائرة الإهتمام العالمي، وجذب الأحداث العالمية إلى بؤرة الإهتمام المحلي.

ودور الإعلام الحربي والعسكري من الناحية التاريخية لا يقتصر على زمن الحرب، بل يمتد دوره إلى زمن السلم كذلك، فالحرب ترتبط بالحاجة إلى الأمن الذي يتصدر الدوافع والحاجات الإنسانية، وبذلك تثير حركتها وتطورها ونتائجها مراكز الإهتمام الجمعي في الدولة، بجانب الإهتمام العام، فيدفع ذلك إلى البحث عن أدوات ووسائل المعرفة الخاصة بالإقتراب من حركة القوات وتطور المعارك، فيؤدي ذلك إلى نشاط أجهزة الإعلام الحربي والعسكري من أجل تأدية دورها، أما وقت السلم فيتطلب ذلك إستراتيجية خاصة تعكس، إستعداد القوات المسلحة لحماية وتأمين الدولة والشعب، ويعكس ذلك إنتماء تلك القوات لوطنها، ويُعطي صورة القدوة والمثل للشباب في سن التجنيد ويحفزهم على التقدم للجندية.

ويعرف الإعلام الحربي والعسكري بأنه جمع وتحليل ومعالجة البيانات والمعلومات والصور والحقائق والرسائل والتعليمات من كافة المصادر عن أنشطة القوات المسلحة والتأكد من مصداقيتها وصياغتها بأسلوب يتقبله المجتمع ونشرها محلياً وخارجياً بإستخدام كافة وسائل الإعلام وذلك بهدف تزويد الشعب والقوات المسلحة بالمعلومات الصحيحة وإحباط نوايا الحملات المضادة التي تهدف إلى إضعاف الروح المعنوية أو التأثير على التلاحم بين الشعب والجيش مع التأكيد على الولاء لله تعالى ثم الإنتماء للوطن.

الزوار (240)