اللعب في الظلام ( 124 صفحه)
الطبعة 1 , سنة النشر 1999
اللعب في الظلام
متى يغني اللاوعي العنصري، أو وعي العرق، اللغة التأويلية ومتى يفقرها؟ ماذا يعني إفتراض الذات الكتابية في مجتمع تسود فيه العنصرية مثل مجتمع الولايات المتحدة، كذات غير عرقية، وافتراض أن جميع الآخرين عرقيين؟ ماذا يحدث للخيال الأدبي لمؤلف أسود يعي دائماً، على مستوى ما، تمثيل سلالته الخاصة لسلالة قراء تفهم نفسها على أنها كونية ومتحررة من العرقية أو على الرغم منها؟ بمعنى آخر، كيف صُنع"البياض الأدبي "و"السواد الأدبي" وما نتيجة ذلك البناء؟ كيف تعمل افتراضات اللغة العرقية - غير العنصرية المنطمرة في المشروع الأدبي الذي يأمل أحياناً أن يكون إنسانياً ويدعي ذلك؟ متى يتم الإقتراب من هذا الهدف الرفيع فعلاً في ثقافة واعية عرقياً؟... تحداني التفكير بهذه المسائل ككاتبة وقارئة، وصعّب النشاطين، وجعلهما أكثر فائدة، وصقل هذه المتعة التي استمدها من العمل الذي ينجزه الأدب تحت الضغط الذي تفرضه على العملية الإبداعية مجتمعات قائمه على التمييز العنصري. كم يدهشني كنز الأدب الأمريكي! كم هي مغرية دراسة أولئك الكتاب الذين يتحملون مسؤولية جميع القيم التي يحضرونها إلى فنهم! كم هو مذهل إنجاز أولئك الذين بحثوا ونقبوا في لغة مشتركة عن الكلمات اللازمة ليعبروا عن أنفسهم! إنه كتاب ساحر. وعلى الرغم من أنني شككت في البداية في تصنيفه كرواية سيرة ذاتية، أصبحت صحة التسمية واضحة بسرعة. إنه كتاب مؤلف كما تكون الروايات غالباً بمشاهد وحوار رُتب بانتقاء ووُضِع ليرضي توقعات السرد التقليدي. ثمة ارتجاعات فنية ونصوص وصفية موزعة جيداً، سلسلة أحداث تسير بحرص، واكتشافات في حينها. وواضح أن انشغال كاردينال واستراتيجياتها، وجهودها لتنظيم الفوضى أشياء مألوفة لدى الروائيين. ووجدت من البداية أن هناك سؤالاً ملحاً: متى عرفت المؤلفة بالضبط أنها تعاني من مشكلة؟ ماذا كانت اللحظة السردية، المشهد المرآوي والمشهدي، الذي أقنعها أنها كانت تعاني من خطر الانهيار؟ في أقل من أربعين صفحة من الكتاب تصف تلك اللحظة، مقابلتها الأولى مع الشئ.
الزوار (765)