نظراً لإنعدام الإمكانية امام الباحث للقيام بالإختيار تراه يلجأ إلى بناء موضوعاته: يجمعها، يصنفها، ويقارنها، شأنه في ذلك شأن أتباع علوم الطبيعة، ويجهد بالتالي من أجل تجاوز الفرادة التاريخية والنفسية لمعايناته الأولى، ولكن، إلى أي مدى يستطيع التعميم إنطلاقاً من واقعة واحدة أو وقائع عديدة، وبناءً على اي مرتكز يلجأ إليه معتبراً إياه قانوناً هو بمثابة القاعدة العامة؟ وفي الحالة هذه، إن استسلم لمغريات الشمولية ألا يجازف عندئذ فينسى مرحلة الخصوصي؟...

تعكس النصوص التي جمعت هنا تموضعات يختلف بعضها إختلافاً جذرياً عن بعضها الآخر، التي تراوح بين التشاؤم والتفاؤل لجهة إمكانية التعميم بالذات.

والحالة هذه، وفي عالم تبدو فيه حركته سائرة بخطى متسارعة نحو تزايد القصور الحراري، وحيث أن الأرشيف يتوسع بإستمرار يصبح ضرورياً أكثر من أي وقت آخر، حتى في ظل إحتمال الوقوع في الخطأ، أو بالأحرى دفع ثمن التجاوز المتواصل.

يضم هذا الكتاب بين دفتيه مساهمات: ستيفان أودوان - روزو، لوران بارّي، دانيال سوفاي، جوسلين داخليا، جيروم دوكيك، ميشال دو فورنيل، بيار سيريل هوتكور، سيباستيان لوشوفالييه، كاتارينا ماديرا سانتوس، جان - فريديريك شوب وفيليب أورفالبنو.