والمؤلف هنا يقول بأن ما بين القرن السابع عشر الذي بلغ على ما يبدو متوازناً حسناً إلى حدٍّ ما، وثورة 1789، منعطف القرن الثامن عشر، وقد جرت في هذا القرن الذي لا يقدّر حق قدره أحداث. ذاركاً بأن مفارقة القرن الثامن عشر في كونه من أكثر القرون التي يحطّ من قدره والقرن الذي تصح فيه أكثر الآراء السابقة، ولا سيما في الحقل لديني، فالذي يفكر في القرن الثامن عشر يفكر فوراً في الفجور، وفي كهنة البلاط ذوي اللباس المخرم، وفي انتشار، مكة الإيمان، ويمضي المؤلف موضحاً بأنه لو كان الأكليرس كما وصف غالباً، كيف بالإمكان تفسير صمود ذلك العدد الكبير من الكهنة في وجه الاضطراب الثورويّ؟ ولماذا يكونوا قد طرحوا على أنفسهم مشاكل المضير المعروفة كلها؟ يجيب المؤلف عن تلك التساؤلات متابعاً التطورات التي مرت بها الكنيسة مرتباً مواضيعه ضمن أبواب وفصول، جاءت عناوينها على الشكل التالي: في عصر الأنوار: (مجتمع يعاني تنظيم السلطة، العقل وديانات الأنوار، البروتستانتية في القرن الثامن عشر،... بندكتس الرابع عشر-بابا الأنوار، الجانسينية في القرن الثامن عشر... أزمة الحضارة)، صدمة الثورة الفرنسية: (غرائب المسيحي المواطن، من كنيسة متمركزة إلى كنيسة مهددة، مشاكل ضمير كنيسة فرنسا.. مجازر أيلول/سبتمبر، الثورة ترد عن الإيمان المسيحي، هل يناضل غرب فرنسا في سبيل الإيمان... نابليون والكنيسة، الحياة الدينية في عهد الإمبراطورية...)، العودة المستحيلة إلى الحكم القديم: (العودة إلى الحكم القديم، أم تجدّد المسيحية، عالم يجب إعماره، أوروبا بعد 1815، بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط... أوروبا الشمالية والوسطى الأميركتان.. التجديد البروتستانتي، التجديد الكاثوليكي...)، إرساليات واستعمار: (الإرساليات البروتستانتية والأرثوذكسية، فرنسا المرسلة، الإرساليات والإمبريالية رومة والإرساليات، تصادم الثقافات، الهريسية..)، مسيحيو القرن التاسع عشر: (هل هناك ارتداد عن الإيمان المسيحي، المجتمع المسيحي المعاكس، تدخل العلمانيين، صحافة كاثوليكية، قرن الرهبان،... هاجس اليهودي، وجهة نظر جديدة)، عالم بدون إله: (الكنيسة إزاء العالم العصري، الكنيسة والعلمنة، الماسونية في القرن التاسع عشر... السياسات المعارضة للألكليرس...، العلم والإيمان، تجديد آفاق في التسعينيات، تطور البروتستانتية، رهان العصرنة).