في كتاب فنّ الرواية، يشرعُ ميلان كونديرا في سَبْر سُؤال شغله على امتداد مساره الروائيّ: ما هي الرواية؟ ماذا تحمله لنا؟ فيمَ هي ضروريّة؟...
في هذه النصوص السبعة، المستقلّة والمُلتحمة في آن، يعرضُ كونديرا تصوّره الشخصي عن الرواية، حيث إنّ تأمّلاته تظلّ، على مدار الكتاب، مرتبطة بإحالته الدائمة إلى الكُتّاب الذين يشكّلون أسُسَ رؤيته الشخصية لتاريخ الرواية: سرفانتس، كافكا، بروخ، سْتِرن، ديدرو، فلوبير، بلزاك، دوستويفسكي، تولستوي، موزيل، غومبروفيتش...
قد يبدو الكتاب، وهو يجيب عن هذه الأسئلة، أنّه ينحو منحى نظريّاً ولا يتوجّه سوى إلى المختصّين، إلاّ أنه أبعد ما يكون عن ذلك، فقوّةُ كونديرا الكبيرة تكمنُ في مخاطبة قرّائه بنوع من البساطة ومن القرب، حيث إن كونديرا لا يرومُ إستعراضَ تفاصيل السؤال الذي يُعالجه، بل يحرصُ، بلمسات صغيرة، على النفاذ إلى صُلب الموضوع، محقّقاً ذلك ككاتب مُتفردّ بميولاته وبُرؤيته الخاصّة إلى الأدب.