يستعرض هذا الكتاب أهم التحديات السياسية والتأويلية؛ التي تجابه مبدأ المساواة بين الجنسين من تراث الفقه الإسلامي، كما يتعرض لتلك المسائل التي يواجهها مؤيّدو هذا المبدأ، ومدى توقعاتهم لتحقيق نجاحٍ في مسعاهم هذا؛ وعليه يسعى الكتاب إلى توضيح أمرين متشابكين:

الأول منهما يكمن في التحولات بالسياسات الدينية التي طرأت في القرن العشرين على الصعيدين المحلّي والعالمي، وبصورة خاصة جداً في العلاقات المتغيرة بين التراث الفقهي، والدول، والممارسات الإجتماعية. وثانيهما يتمثل في تلك المواجهة بين منظومتين من القيم، إحداهما متأصلة في مفاهيم قديمة للعدل والنوع الإجتماعي والحقوق، ومنعكسة في خطابات الفقه، التي تقرّ التمييز على أساس نوع الجنس؛ أما المنظمة الأخرى فهي متشكلة بمثل معاصرة : حقوق الإنسان والمساواة واستقلال الفرد.

إلى ذلك، يتناول هذا الكتاب مفهومين أساسيين في الفقه هما: الولاية والقوامة ومدلول نظرية "مقاصد الشريعة الإسلامية" وغيرها من المفاهيم التي تتعامل مع قضية النوع الإجتماعي في المجتمعات المسلمة، ولذلك يقوم الكتاب بتحديد كلٍّ من قضية المساواة بين الجنسين وتراث الفقه بشكل موسع، كما يحدد مناهج عديدة تحل وتتجاوز ما يصفه العديد بصراع الأفكار المتعارضة.