في (هنا) أولى عتبات الكتاب يخبرنا حرابه عن حاله مع الكتابة ويقول: "هنا أشطح وأمرح، أهذي وأذوب، أتأد وأتجمد، أحاول أن أهدم خرسانة الألفاظ التي تفصلني عن المعنى، أن آخذ الكتاب بقوة، أن أعيد الألواح إلى نسختها الأولى، مستعيناً بآلهة الخصب الذين أكفر بهم، قلقاً على سيف يقيني النازف في غمده، النبوءات تحاصرني، وأنا أفرك فانوس ليالي علني أصادف عفريتاً من الشعر.
هنا أقترف الوقوف على أبواب المستحيل، أستجدي عين الحياة، ونبتة الخلد، أعلك همي ثم أبصقه على رصيف الفراغ الموحش، وأهرّب أمانيّ المعتقة المحرمة بين قناني ماء زمزم، علّ ولياً يرشفها فيسكر، أو تشفّ فتطهر. هنا شيء يشبهني طفلاً، ذاكرتي بلا أسنان لبنية، مهدي يلثغ بمناغاتي، يدهشني ما أرى، ولا أفقه ما لا أرى، صوتي غضّ في يد الله يندّيه بماء الورد، وأنا لم أغرد بعد".
في الكتاب تغريدات تجمع بين البساطة والجزالة، والجمال في الأسلوب، والبلاغة في المعنى. قدم فيها الكاتب كل ما يمكن تقديمه لجذب القرّاء بكافة أطيافهم واهتماماتهم، بدءاً بالقارئ الملول وانتهاءً بالقارئ النهم. وهذه حال من اختار أن يكتب في تويتر دائماً. فها هو الكاتب يخاطب تويتر قائلاً:
"تويتر.. أيها العالم الذي امتلأ بأصناف البلابل، وفاض مداه بأنهار التغريدات. كيف أطلي جسدك بالأخضر؟ وأبني فيك عش القصيدة؟".
محتويات الكتاب: تضمنت مادة الكتاب ما يلي: المقدمة (هنا) يتبع ذلك: 1- مخارز، 2- مسودات على هامش القصيدة، 3- طعون في جسد العشق/اللغة، 4- سيناريو خديجٌ، 5- أكرهك أيها العيد، و6- الأسرَّة.