جنوب الحدود غرب الشمس ( 185 صفحه)
رقم الايداع 2417 , الطبعة 1
جنوب الحدود غرب الشمس

صدر مؤخراً منذ أيام عن دار (ألف ليلة) في القاهرة، الطبعة الثانية من رواية (جنوب الحدود غرب الشمس)، للكاتب الياباني الكبير (هاروكي موراكامي)، وقد قام بترجمتها الشاعر والمترجم المصريّ محمد عيد إبراهيم، كما صمّم غلافها المبدع عبد النبيّ فرج. 

وتدور الرواية حول حياة شخص وحيد يقوم في حياته بعدة غراميات قد يسيء فيها إلى غيره، من غير قصد، ولا يعرف قارئ هاروكي موراكامي إلى أين قد تمضي به الرواية، فهو يحكي قصة كالحلم، لكن براعته تتمثّل في أنه حلم وقع لنا لا مجرّد حلم في كتاب. وما من سبيل لتعرف أين يبدأ الواقع، وأين ينتهي الحلم، فالمشاهد الروائية أقرب إلى حال الهلوسة مع أن لها منطقها الخياليّ المحض الذي يتمتّع بكثافته الإبداعية الملموسة. إنها رحلة مفعمة بالمخاطر، كالسقوط في بئر.   

والمترجم المصريّ محمد عيد إبراهيم شاعر له ثلاثة عشر ديواناً من قبل، وهو يعدّ من أبرز رواد جيل السبعينيات الشعريّ في مصر، كما له منجز ثقافي كبير في مجال الترجمة، حيث أصدر قرابة سبعين كتاباً مترجماً في كافة مجالات المعرفة: شعرية ونقدية وروائية ومسرحية وغيرها. 

وتسعى دار (ألف ليلة) إلى إصدار أعمال طليعية في منشوراتها، تعبّر عن زمانها، حيث يقوم عليها الروائيّ الحداثيّ المبدع عبد النبيّ فرج، في محاولة لتنوير هذا المجال ضمن الحالة المصرية الحالية، وهو دور نتمنى له أن يستمر. 

ومن أجواء الرواية، نقتطف ما يلي: 

(والفجر يدنو، تخلّيتُ عن محاولة النوم. أرقُب السماء وهي تشعّ بالنور كلّ دقيقة. من طرف السماء تبدّى خطّ أزرق، وبدأ ينتشر كحِبرٍ أزرق على صفحةِ ورق، يعبر الأفق بطيئاً. لو جمّعتَ ظلالَ أزرق العالم، وانتقيتَ أكثرها زُرقة، خُلاصةَ الأزرق، فسيكون هذا اللون هو ما تختاره. حين أعلنَت الشمسُ عن نفسها عبر الأفق، استوعبَ نورها المعهودُ هذا الأزرق. سحابة وحيدة تطفو على المقبرة، سحابة بيضاء رائقة، بحوافّ محدّدة. سحابة مرسومة بشكل قاطع، حتى ليمكنكَ أن تكتب عليها. يوم جديد قد بدأ. لكن ماذا سيجلب هذا اليوم، من يدري.) 

الزوار (732)
نسخ مشابهة