إن الصحوة الإسلامية حقيقة واضحة تبرز في عامة الأقطار العربية الإسلامية بمظاهر متعددة. وأصبحت محل عناية الباحثين بما ينتابها من طفرات الغلو، وما تنجر إليه من مظاهر العنف، وما ترومه من مقاصد شاملة لمختلف مظاهر الحياة الاجتماعية. وإن إحصاء هذه المظاهر المختلفة المدروسة منها والمستجدة أمر جدير بالبحث، ليكون المنطلق الموضوعي المعتمد في طلب التأويل لهذه الظاهرة، وفي استشراف مستقبل تأثيرها في الحياة العامة وفي التيارات الفكرية والثقافية في المجتمع العربي المسلم. من هذا المنطلق ارتأت اللجنة التوجيهية المشرفة على مشروع "المستقبلات العربية البديلة" أن تدرج موضوع الصحوة الدينية الإسلامية في عداد الأبحاث الجديرة بالعناية، والمقررة للإحاطة بمقدمات المستقبل العربي لما للعامل الديني من أهمية واضحة بين العوامل الكبرى المؤثرة في حاضر المجتمع العربي. وقد تم لهذا الغرض عقد ندوتين في القيروان في تونس في 10-11 آذار/مارس 1983 وفي تونس في 29-30 تشرين الأول/أكتوبر 1984 وذلك لدراسة حركة الصحوة الإسلامية. وقد تركزت المناقشات حول المحاور التالية:أ- مفهوم الصحوة. ب- مظاهر الصحوة. ج- البعد الزماني. د- عوامل الصحوة. وقد تناوب على طرح البحوث التي شغلت أساساً لمناقشة الظاهرة لفيف من الباحثين الاجتماعيين، فضلاً عن عناصر منشطة ضمن الحركة السياسية الإسلامية. وزيادة في الفائدة تمّ جمع أعمال الندوتين في أبحاث ومناقشات ودراسات ميدانية في هذا الكتاب.