الوعي التربوي ومستقبل البلاد العربية
الوعي التربوي ومستقبل البلاد العربية
إن التربية عملية دائمة لا تقتصر على عهد الدراسة، بل تمتد على حياة الفرد بكاملها من المهد إلى اللحد، وتشترك فيها مؤسسات المجتمع المختلفة: البيت والمدرسة والدولة وسواها، فهي مستمرة إستمرار الحياة، جامعة لمؤثرات المجتمع مهما كانت أصولها ومنابتها. كما إن التربية عملية فاعلية لا إنفعالية، فهي لا تُفرَض فرضاً على التلميذ أو الطالب، بل يأتي نتيجة تفاعل بينه وبين المعلم، بهذا الإتصال والتفاعل تنمو شخصية الطالب، فيتعود التفكير المستقل، ونشدان الحقيقة والخير بذاته لا عن طريق سواه، ويصبح بذلك عاملاً فعالاً في حياة المجتمع. هذه هي فائدة الكتاب الذي وضعه مؤلفوه للمهتمين بشؤون التربية في العالم العربي، بل بالأحرى لنا جميعاً، لأن التربية تتصل بكل منا من قريب أو بعيد، وتطورها يؤثر في مستقبلنا أفراداً وجماعات، بسبل مباشرة وغير مباشرة.