الحلقة المفقودة في سلسلة الحضارات القديمة للجزيرة العربية ( 207 صفحه)
الطبعة 1 , سنة النشر 2002
الحلقة المفقودة في سلسلة الحضارات القديمة للجزيرة العربية
لقد كتب التاريخ القديم حسب الفكر التوراتي والفكر الإغريقي، وأصبح الإخباريون العرب العدنانيون الأوائل من مسلمين ومسيحيين ينهلون من الإسرائيليات ما هبّ وجب دون تمييز حتى أتى القرن التاسع عشر الميلادي فظهر في أوروبا علم الآثار واكتشافاتهم للكتابات القديمة في أرضنا العربية من مصرية قديمة مقدسة (الهيروغليفية ثم الهيراطيقية) والسينائية والآرامية فالمسند اليمني حتى اللحياني والثمودي والصفائي وكتابات أخرى. إلا أن أكثر المستشرقين كانوا من التوراتيين، وقرئت النقوش (المكتوبة بدون أحرف صوتية) قرئت حسب اللفظ العبري التوراتي الذي أضيفت إليه الأحرف الصوتية في القرن الثاني عشر الميلادي (وليس الثاني عشر قبل الميلاد) فكانت المصائب والترهات، وغربنا عن كتاباتنا العربيات القديمات لتصبح توراتية إسرائيلية! وفي هذا الكتاب بحث هدف الأهمية بمكان إذ أنه يكشف عن الحلقة المفقودة في سلسلة الحضارات العربية القديمة وذلك من خلال إعادة قراءة النقوش التي قرأها المستشرقون حسب اللفظ العبري التوراتي حيث وجد ما يسمى باللغات القديمة من أكادية بفرعيها البابلي والآشوري ثم الأبلانية والكفانية والآرامية ما هي إلا لهجات عربيات كتبت بأنواع مختلفة من الخطوط، وهذا ما قاد الباحث إلى البدهية التي تقول: إن اختلاف نمط الخط لا يدل على اختلاف اللغة. وقد استند العمل المنهجي الذي قام به الباحث علي سكيف على الأسس التالية: المعلومات التاريخية المتوفرة، الخطوط القديمة، الخيال العلمي. فإن الأول، فقد نحى هذا المنحى الكثير من مؤرخينا، وعليه تحفظات حيث اعتمد الكثيرون على الإسرائيليات، وقد خالفه الباحث علي سكيف في بعض نواحيه، وأما الثاني فقد نهله الباحث بكل أمانة. وأما الخيال العلمي، فقد كان الباحث فيه مبدعاً وستبقى نظريته قائمة على مجال الظن حتى يأتينا نقوش أخرى مماثلة ترفعها من درجة الظن إلى درجة المترجم ثم إلى درجة اليقين والقرار وذلك حسب المنهج التجريبي الذي أتى به ابن حزم الأندلسي وابن البيطار العشاب. وأحلى ما في هذا البحث أنه خرج عن المدرسة التقليدية شجاعاً في طرح ما جاء به، كما أنه سيكون عتبة للدرس والنقد.
الزوار (654)