معجم الفولكلور مع مسرد انجليزي عربي ( 458 صفحه)
الطبعة 1
معجم الفولكلور مع مسرد انجليزي عربي

لقدِ ازْدادَ الاهتمامُ بالفولكلور في السَّنوات الأخِيرة، لا في الأوساط الأكادِيمية وحدها، ولكن بين أكثر المُثَقَّفِين في مصر والعالَم العربيِّ. واسْتَتْبَعَ ذلك بالضَّرورة العمل الموصول على محاولة التعريف بالمُصطَلَحات المرتبطة بهذا المجال. ولما فَكَّرت منذ سنوات، في أن أضع مُعجمًا خاصًّا بالفولكلور، واجهتني صُعوبات جَمّة في الجَّمْعِ والتَّصنيف، وأكثر من هذا وذاك، في استخلاص المَدلُول الخاصِّ بكل مادّة من موادّ هذا المعجم. ورَجَعْتُ إلى مُصنَّفاتٍ شتَّى عربية وعالَمية. وكان لابد من تذليل صُعُوبتين كبيرتين؛ أولاهما اتِّساع الرُّقعة بحيث تشمل العالَم بأَسْره، والثانية أن طبيعة الفولكلور تُعنَى بالحَيِّ المتطوِّر من العادَاتِ والتَّقاليد، إلى جانب الآدَاب والفنون والعُلُوم الشَّعبية. وهذا يجعل المُصطلحات خاضعة للتطور والتعديل، خضوعها للانتقال من بيئة ثقافية إلى بيئة ثقافية أخرى. وأَشارَ علي بعضُ المَعْنِييِّن بالفولكلور أن أوثر على مصطلح "الفولكلور" "المأثور الشَّعبِي"، ومنهم من ضَيَّقَ الدائرة على "الأدب الشعبي"، ومنهم من وسَّع المجال بحيث يستوعِب "الفن الشعبي"، ولكنني آثرت، بعد التفكير والدراسة، ومسايرتي التقدُّم في العلوم الإنسانية، أن أستخدم المُصْطَلَحَ العالَميَّ وهو "فولكلور". وفرضت طبيعة الموضوع أن أجمع في هذا المعجم كل ما استطعت الحصول عليه من المواد الفولكلورية المشهورة في ربوع العالَم، المأثورة في مصر والعالَم العربي، والتي حفرت لها مكانًا في ذاكِرةِ الشُّعُوبِ، وما سَجَّلَهُ المُؤَرِّخُون في الحضارات القديمة والوسطى والمعاصِرة. ولا يَدَّعِي أَحَدٌ أن القيامَ بمعجم خاص بالفولكلور مُهمَّةٌ سهلة... إن المصطلحات مرنة، تَتَشَكَّلُ مَدلُولاتُها، وهي تختلف باختلاف البيئات والأَجيال. ومثل هذا المعجم إنما هو عمل تجريبي، أو ريادة لطريق غامض، مع طُوله وعرضه، وحَسْبِي أنني بدأت الخطوة الأولى في هذا السَّبيل. ومعجم الفولكلور هو في واقع الأمر؛ محصلة جهود علماء ورواة وهواة في هذا المجال الإنساني الأصيل والحي والمتطور؛ وهو مجال "الفولكلور". لقد عكفت قدر طاقتي على معاجِمَ وموسوعاتٍ كثيرة، وبخاصّةٍ عن العاداتِ والتَّقالِيدِ والعَقائِدِ والطُّقُوسِ والأغاني والحِكاياتِ والسِّيَرِ والألغاز والأمثال والحِرَفِ والصِّناعاتِ والمَعارِفِ الشَّعِبيَّةِ. ومن حُسن الحَظِّ أن الجِيلَ السَّابِقَ عُنِيَ بحلقات من الفولكلور، وجمَع مادتها وصنَّفها، كما أن الأجيالَ المتتابعة ازدادت اهتمامًا بهذا المجال الحي المُتَّسِع، وسجلت الكثير من مأثوراته وظواهره. وهذا المعجم، الذي أُقَدِّمُهُ إلى المعنيين بالفولكلور، يتجاوز المصطلحات الخاصة بالمجتمع العربي، إلى الموادِّ المتنوعة والمشهورة في القوميات والشعوب، على اختلافها. وكل ما أرجوه أن يزيد من اهتمام القارئ العربي بالفولكلور، الذي يصدر عن سلوك الإنسان، أيّاً كان وطنُه، وأيًّا كانت بيئتُه الثقافية. ولا أدعي أن هذا المعجم قد أحاط بمجال الفولكلور، وحسبي أن أُسَجِّلَ أنني حاولت.

الزوار (482)