التصدع العظيم ( 288 صفحه)
الطبعة 1 , سنة النشر 2004
التصدع العظيم

يعتبر فرانس فوكوياما واحداً من المفكرين الأمريكيين الذي فتحت كتبه رؤية جديدة على العالم المتغير المحيط بنا، ففي كتابه نهاية التاريخ The End History والرجل الأخير The Last Man كان فوكوياما أول من تنبأ بشكل العالم بعد الحرب العالمية الباردة. وفي كتابه (الثقة) قام بتحليل ودراسة العوامل الإجتماعية التي تخلق الثروة، وكيفية تعزيزها، أما في هذا الكتاب المثير، فإن فوكوياما يركز إهتمامه على أسئلة جوهرية أكثر عمقاً حول طبيعة المجتمع الحديث. يبدأ كتاب التصدع العظيم The Great Disruption بملاحظة أن الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول المتقدمة قد تعرضت إلى تغيير عميق عندما انتقلت من المجتمع الصناعي إلى المجتمع المعلوماتي، فقد أصبحت المعرفة، وليس الإنتاج، هي أساس الثروة والقوة والتفاعل الإجتماعي. وفي الوقت ذاته، شهدت المجتمعات الغربية إرتفاعاً في مستويات الجريمة وتغيرات في مستوى الخصوبة وهيكل العائلة، وإنخفاض مستويات الثقة وإنتصار الفردية على الروح الجماعية وكما تركت الثورة الصناعية آثاراً وتغييرات جذرية وعميقة في القيم الأخلاقية للمجتمع، فإن تصدعاً عظيماً في زمننا الحاضر أدى إلى إحداث تبدلات عميقة في بنائها الإجتماعي. يستخدم فوكوياما آخر البيانات والمعلومات الإجتماعية والنظريات الحديثة في مجالات متعددة ومتنوعة تمتد من الإقتصاد إلى البايولوجيا، ليكشف لنا، أنه على الرغم من إنهيار النظام الإجتماعي القديم، فهناك نظام إجتماعي جديد قد بدأ يتشكل ويبين لنا الكاتب أن بناء علاقات إجتماعية مع بعضنا البعض، وخلق نسيج إجتماعي قوي بأشكال جديدة ومتناسبة مع المتغيرات، هو طبيعة متجذرة في الإنسان، ولا يقتصر ذلك على العلاقات الأسرية، بل يتعداها إلى العلاقات في المؤسسات وفي أماكن العمل. والحقيقة، فإن الكاتب يرى أن التصدع العظيم الذي شهدته الستينيات والسبعينيات، يمكن أن يفسح الطيق، لإعادة بناء عظيم، حيث أن المجتمعات الغربية قد بدأت بالفعل في بناء نسيج جديد من القيم الإجتماعية والأخلاقية المناسبة للحقائق المتغيرة لعالم ما بعد العصر الصناعي.

الزوار (1684)