لكي تنجح مؤسسة الزكاة في التطبيق المعاصر
الطبعة 1 , سنة النشر 1994
لكي تنجح مؤسسة الزكاة في التطبيق المعاصر
ثمة قضية ينبغي ألا نهرب منها حين نتحدث عن الزكاة في الاسلام وأثرها في حل المشكلات الاجتماعية وتقوية الجماعة الاسلامية. هذه القضية هى ارتياب بعض المعاصرين في نجاح الزكاة وتحقيق اهدافها الاجتماعية والانسانية والاسلامية في هذا العصر. وفي ظني أن هذا الارتياب له ما يسوغه من الواقع إذا لم نواجهه بصراحة وحسم، وتوفير المناخ اللازم لكي تحقق الزكاة أهدافها في هذا العصر وخاصة إذا تولت شئونها مؤسسة أو ادارة مخولة من السلطة الشرعية ومن هنا يجب ان نعلن ان نجاح (مؤسسة الزكاة) في تحقيق أهدافها وآثارها في حياة المجمع المسلم - من مطاردة الفقر والعوز وإقامة ضمان اجتماعي شامل، تامين ذوى الحاجات الطارئة، وتطهير الجماعة من اسباب التحاسد والتباغض وإعانة الاخيار على إصلاح ذات البين ، وتعزيز الدعوة إلى الاسلام وتثبيت عقيدته وتأليف القلوب عليه وغير ذلك مما تحققه الزكاة لدين الاسلامي ودولته واهله- هذا النجاح مرهون بحسن فهمنا للزكاة ، وحسن تطبيقنا لها. وبعبارة أخرى إن الزكاة لا تؤتي أكلها ولا يجتني ثمرها ، إلا بشروط يجب توافرها وبإهمال هذه الشروط أرى أن إصدار أى قانون للزكاة لا يحقق ما ينشده المخلصون من وائه.
الزوار (287)