هذه مذكرات إنسان من لبنان، من دنيا العرب، إنسان حفظ ذكرياته فدونها، ودون مذكراته فحفظها إنسان ككل إنسان، عرك الحياة، ولم يفته أن يُسجل، ويقوم، أحداث الحياة، واختلط القسم الأوفر من مسيرته بالعمل العام. فتشابكت يومياته، وبالتالي ذكرياته، بين الخاص والعام، فيها البيت، والضيعة، والجبل، والتقاليد، وفيها المدينة، والمدرسة، والجامعة، فيها الإغتراب في طلب العلم، وفيها الإقتراب في طل العمل؛ فيها المحاماة، وفيها الإدارة والإنتخابات، فيها القنصلية، والسفارة، وجامعة الدول العربية، والأمم المتحدة، واليُونسكو. وفيها مؤتمرات القمة العربية، وحركة عدم الإنحياز والمؤتمر الإسلامي، فيها الحقائق، وفيها الوثائق، فيها الخبر، وفيها العبر، فيها العمل اللبناني، والعمل الفلسطيني، والعمل العربي، فيها التاريخ، والسياسة، والدبلوماسية، فيها نصف قرن من الأحداث العربية.