التجربة النهضوية التركية (كيف قاد حزب العدالة والتنمية تركيا إلى التقدم؟) ( 240 صفحه)
الطبعة 1 , سنة النشر 2013
التجربة النهضوية التركية (كيف قاد حزب العدالة والتنمية تركيا إلى التقدم؟)
يمتاز المؤلف بإجادته للغة العربية. ولذلك، جاء كتابه شيق العبارة، سلس الأفكار، فلم يكن بحاجة إلى جسر الترجمة الذي يضع في الغالب من قيمة الكتاب الأصلي بسبب "فرق الترجمة" إذا جاز التعبير! الكتاب يشد القارئ؛ فهو يمتاز بالوضوح والبساطة في عرض الأفكار، كما يمتاز بتقديم حقائق رقمية عن النتائج التي قدمها حزب العدالة والتنمية في تجربته في الحكم منذ العام 2002 وحتى اليوم، في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة؛ الاقتصادية والصحية والتعليمية والعسكرية والعمرانية، وحقوق العمال والمرأة والأسرة وغيرها. وينطلق جول من أهمية توافق الأمة مع هويتها، وخطر قيام السلطة بالتصادم مع هذه الهوية، لأن الخاسر دوماً في هكذا صدام هو السلطة. فقد أثبتت وقائع التاريخ أن العلمانيين هم من يخسرون كلما صادموا هوية الأمة التي هي الهوية الإسلامية. ولذلك، يرى المؤلف أن أصل نجاح حزب العدالة والتنمية هو في "اكتشاف الذات بقناعاتها الفلسفية والدينية معا ودون تعارض، واكتشاف الذات بماضيها التاريخي والمعاصر ودون تناقض، واكتشاف الذات بمقدراتها الاقتصادية والسياسية بترابط ودون تباغض، واكتشاف الذات بمميزاتها الحضارية الحوارية ودون تصادم". ويرى جول أيضا أن الإصلاح كان عملية عثمانية داخلية، بدأت بمبادرة من السلطنة بصدور الفرمان الكلخاني الأول من السلطان عبدالمجيد خان، بتاريخ 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 1839. وكان الهدف من العملية معالجة الخلل والضعف الناشئ في الدولة، وإعادة حالة القوة والإعمار والراحة بمقتضى القوانين الشرعية. ولكن حصل نزاع بين طرفين من العثمانيين، هما الإصلاحيون والمحافظون، وكانت تقابلهما جماعة من المتغربين الساعين إلى علمنة الدولة العثمانية، والذين نجحوا في إقامة الجمهورية بعد إلغاء الخلافة العثمانية. وهنا يسرد جول سريعا المحطات التي تقلبت فيها تركيا منذ إلغاء الخلافة، وحتى وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة؛ وأن تركيا لم تتقدم أحوالها في ظل العلمنة المتشددة، بل تدهورت أحوالها السياسية والاقتصادية، إذ تعاقبت الانقلابات العسكرية فيها، وتدنّت قيمة العملة التركية (الليرة)، ولم يعد للدولة مكانة مرموقة لا في الشرق ولا في الغرب. ثم يختم جول كتابه بفصل مهم عن كيفية الاستفادة العربية من تجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا، ويبدأ من الديمقراطية؛ إذ ينبه إلى أنها لم تعد قضية عابرة، بل أصبحت هي الأيديولوجيا التي يحملها الغرب ويحارب من أجلها. وينقل عن صمويل هنتنغتون، صاحب نظرية صدام الحضارات، أن الغرب يربط بين الديمقراطية وبين تسع قضايا هي: الفردية، والليبرالية، والدستورية، وحقوق الإنسان، والمساواة، والحرية، وحكم القانون، والسوق الحرة، وفصل الكنيسة عن الدولة.
الزوار (834)
نسخ مشابهة