بلغت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بفضل وقوعها على ملتقى الطرق التجارية في ثلاث قارات ذروة ازدهارها عبر التاريخ حين كانت منفتحة على التجارة والأفكار والابتكارات والمبادرات الفردية. لكن في العصر الحديث راحت المنطقة تتراجع في حين مضى العالم قدماً على موجة متسارعة من التجارة والتبادل. والإحصاءات البسيطة توضح المسألة: فإن التجارة العالمية قد نمت بمعدل 8% سنوياً من خلال العقد المنصرم، بيد أن معدل التجارة في المنطقة مع بقية العالم فلا تزال رهن صادرات النفط والموارد الطبيعية والسياحة والنزوح العمالي، في وقت تحولت المناطق الأخرى إلى حلقات أساسية في سلاسل الإنتاج العالمية على صعيد الصناعات التحويلية والتكنولوجيا والقطاعات الديناميكية الأخرى. وهذا الكتاب يصف لماذا التفاعل مع العالم هو عامل حيوي جداً بالنسبة إلى المنطقة-لاستغلال حسنات موقعها وإمكاناته وموارده وروح المبادرة فيه. ويحلل الكتاب أيضاً لماذا يتوجب على المنطقة أن تستغل التيار الغني للتجارة والاستثمار العالميين، وأية إجراءات تساعده على هذا الأمر، بما فيها الإصلاحات في سياسات الشركاء التجاريين للمنطقة بصورة كاملة.