إنه الديوان الوحيد في دواويني الذي إذا ما طرح في الأسواق لا تعود إلى منه نسخة واحدة، فالناس معه على انتظار دائم، يذهبون إلى أمسياتي الشعرية رغبة في سماع "جراحي" ولا يمكن تجاهل القراءة منه بين الجمهور وإلا عوقبت. ربما أدائي لشخصيتي "فاطنة وجراحي" وتلك العاطفة الفطرية القوية التي كشفت عنها الرسائل المتبادلة بينهما هو الذي ربط الجماهير بهذا العمل فكأني كنت أجسد بأدائي الحالات المتباينة للعاطفة بين المحبين في لحظات الاقتراب والغربة والسعادة والشقاء. وربما لأن اللغة التي نطقت بها الشخصيات كانت اللغة الحقيقية لذلك النوع المستقر من المشاعر في ضمائر أهل الصعيد الفقراء.