
هنري ديفيد ثورو
القراء
0
0
الكتب
0
0
المراجعات
0
0
عن المؤلف
هنري ديفيد ثورو كاتب وشاعر أمريكي، ولد في بلدة كونكورد بولاية مساشوستس وأمضى جل حياته وتوفي فيها. أتمَّ دراسته في مدارس البلدة، ثم في جامعة هارفرد القريبة التي تخرج فيها عام 1837. كانت مجالات اهتمامه واسعة غطت الأدب اليوناني واللاتيني والفلسفات والديانات الشرقية والتاريخ الطبيعي والرياضيات. عمل في التدريس مدة قصيرة، إذ أنشأ مع أخيه مدرسة استمرت ثلاث سنوات.
أقام ثورو بين عامي (1845-1847) في كوخ بناه بمساعدة بعض الأصدقاء في «وولدن بوند» بالقرب من كونكورد محاولاً إثبات إمكانية العيش بالقرب من الطبيعة بأقل قدر ممكن من الاستهلاك لمواردها، بالاعتماد على الذات، وهذا من صلب مبدأ «التعالي». وكانت هذه الخطوة أيضاً احتجاجاً رمزياً على الحرب التوسعية التي شنتها الولايات المتحدة على جارتها المكسيك، وعلى توسيع نظام الرق، ليشمل الولايات المنضمة حديثاً إلى الاتحاد، وقد طبع فكره الثوري هذا مؤلفاته كلها بطابع الرفض والتحدي في سبيل الإصلاح.
كانت السنوات التي قضاها ثورو في «وولدن بوند» الأكثر عطاء خلال حياته القصيرة، فقد كتب في تلك المدة المسودة النهائية لمؤلفه «أسبوع عبر نهري كونكورد ومِريماك» (1849(، وهو وصف لرحلة فعلية ورمزية عبر الطبيعة تتبع مجرى النهرين. وكان هذا المؤلف بمثابة مقدمة لكتابه الآخر الذي أتمه في الوقت نفسه «وولدن أو الحياة في الغابة» (1854) الذي يمكن أن يُفسَر كسيرة ذاتية أو نقد اجتماعي أو سبر لأغوار النفس البشرية. وهو محاولة شعرية نثرية، بصور مجازية رمزية، لاكتشاف الذات والمدينة الفاضلة عن طريق التأمل في الطبيعة. في خضم هذا العالم المثالي الذي حاول ثورو خلقه لنفسه دُفع به إلى السجن، وإن كان ذلك لليلة واحدة، لأنه رفض دفع الضرائب المترتبة عليه، مما جعل ثورته على النظام السياسي والاجتماعي القائم تصل إلى أوجها. وكانت مقالته «مقاومة الحكم المدني» (1849) تعبيراً عن ذلك، لكنه لم يتمكن من نشرها إلا بصعوبة بالغة، ولم تلق تجاوباً كبيراً من القراء لهجومه على نظام الحكم ونقده اللاذع له، وأعاد نشرها تحت عنوان «العصيان المدني» في كتابه «أمريكي (يانكي) في كندا» (1966) ويبين ثورو في هذه المقالة أنَّ هناك قانوناً «أسمى من القانون المدني وأن على الإنسان اتباع هذا القانون الأسمى، ولو أدى ذلك إلى معاناته»، وبالتالي فإن أي «نظام حكم يسجن البريء يجعل من السجن مكاناً مناسباً للبريء». ويفسر هذا تجاوب ثورو مع حركة تحرير العبيد وتسهيل هروبهم من الجنوب إلى الشمال، فيما عرف بالخط الحديدي السري، فكتب «العبودية في مساشوستس»، وهي في الأصل محاضرة كان قد ألقاها عام 1854. كذلك كان ثورو المدافع الأول عن جون براون، الذي قام عام 1859 بغارة على مستودع للأسلحة تابع للجيش تمهيداً للقيام بثورة لتحرير العبيد، إلا أنه قُبض عليه واتهم بالخيانة وأعدم، واعتبره ثورو بطلاً، فكتب «دفاع عن الكابتن جون براون» (1959).
نشرت بعد وفاة ثورو بعض مؤلفاته حول الطبيعة، مثل «نزهات» (1963) و«غابات مين» (1864) و«كيب كود» (1865) التي كانت نتيجة ملاحظاته في أثناء تجواله في المحيط القريب منه وفي كندا. أما «يوميات»، التي تغطي الجزء الأكبر من حياته ما بين 1837-1862 والتي تعد أكبر وأهم أعماله إذ تشمل أربعة عشر جزءاً، فلم تنشر إلا في عام 1906، أي بعد أكثر من خمسين عاماً على وفاته.
أثَّر فكر ثورو بشكل حاسم في التطورات التي سبقت الحرب الأهلية، التي اندلعت عام 1861 بين الولايات الشمالية التي عارضت العبودية والولايات الجنوبية التي أرادت المحافظة عليها، وفي تداعياتها، وكذلك في حركة الاحتجاج ضد الحرب في فيتنام في الستينات والسبعينات من القرن العشرين.
الكتب
المراجعات
التدوينات
مرئي
الحائط