مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
المؤلفون
0
الكتب
0
المراجعات
0
الأكثر قراءة
الكتاب الأكثر شيوعاً
عن الناشر
لم يكن نشر الكتب الاسلامية، قبل دار الأعلمي في لبنان، رائجاً. تلك الحرفة، اقتصرت على دور نشر بسيطة، طبعت العدد القليل جداً من الكتب، واستوردت أخرى من مصر والعراق وايران باسعار مرتفعة. غير أن مبادرة بسيطة من الشيخ حسين الأعلمي، وضعت الكتب الشيعية في دائرة المنافسة مع الكتب الأخرى، استناداً الى تجربة دور النشر المصرية التي كانت تعتمد مبدأ “اطبع أكثر ووفر الكتاب بسعر زهيد للقارئ”. لكن هذه العائلة التي دخلت عالم النشر في العام 1963، بتشجيع من السيد موسى الصدر، خاضت غمار التأليف قبل هذه الفترة بكثير. ويُحسب للشيخ محمد حسين الأعلمي، والد الشيخ حسين، أنه ألف موسوعة دائرة المعارف الشيعية، المؤلفة من 30 جزءاً، وقضى حياته في تحقيقها وتدوينها وتوثيقها استناداً الى علم الرجال. ودار الأعلمي، هو أول دار في لبنان متخصص بالكتب الشيعية، كان مركزه قبل بدء الحرب اللبنانية في وسط بيروت في بناية العازراية شارع المكتبات، حيث كانت العائلة تنشر وتسكن في شقة واحدة. ورغم صعوبات الطباعة والنشر، وضعف التقنيات، والتجليد باليد وليس بالماكينات، كان أول دار نشر يتخصص بنشر تراث الشيعة وأهل البيت(ع)، تخطى انجازات محاولات ضئيلة وخجولة متل طباعة دار العرفان في صيدا لبعض الكتب، وكذلك دار الأندلس، ودار الحياة حيث قاموا بطباعة بعض الكتب الشيعية. وقد أيد الأعلمي، معظم المراجع في عمله وانجازاته، لكن لم تكن وسائل التواصل متيسرة مثل اليوم. ويروي الشيخ حسين الأعلمي كيف شجعه الامام الصدر على طباعة كتاب “الميزان” لأستاذه العلامة الطباطبائي، بعد أن ذكر له أهميته. يقول: “لم يكن العلامة الطباطبائي معروفاً في لبنان بل في ايران، طبعنا الموسوعة جزءاً وراء جزء، بدءاً من العام 1968، حيث كان السيد موسى يأخذه بيده الى ايران لتصحيحه، وكانت تبقى الحروف مصفوفة ريثما يرجع السيد موسى مع النسخة المصححة. فقد كانت الطباعة عملية صعبة ومتعبة ومرهقة، حيث استمر اكمال الكتاب طيلة 6 سنوات أي قبيل الحرب الأهلية”. اليوم تطبع الدار بعض الكتب المعجمية، مثل لسان العرب ومجمع البحرين، والمفردات والملل والنحل وتاريخ الطبري، وكليلة ودمنة والمعاجم اللغوية والتاريخية وغيرها من الكتب المقبولة في العالم العربي، بحكم منع الكتب الشيعية في الانتشار في المشرق العربي ومغربه. أما الآن، فيشارك الدار في المعارض العربية حيث يدخل بعض الكتب والعناوين الشيعية بين المعاجم وغيرها، ليتسنى له عرض الكتاب الشيعي. وجاء النشر تتويجاً لعملية تأليف كبيرة بدأها الوالد الشيخ محمد حسين الأعلمي في تصنيف علم الرجال فقط. يقول الشيخ حسين: “لاحظ والدي المغفور له أن المامقاني، وهو الرجل الذي ألف في ذلك الوقت، كثيراً ما أدرج عبارة “مجهول” أمام الكثير من الأعلام الذين ذكرهم. وقد استطاع والدي الخروج من المجهولية لأولئك الأعلام، حيث استطاع ذكر مذهب الأعلام، شيعة أم سنة، وتاريخ ولادتهم ووفاتهم، ومعاصرتهم لأي إمام. لذا كانت بداية تأليفه حول علم الرجال”. يضيف: “بعدها، وعندما كنا في كربلاء قبل 70 سنة، توسع الوالد في مواضيع مهمة تضمنهم كشكول، ثم توسع أكثر، ثم ارتأى أن يدمج كتاب الرجال مع الكشكول وفقاً للألفباء، ضم مواضيع مختلفة، أسماه “مقتبس الأثر” ثم تغير الاسم إلى “دائرة المعارف الشيعية”. كان ذلك في العراق، ثم سافر إلى إيران، وبقيت أنا في العراق حيث كان يعتمد علي في الكتابة لجودة خطي، حيث قمنا بتصحيح ونسخ الكتاب طيلة ثلاث مرات، باللون الأسود والأحمر، وقد بلغت أجزاء الموسوعة حوالي 50 جزءاً،قبل أن يتم اتلاف مسودات الكتاب المخطوط فيما بعد في زمن صدام حسين”، لافتاً الى ان مخطوطات العديد من رجالات النجف ذهبت مع الزمن، لأنها لم تطبع ولم تنشر. سافر الشيخ حسين مع والده إلى قم المقدسة وبقي معه لمدة سنتين، فيما استمر هو هناك، حيث قام بطبع أربع أجزاء من دائرة المعارف باللغة العربية. ثم رجع الشيخ حسين للعراق، حيث أسس في كربلاء فيما بعد داراً للنشر، وكان في عمر الـ 22 عاماً. كما شارك في تدوين الكتاب عن والده، بمعدل 80 صفحة يومياً. ويشير الى ان والده رأى أنه لا يستطيع أن يكمل كتابة الكتاب بمفرده، لكبر سنه، فقام باختزال الكتاب من 50 مجلداً إلى 30 مجلداً، حيث رأى أنه لا مبرر ولا داعي لايراد العديد من الرجالات. ثم بدأ الوالد (رحمه الله) بطباعة الكتاب بتمهل، حيث كان يقضي يومه في الكتابة، ولطالما شاهده الطلبة في المدرسة على هذه الحالة. وينقل عن المرشد الروحي للثورة الاسلامية في ايران السيد علي الخامنائي أنه أثناء معرض طهران الدولي للكتاب، وأثناء تجوال آية الله السيد علي الخامنئي في المعرض وعندما رأى موسوعة الأعلمي، سأل: مَن من آل الأعلمي هنا؟ فأجبته أنا نجل الشيخ حسين الأعلمي في لبنان. فقال السيد الخامنئي: ثمة شخص كبير بالعمر في المدرسة الفيضية اسمه محمد حسين. فقلت هو جدي. فقال لي سأروي لك هذه الحادثة: اثناء دخول السافاك المدرسة وقاموا بقتل وضرب ورمي بعضهم عن السطح حيث حصلت مجزرة 15 خرداد، فدخلوا على حجرة جدك نظروا للحجرة، ولم ندرِ أرأوه أم لم يروه، لكنهم رجعوا دون أي أذية له. ويتابع الشيخ حسين الأعلمي عن الحادثة: أثناء تفتيش السافاك في كل الغرف، كان والدي يكتب، فتقدم رجال الأمن منه، فقال لهم الضابط: لا تقربوا هذا الرجل، لأنه لا تبدو عليه إمارات (المشاكل)، حيث قام وتوضأ بشكل عادي قبيل صلاة المغرب، ولم يقوموا بأي أذية له، وقد تعرض الوالد لمشاكل كثيرة، سواء في كربلاء أو في قم المقدسة.
هل لديك كتب لـ مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ؟ فضلاً شاركنا كتب الناشر.
فضلاً أضف كتاباً