منذ البدايات المبكرة للتجربة الرائدة في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وضع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حجر الأساس لبناء صرح متين لعاصمة عربية حاضنة، تأخذ بالثقافة وأسبابها وتبحر في مياه التاريخ والحكمة الواسعة، وتتقرّى ما وراء تلك الحكمة من خبرات ودروس و فضاءات تعانق المستقبل. كان خيار سموه الثقافي مثالاً للمعاني الكبيرة التي تنبجس من بين ركام الأسئلة الوجودية والمعرفية خياراً يصل الماضي بالمستقبل ويعتبر الحاضر فرس رهان على درب تلك الصلة الموضوعية المنطقية، بل ضرورية. ولأن الثقافة تتأبّى على التعريفات الإجرائية المبتسرة، ولأنها تشمل كامل القيم الروحية والمادية، ولأنها مركب الإبحار في المياه المترجرجة لعوامل الأيام ونوائبها، لهذه الأسباب مجتمعة كانت البداية المبكرة منذ أكثر من ثلاثة عقود. كانت تلك البداية محكومة بالفكرة والخيار والاختيار، ذلك أن الفكرة الواضحة والروح المتوثبة قادرة على تحقيق ما يتجاوز الخيال وما يسمح لاحقاً بمتوالية تطوير صاعد.