الإعجاز التشريعي
بسم الله الرحمن الرحيم
(شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ)13 سورة الشورى صدق الله العلي العظيم
الاعجاز لغة: عدم القدرة حسب صاحب المفردات (الاصفهاني)
المعجزة اصطلاحا: امرا خارق للعادة يصاحب ادعاء النبوة مقترنا بالتحدي
التشريعي: الشرعة هي ورد الماء والطريق اليه (ابن منظور – لسان العرب)
المعنى الاصطلاحي هو الطريقة او الدين
التشريع من باب التفعيل بمعنى التحول (البيضاني كتاب العين)
الاعجاز التشريعي: هو وجود اشارات علمية في ايات الاحكام التي تامر او تنهي عن شي او نفس الشي
للقران الكريم ابعاد اعجازية مختلفة فهو الذي اعجز البلاغيون عن ياتوا بمثله فهل اعجز البشرية ان تاتي بتشريعات وقوانين؟ ليس الهدف هو بيان اعجاز القران بمقدار ماهوه مهم في اثبات دعوة صدق النبوة والاذعان للنبي والاستفادة من كل الاوامر التي اهي التي جاءت بما ينسجم مع الفطرة البشرية لتحقيق سعادة الانسان
السوابق التاريخية للبحث في الاعجاز التشريعي:-
يمتد البحث في عمق التاريخ الاسلامي فقد كتب الباقلاني (403ق) وكتب فيه البلاغي (1352) في الاء الرحمن وتحدث عنه الطباطبائي والخوئي في الميزان والتبيان ومحمد هادي معرفه في علوم القران ورشيد رضا في المنار والزركاني عدة ابعاد واعجاز القران الكريم في المناهل (مناهل العرفان) وكتب فيه كتاب مستقل تحت عنوان (القران واعجازه التشريعي) لـ اسماعيل ابراهيم.
ماهي خصائص التشريعات القرانية
عدم وجود النقصموافقتها للعقل والفطرةمطابقة العلم لهاشموليتها لكل الازمنه والامكنةاتيانها في ذلك الزمان مستحيل خصوصا وان المجتمعات بدائية وتحديه لهم بالاتيان بمثلهاتيان التشريعات من قبل شخص امي وتطبيقها على يديهالاعجاز في الايجاز بالقوانين الاعجاز في وجود كل الخصائص المتقدمة في تشريع مايوكد العلماء على عدم وجود التناقض في الايات القرانية رغم ان نزول القران تدريجيا تم خلال ثلاثة وعشرون سنة ومايتوهم انه متناقض هناك جواب له جمعها الشيخ محمد هادي معرفة في كتاب نقد الشبهات
من الامثلة على توهم وجود التناقض في الايتين
(وصاحبهما في الدنيا معروفا) لقمان 15
(لاتجد قوما يومنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم وابنائهم)مجادلة 22
رفع الشبهة:-
لاتتنافى المصاحبة بالمعروف مع عدم اضهار الموده والتاثير في الافكار
انسجام القوانين القرانية مع العقل:يقول العقل ان التكليف بما لايطاق ضلم وهو موافق لقوله تعالى (لاتكلف نفسا الاوسعها) بقرة 233
يقول العقل يقبح العقاب قبل الانذار والتعليم
(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) الاسراء 15
توافقها مع الفطرة : (فاقم وجهك للدين حنيفا فطره الله التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ) الروم 30البحث عن الدين في فطرة الانسان بدليل بحث الانسان في كل زمان ومكان عن دين ونحله يتبناها رغم عدم اجباره على ذلك
(ولكم في القصاص لعبره) اخذ الثائر بفطرة الانسان موجود
يوافق العلم القطعي مااخبر به القران الكريماوجب القران على الامهات رضاع اولاد من وحثهن عليه لمدة عامين وعده من حقوق الولد على والدته (والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة) البقرة 333
يقول علماء الطب ان افضل غذاء للولد لمده عامين هو حليب الام وقد اجريت على الاطفال المصابين وجدوا ان الاطفال الذين رضعوا من امهاتها اقل بمقدار ثمانية مرات عرضه للاصابة من الاولاد الذين لايرضعون من امهاتهم وكذا ان نسبت الامهات التي تعرضن للسرطان الثدي هي اقل بكثير عند من رضعن اولادها
التدرج في اعطاء القوانين وكذلك امكان تطبيقها واجراء التعديلات التي يصعب عليها تنفيذي الحكم1.(ماجعل عليكم في الدين من حرج) حج 335
(من اضطر غير باغ ولاعاد فلا اثم عليه)
يقول الامام الصادق (عليه السلام) بما معناه ان الاحكام التشريعية في مكه كانت قليلة ميسرة متدرجة وخالية من التخويف بالعذابالتدرج من النهي عن شرب الخمر مصداقا للتدرجأن يدون قانون ويمكن تطبيقه خلال (33) سنه بحد ذاته امر معجزينقل الكاتب المصري (محمد ابو زير) صاحب كتاب المعجزة الكبرى ان قوانين الروم استغرقت الالف عام حتى اكتمل.بعد ان عرفنا جانبا من الاعجاز التشريعي في هذه المقالة المتواضعة السؤال الاهم سادتي القراء هو لماذا لانلتزم بالتشريع ؟ اجحدنا بها بعد ان استيقنت نفوسنا ام هل صدق علينا ابليس ظنه؟ ليتنا نقف وقفة مع الذات ترجعنا إلى حالة العبودية والاذعان للمولا عز اسمه فلا عز إلَّا بعبوديته ولاذل كالمعصية .
د. مواهب الخطيب