القراءة للقراءة..فن ومتعة..وحل الإشكالية
أضيف بواسطة: , منذ ٨ أعوام
الوقت المقدر لقراءة التدوينة: 27 د

تتزايد المعرفة يوما بعد يوم ,وتقاس قوة الأمم اليوم بحجم ما توصلت إليه من معرفة , ولا يغيب عن أذهاننا أننا في عصر الأنفجار المعرفي والذي تتجلى اشكالياته في عدم القدرة على ملاحقته ومواكبة التطورات الهائلة في جميع المجالات , وبالتالي فإن من يتخلف عن الركب الحضاري والسبق المعرفي فلن يكون له مكانا في سلم التقدم .وبناء عليه فإن القراءة هي بوابة عصر النهضة الحديثة , والقراءة عادة أو مهارة مكتسبة يجب غرسها في الأطفال منذ نعومة أظفارهم ليشبوا عليها وتصبح قيمة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها كالماء والهواء , فالقراءة طريق التعلم والتعليم والمعرفة وهي فن ومتعة ولذَّة لمن يتعود عليها منذ صغره وتصبح جزءاً من تكوينه السلوكي واتجاهاته العقلية والوجدانية والاجتماعية . وهذه الورقة تتناول القراءة بين الفن والمتعة والاشكالية لمواجهة تحديات العصر المنفجر معرفيا وعولمياً .


وتدور أطروحاتها خلال المحاور التالية:

* تعريف المصطلح :

* أهمية القراءة في الحياة الاجتماعية المعاصرة :( العلاقة بين القراءة والعبادة - العلاقة بين القراءة وفن العيش- كيف يمكن تأمين التواصل ؟ الفعالية الرمزية)

* كيفية تحسين طرق القراءة :

(أولاً : تقويم طريقة القراءة لديك -ثانياً : توفير المناخ المناسب-ثالثاً : استخدام العينين بفعالية-رابعاً : الاستمرار في تنمية الثروة اللغوية-خامساً : تكييف سرعتك في القراءة-سادساً : ممارسة القراءة بانتظام)


• القراءة الإبداعية:

( لماذا القراءة؟ وما أهميتها بالنسبة للطالب؟ هل هناك مهارة واحدة فقط للقراءة؟-قراءة الاستطلاع-القراءة العابرة أو التصفح- قراءة التفحص -قراءة الدرس- مهارة المجاراة ( القراءة السريعة مع الفهم السريع) - لكي يكون الطالب قارئا جيدا ومرناً عليه أن يتجنب المعوقات في القراءة السريعة. كيف يوظف الطالب مهارات القراءة في جميع الموضوعات؟ كيف تتم عملية القراءة؟ وما أنواعها؟ وماذا يوظف منها؟ ما الفرق بين القراءة الجهرية والصامتة من حيث الصعوبة؟ كيف نشجع التلاميذ على إتقان القراءة الصامتة؟ ماذا نعني بمهارة التخمين؟ وكيف يوظفها الطالب في قراءاته المختلفة؟ كيف يقيم الطالب قدرته على فهم المقروء باستعمال الأسئلة المفتاحية؟ ماذا يكتسب الطالب من إتقانه للمهارات القرائية الأساسية؟ )



مقدمة :

تعتبر القراءة من أهم المهارات المكتسبة التي تحقق النجاح و المتعة لكل فرد خلال حياته و ذلك انطلاقاً من أن القراءة هي الجزء المكمل لحياتنا الشخصية و العملية وهي مفتاح أبواب العلوم و المعارف المتنوعة . فنحن نقضي يومياً قدراً كبيراً من الوقت في قراءة الصحف و القصص و ما إليها بالإضافة إلى أن التعلم يقوم أساساً على استخدام القراءة ، و كلما اتجهت للقراءة بصورة أفضل ازدادت فرص نجاحك في الدراسة أو العمل هذا فضلاً عن استمتاعك بالوقت الذي تقضيه في قراءة الكتب .


وتشير د . كريمة المزروعي إلى أن (حياة الانسان في عالم المعرفة تبدأ بسماع من يقرأ عليه ويعلمه وتنتهي بأن يتلو أحدهم عليه ويقرأ عليه الأدعية ، فحياة الإنسان تبدأ وتنتهي بسماع تلك الكلمات ذات المغزى الديني والأثر الاجتماعي النفسي , والسمع المرتبط بالقراءة لا يعتبر فقط بداية الطريق لدروب العلم ولكنه كذلك بداية اكتشاف الحياة وسبر أغوارها ) , وفي الدين المسيحي تأتي الكلمة المقدسة لتعلن البداية ( في البدء كانت الكلمة ), وفي الاسلام تأتي أول آية ( إقرأ) لتؤكد على قيمة القراءة طريق العلم والمعرفة وتتزايد هذه القيمة كلما زادت المعرفة ، وليس من المستغرب أن تقاس القوة حالياً بحجم المعرفة ، لذا سمي هذا القرن بعصر الانفجار المعرفي الذي لابد له من القراءة وتأصيلها وفهمها لملاحقة التطورات العالمية .وهذه الورقة تناقش (القراءة) من حيث المفهوم ومايتعلق به من خلال عدة محاور رئيسة .


* تعريف المصطلح :

تشير موسوعة الويكيبيديا إلى أنها :

(القراءة) هي عملية استرجاع منطوق أو ذهني لمعلومات مخزنة، سواء كانت تلك المعلومات على شكل حروف، رموز، أو حتى صور، وذلك عن طريق النظر أو اللمس كما في لغة بريل للمكفوفين، وهناك أشكال من القراءة لا تكون للغة، وذلك كقراءة النوتات الموسيقية أو الصور التوضيحة. وفي مصطلحات علم الحاسوب، فإن القراءة هي إسترجاع معلومات من أماكن تخزينها على الحاسوب كالأقراص الصلبة والمرنة وغيرها. ويعرفها جونسون بأنها: " الحصول على معنى خلال النص" . ونعني بها في هذه الورقة: القراءة الجهرية للطفل من قٌِبل والديه أو المعلم أو المربي عموماً . وأيضاً القراءة الذاتية من قِبل الشخص لنفسه بعد حصوله على قدر من الأبجدية والمفردات التي تؤهله لممارسة الاطلاع ومحاولة فك رموزه غير الواضحة واستجلاء معانيه .


* أهمية القراءة في الحياة الاجتماعية المعاصرة :

يتناول بسام بركة دور القراءة في حياتنا الاجتماعية المعاصرة على النحو التالي : إذ يشير إلى أن الكتابة والقراءة نشأت نتيجة حاجات شعرت بها الشعوب القديمة. فإذا تطلعنا إلى تاريخ هاتين الظاهرتين وتطورهما عبر الأزمنة لوجدنا أن الإنسان كتب وقرأ لتلبية حاجات تتعلق بالمعتقدات الدينية والحياة بعد الموت، كما فعل الفراعنة عندما بنوا الأهرام ودونوا الكتابات الهيروغليفية التي تكرس لهم الحياة بعد مماتهم، أو لأسباب تجارية (كما عند الفينيقيين)، أو من أجل تسجيل القوانين والقرارات الصادرة عن الحكام والملوك (كما نجد عند حمورابي والرومان)، أو لتدوين المساجلات الفكرية والمعارف الفلسفية (كما عند اليونان)، أو في سبيل العبادة وتدوين الشرائع السماوية، مثلما حصل عند اليهود والمسيحيين والمسلمين. لكن القراءة (والكتابة معها) لم تكن شائعة بين الناس، بل كانت حكرا على عدد قليل منهم، وكانت في بعض الأحيان مهنة تتداولها طبقة من المجتمع، أو سراً يتناقله الكهنة ورجال الدين فيما بينهم. لذلك، ليس من الغريب أن نجد في التاريخ القديم بين الأباطرة والملوك من لا يعرف القراءة والكتابة.


أما اليوم، فإن القراءة وإن كانت لا تزال تتناول كل الأمور التي ذكرناها، إلا أنها تهتم فوق ذلك بأمور أقل أهمية، وعادية بل وأحيانا تافهة. ذلك لأن فعل القراءة بات اليوم شائعا بين معظم الناس وأصبحت الأمية آفة يجب على كل مجتمع أن يحاربها. فالإنسان المعاصر يقرأ الأخبار، ويقرأ الكلمات المتقاطعة، ويقرأ الدعايات والإعلانات على قارعتي الطريق، ويقرأ غيرها من النصوص والعبارات التي تحيط به أو تصاحب كل لحظة من لحظات حياته اليومية، كما يقرأ كذلك أسمى الكتب وأرفعها، (القرآن الكريم)، ويقرأ الأدب الرفيع، والكتب العلمية والفكرية وغيرها.


* العلاقة بين القراءة والعبادة :

لا شك في أن القراءة كانت ولا تزال عملية عبادة. كل إنسان مؤمن يقرأ في الكتاب الذي هو عماد دينه وأساس صلاته. فالمسلم مثلا لا يقرأ القرآن الكريم ليطلع على أمور دينه فحسب، أو ليقيم الصلاة ويؤدي الشعائر المطلوبة منه فقط، بل إنه يقوم بقراءة الكتاب المنزل عبادة لله سبحانه وتعالى وتقربا منه ومن رسوله الكريم.


وهناك كذلك من يقرأ ليستطلع الأمور ويعرف مكنونات العالم. ويقع هذا النوع من القراءة في درجات. يقرأ الناس للمعرفة والاطلاع على ما يجري في البلد وفي العالم. وهؤلاء هم قراء الجرائد. فالجريدة تقع في مرحلة وسطى بين الكتاب والبيان الرسمي أو العلمي. الكتاب متخصص يبحث في موضوع معين ويتوجه لقاريء معين ويتصف إجمالا بأنه أكثر عمقاً. في حين أن الصحيفة تتوجه إلى شريحة أكبر من جمهور القراء، وتقدم مواضيع أقل عمقا وأشمل وأكثر تنوعا مما يقدمه الكتاب.


وهناك أيضا من يقرأ للذة القراءة. يتحدث المفكر الفرنسي المعروف (رولان بارت) عن نوعين من التعامل مع النص في هذا المجال. قد يجد القاريء اللذة والمتعة فيما يقرأه. وهذا هو النوع الأول من التعامل. أما النوع الثاني، فهو أن يجد القاريء في القراءة وسيلة يبتعد فيها عن الواقع الذي يعيش فيه ليتعرف عالم الممكنات. لذة القراءة عند بارت هي نوع من الغيبوبة. فهو يشبه تعامل القاريء مع النص الذي يقرأه بالعلاقة بين الرجل والمرأة. والحقيقة أننا لا نحتاج إلى كثير من البحث لنجد زوجة تغار (بكل معنى الكلمة) من الكتاب الذي يشد زوجها ويشغله عنها. إنها تكتشف بحدسها وبحسها الأنثوي المعروف أن زوجها يجد في قراءة الكتب متعة قد تصرفه عن المتعة التي يجدها معها، لفترة من الوقت قد تطول وقد تقصر.

واللذة هنا تعني أن القراءة لا تبغي أكثر من ذاتها، أنا أقرأ قصيدة للمتنبي لا لأتعلم أو لاستطلع الأخبار بل لمجرد المتعة الذاتية. وأكون في هذه الحالة مشاركا في النص لا متلقيا سلبيا .


• العلاقة بين القراءة وفن العيش :

ولابد لنا هنا من التوقف عند ارتباط القراءة بحياة الإنسان المعاصر. فقد اتفق العديد من المفكرين المعاصرين أن المجتمع البشري لم يعد يستطيع العيش من دون الكتابة والقراءة. فالمفكر والروائي الفرنسي المعروف، فيليب سولرز، يقول مثلاً: (لا يمكن أن نكتب إلا إذا كنا نعرف أن نقرأ، لكن لمعرفة القراءة يجب أن نعرف كيف نعيش. القراءة هي فن الحياة الرائع). لذلك نجد أن الحكومات العسكرية المستبدة والأنظمة الديكتاتورية لا تنظر بعين الرضى إلى المتعلمين والمثقفين من أبناء الشعب. وهي تفضل لو أنهم كانوا كلهم أميين جهلة. ذلك أن من يعرف القراءة، بكل ما تتطلبه من وعي وإدراك، يملك القدرة على امتلاك الحاضر ووعي الواقع والتطلع إلى المستقبل. فالقراءة هي تماما (فن اليقظة والحذر) وهي فعل امتلاك وحضور فاعل. يقول الشاعر والناقد الأمريكي (باوند): (يجب أن نقرأ لنزيد من قوتنا. كل قاريء لابد أن يكون رجلا ديناميكيا مفعما بالحياة. والكتاب إنما هو دائرة نور تقبع بين يديه).


إ ن أول كلمة قالها الملك للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) هي (اقرأ). وكررها ثلاث مرات قبل أن ينصاع المصطفى للأمر الإلهي. فأول خطاب وجه إلى رسول الله كان أمراً بالقراءة وحديثاً عن القلم والعلم. وتضمن كذلك معاني تدل على أن الله هو الذي يجعل الرسول قادرا على القراءة، وأنه هو الذي يهبه العلم، وأن الوحي إنما هو خطاب إلهي يرتبط بالذات الإلهـية لا بسائر الكتب الوضعية. فالله هو الذي ينزل الوحي ويهب الإيمان والهدى والمعرفة ، وهذه العبارة الأولى هي في الواقع أساس الدين ومنطلق الإيمان ، وهي تؤسس لعلاقة جذرية متعددة المستويات بين المسلم والخطاب القرآني، بمعنى أن كل مؤمن لابد أن يقرأ الكتاب الكريم حتى تستوي العلاقة بينه وبين الله، وبينه وبين الرسول، وبينه وبين المسلمين أجمعين. بكلمة مختصرة، عندما أقرأ أدخل في جملة من العلاقات والروابط مع الخالق والمخلوقات.


ولو عدنا إلى النظرية الحديثة في عملية القراءة لوجدنا أنها (تَذَكُّرْ): أى أنه إذا كان الإنسان يقرأ لاكتشاف أشياء جديدة، فإنه كذلك ـ وعلى الأخص ـ يقرأ ليتذكر ما قرأه في مناسبات أخرى. فالقراءة تقع ضمن شبكة من العلاقات التي تصل بين النص المقروء وكل الخطابات التي كتبت من قبل. لدرجة أن بعض المفكرين رأوا أن الكتاب الواحد لا يمكن أن يفهم كل الفهم إذا لم يستجمع قارئه في ذاكرته كل ما قرأه من قبل. فيقع الكتاب بذلك في سلسلة من التداعيات الخفية التي تربط بين الفقرة والأخرى ضمن الكتاب الواحد وبين هذا الكتاب والكتب الأخرى كلها، كما يرتبط الحرف بالكلمة والكلمة بالجملة. ويذهب (رولان بارت) إلى أبعد من ذلك فيضع الكتاب في محور تلتقي فيه كل مفاصل الحياة البشرية. فهو يقول إن النص نقطة تشابك بين الذاكرة الاجتماعية (الخاصة بمجتمع معين) والذاكرة الفردية (الخاصة بشخص ما) والتجارب الإنسانية (التي يشترك بها الناس أجمعون). ونستطيع في بداية هذا القرن أن نقول: قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت، وقل لي ماذا ترفض أن تقرأ أقل لك كذلك من تكون.


أخيراً، هناك من يقرأ ليبني المستقبل، ليخرج من إطار المادة ومن سجن أشكالها الملموسة، في سبيل الدخول في ميادين استشراف المستقبل والتحضير لملاقاته واستقبال مستجداته.

ولا شك في أن وسائل الإعلام الحديثة قد غيرت في عادات القراءة. فالبرامج التلفزيونية، مثلا يمكن أن تنقل معظم المعارف التي ينقلها الكتاب. فهي تستعمل الصورة وبإمكانها أن تستعمل الحرف المكتوب كذلك، وهي تستعمل الصوت. ولكن البرنامج التلفزيوني يخضع لعالم المكان والزمان. فلا يمكن مشاهدة التلفزيون في أي مكان كان، ولا في أي لحظة. وهذه عوائق لا نجدها في الكتاب. إلا أن التلفزيون أقرب إلى فهم المشاهد وقلبه. فالبرنامج التلفزيوني يخاطب العين والقلب والأذن قبل أن يخاطب العقل، وهو يخاطب لغة الحواس (النظر والسمع) قبل أن يلج إلى الفكر. لذلك نجد أن الإقبال على التلفزيون يتأتى من هذه السهولة في دخول عالمه. أما الكتاب فإنه يستعمل الرموز المكتوبة، وهي رموز تجريدية تتطلب من القاريء شيئاً من الجهد والمشاركة. يقول المفكر الإيطالي (أمبرتو إيكو): القراءة عملية تتطلب جهدا خاصا فالنص المكتوب (آلة كسولة تتطلب من القاريء جهدا كبيرا وتعاونا متواصلا لملء الفراغات ولجلب التذكرات الموجودة في النص).


بذلك نصل إلى تحديد مفهومين رئيسين: الأول :هو تعدد القراءة. كل نص أدبي يتضمن امكانية القراءة المتعددة، أي إمكانية أن يقرأ وأن يفهم بطرق مختلفة باختلاف القاريء وزمانه. والمفهوم الثاني وهو نتيجة للأول: كل قراءة إعادة للكتابة. ويكون بذلك القاريء والكاتب شريكين متوازيين في إبداع النص وبناء دلالته وتفتيق خيالاته.


وكثيراً ما نسمع من حولنا أن التلفزيون هو السبب في تدني مستوى التعليم في بلادنا عما كان عليه منذ عشرين سنة أو أكثر. الحقيقة أن هذا الوضع لا يخص الطفل أو الإنسان العربي وحده. إنها ظاهرة معروفة في أوربا وأمريكا حيث يصيح الأهالي والمسئولون التربويون قائلين إن أولادهم يخرجون من الصفوف الابتدائية وحتى التكميلية وهم شبه أميين.

إلا أننا لا نستطيع القول إن شباب اليوم يعرفون أقل من شباب بداية القرن. هذا خطأ، فالمعارف والعلوم تصل اليوم إلى الأجيال بطرق عديدة. فبالإضافة إلى الكتاب الذي كان وسيلة المعرفة الوحيدة عند أجدادنا، هناك الجرائد والمجلات المصورة والراديو والتلفزيون والفيديو وما شاكل. وكلها سهلة المنال في هذه الأيام.


لكن السؤال الأهم الذي يشغل بال الناس في أيامنا هذه: هل يؤثر انتشار التلفزيون ووسائل الإعلام الحديثة على القراءة والقراء? الجواب من دون شك إيجابي، التلفزيون يؤثر، ولكن هذا التأثير ليس سلبيا تماما. يؤثر سلبا عندما يجلس الطفل أو التلميذ لمشاهدة البرنامج التلفزيوني بدلا من أن يذاكر ويدرس. ويؤثر سلبا عندما يلتفت الشاب أو الفتاة عن مطالعة كتاب فكري جدي لمشاهدة مسلسل غرامي أو بوليسي.


ولكن ضرر التلفزيون الأكيد يكمن في أن بعض برامجه تخاطب القلب أكثر مما تخاطب العقل، أو تقدم الحياة للمتفرج الصغير على أنها حياة سهلة جدا أو حياة مليئة بالعنف والتسلط والصراعات. وهو يعود الجيل الناشيء السهولة في الوصول إلى المعرفة، أعني بذلك الاكتفاء بالمشاهدة والتلقي بدلا من العمل والغوص بعيدا في المجرد.


• كيف يمكن تأمين التواصل ؟

إن وسائل الإعلام الحديثة، وعلى الأخص التلفزيون، وسائل تخاطب الأحاسيس وتستعمل الصور والأضواء التي بطبيعتها تزول فوراً بعد استعمالها. أمام هذا الوقع لابد للقراءة من أن تضطلع بدور رئيس. فقد كان للكتابة وللقراءة ـ عبر تاريخ البشرية ـ أثر كبير في تأمين التواصل بين الأجيال بواسطة نصوص مكتوبة تخترق المكان والزمان. وهذا ما أدى إلى تطور أنماط الحياة البشرية والأنظمة الاجتماعية. والمستقبل للقراءة، لأن اللغة، بما تتضمنه من كلام شفهي أو مكتوب، ستبقى الوسيلة المثلى لتطور الإنسان وتقدمه، كما كانت في السابق الوسيلة الرئيسة لخروجه من حالة الجمود الذهني والنفسي التي كان فيها.

فعلى صعيد التكوين الجسدي، تطلبت القراءة والكتابة من الكائن البشري أن ينسق بين العين والعقل، وبين الأذن الداخلية والصوت الداخلي (القراءة الصامتة)، وأصبح الشيء المكتوب الحسي يتطلب نوعاً من التجريد الفكري لم يكن مطلوباً من الإنسان قبل ذلك. كذلك، تطلبت القراءة استعمال الذاكرة التي تقرن بالرموز المكتوبة.


أما الكتابة فهي تتطلب جسدياً نوعا من المهارة اليدوية التي تجمع بين التصور الذهني للمعنى واستعمال أدوات دقيقة لكتابة رموز مجردة. فإذا نظرنا إلى الطفل وتفحصنا مراحل النمو التي يمر بها لرأينا أنه يندمج في المجتمع الذي يعيش فيه عن طريق تعرف عوالم ثلاثة: الأشياء والأشخاص والأفكار.

يكتشف الطفل عالم الأشياء بامتلاكها، وعلى الأخص عندما تكون بينه وبينها رابطة غذائية. وحتى الأشياء التي لا يتغذى بها يضعها في فمه ليتعرفها.

يكتشف الطفل عالم الأشخاص بالروابط العاطفية الشخصية التي تشده إلى أمه في البداية ثم إلى سائر أفراد العائلة.

ويدخل الطفل في عالم الأفكار مع اكتسابه مفردات اللغة وتراكيبها. إن اندماج الطفل في عالم الفكر واللغة يكون مصحوباً بعلامات النضج التي تظهر في تقاسيم وجهه. في السنة الأولى يكون فمه مفتوحاً، ثم شيئا فشيئاً ينغلق هذا الفم بتأثير دوافع داخلية.


• الفعالية الرمزية :

أما علاقة الصورة بالكلمة، فإن الكتابة اللغوية نشأت في الأصل على أساس رسم الشيء الذي تشير إليه الكلمة. فالصورة إذن قبل الكلمة المكتوبة وهي أصلها. الحقيقة أن تطور البشرية يكمن في خروج الإنسان من ذاته ليضع بينه وبين العالم المحيط به، بل بينه وبين نفسه، وسيلة رمزية تساعده على التجريد والتفكير بعيدا عن اللحظة الحاضرة والمكان الواقع. لذلك كان من المهم في دراسة المجتمعات البشرية التركيز على هذه (الفعالية الرمزية) التي تهب الإنسان في عمله وفي تفكيره نية إعطاء معنى للكلمة، مكتوبة كانت أم منطوقة، وللصورة مرسومة كانت أم منحوتة.

ولو عدنا إلى حياتنا اليومية لاكتشفنا الحيز الكبير الذي تحتله الصورة ولعرفنا إلى أي مدي نحن نعيش في دوامة الألوان والصور. ففي العمل، وفي الشارع وفي البيت، أينما كنا، يقع نظرنا على صور ثابتة أو متحركة، مفيدة أو غير ضرورية، اصطناعية أو عنيفة. وكلها تدخل في نطاق نشاطنا الفكري والنفسي عن طريق الوعي أو اللاوعي، بإرادتنا أو بغير إرادتنا. يقول المفكر الفرنسي (ريجيس دبريه) إن الصورة تدخل قلبنا وروحنا عن طريق اللاوعي وتغير من طباعنا وتفكيرنا، ولكن هذا لا يعني أن الصورة مذنبة في ما تفعله بنا. فالتفسير لا يكون فيها، والعيب ليس في العين، بل في النفس والعقل. ويبين لنا (دبريه) كيف أن الصورة مرت في تاريخها الغربي في ثلاث حقبات رئيسة: السحر ومصارعة الموت، والفن ورمزية التواصل الاجتماعي، وأخيرا الاقتصاد وانفتاح التقنيات الحديثة. فالصورة كانت عند ولادتها عبارة عن صرخة تحد يطلقها الإنسان ضد عدمية الموت، وكانت تشكل نوعا ما امتدادا للحياة بعد الموت. وبذلك تكون حاجة الشعوب إلى التصوير مرتبطة بخوفها من الموت والعدم. فالصورة لم تكن نتاجاً فردياً بل كانت تعبر عن صراع المجتمع مع الواقع المحيط وتكون عنصرا أساسياً في نظام الرموز التواصلية في الحياة الاجتماعية.

أخيراً، فإن طغيان الصورة هذا على حياتنا اليومية يجعلنا نتساءل حول مستقبل القراءة. الواقع أن القراءة لن تموت، إنها ستتحول، كما تحولت بعد اكتشاف المطبعة. فنحن نشهد اليوم نوعا (من الزواج) والترابط الوثيق بين الصورة والكلمة، بين التلفزيون والكتاب، في الحاسوب.

إذ إن هذه الآلة نوع من التلفزيون الذي يقدم نصوصا نستطيع قراءتها. واليوم تنتشر بسرعة مذهلة الموسوعات المطبوعة على أسطوانات رقمية أو على شبكات الإنترنت، وكلها وسائل لا يمكن الاطلاع عليها إلا عن طريق قراءة النصوص في الكمبيوتر وعلى شاشته.


ويشير أحد الباحثين إلى مجموعة من الأساليب لكيفية تحسين طرق القراءة على النحو التالي :

أولاً : تقويم طريقة القراءة لديك

ثانياً : توفير المناخ المناسب

ثالثاً : استخدام العينين بفعالية

رابعاً : الاستمرار في تنمية الثروة اللغوية

خامساً : تكييف سرعتك في القراءة

سادساً : ممارسة القراءة بانتظام

أولاً : تقويم طريقة القراءة لديك :


و نحن نقضي يومياً قدراً كبيراً من الوقت في قراءة الصحف و القصص و ما إليها بالإضافة إلى أن التعلم يقوم أساساً على استخدام القراءة ، و كلما اتجهت للقراءة بصورة أفضل ازدادت فرص نجاحك في الدراسة أو العمل هذا فضلاً عن استمتاعك بالوقت الذي تقضيه في قراءة الكتب .

وينبغي أثناء القراءة مراعاة الاهتمام بفهم الكلمات و الربط بينها من أجل الارتقاء بمهارة القراءة لديك ، يجب العمل على زيادة القدرة على رؤية و فهم مجموعات الكلمات الواردة أو الأفكار بالطريقة و السرعة المريحة و المناسبة لك .

و حتى تصبح قارئاً جيداً يجب عليك التركيز فيما تقوم بقراءته و معرفة استخدام عينيك بالقدر الذي يسمح لعقلك باستيعاب الأفكار الرئيسية التي تتضمنها السطور المطبوعة ، و بالنسبة لمن يقرؤون بصورة غير سليمة فإن أذهانهم تكون مشتتة دائماً و يقرؤون الكلمات الماثلة أمامهم بدون إدراك لمدلولها فيما بينها مما يضطرهم إلى إعادة قراءة المادة المكتوبة

و تذكر أن عينيك يجب أن تتلقى تدريباً على عملية القراءة كتدريب الأصابع للطباعة على لوحة مفاتيح الآلة الكاتبة مثلاً . و إذا أردت تحسين مهارة القراءة لديك فإن هذه العمليات الستة التالية يمكن أن تساعدك في ذلك :


* هل تقوم باستخدام شفتيك أو حلقك أو عقلك أثناء عملية قراءة الكلمات ؟

في هذه الحالة ربما تكون ما تزال تستخدم عادة الطفولة في القراءة و التي تتمثل في نطق كل كلمة على حدة و هذه الطريقة تضعف من مستوى القراءة لديك .

* هل توقف الكلمات الغريبة تقدمك في القراءة باستمرار ؟

في هذه الحالة يجب عليك تنمية مهاراتك اللغوية بكثرة القراءة في الصحف و المجلات الهادفة والكتب النافعة .

* هل تقوم بقراءة كل كلمة منفردة ؟

في هذه الحالة يجب عليك تدريب عينيك على تخطي المسافات بين الجمل بدلاً من التركيز على الكلمات بصورة منفردة .

* هل ترجع ثانية لما تقوم بقراءته ؟

أنت في هذه الحالة لم توجه اهتماماً لم قرأت نظراً لأن التركيز الجيد يعني في حد ذاته فهماً على نفس المستوى .

* هل تقرأ دائماً على بنفس السرعة ؟

في الحقيقة يجب أن تختلف سرعة القراءة تبعاً للمادة التي أمامك و الغرض الذي تنشده من القراءة ، و هذا التباين أو الاختلاف في السرعة يبدو واضحاً إذا لاحظت الفرق بين قراءتك للصحف أو الروايات أو الكتب المدرسية .

* هل تظل طريقتك في القراءة و كذا مستوى فهمك على نمط واحد ؟

و لم كانت القراءة الناجحة في الواقع فناً ، فهي في حاجة إلى الممارسة الدائمة و اكتساب الخبرات و كلما قرأت أكثر ازدادت خبراتك و نضجت لديك مهارة القراءة و ازداد استمتاعك بما تقرأ .


ثانياً : توفير المناخ المناسب :

اعلم أن حرصك على القراءة سواء كان للاستمتاع أو للحصول على المعلومات أو لأغراض الدراسة سيؤثر في قدرتك على الإجادة في هذا المجال ، لذا فإنه يجب أن تتعلم كيفية الاستمتاع بالقراءة وسط مناخ أو ظروف مواتية وذلك للمضي قدماً في تحسين و تنمية مهارة اللغة .

عليك أن تختار المكان المناسب للقراءة بصورة مريحة على أن تتوفر الإضاءة المناسبة للعين . إن المكان الذي تختاره بالإضافة إلى وضعك في الجلوس لهما تأثيرهما على موقف القراءة لديك ، فالجلوس على مقعد مناسب و بوضع مناسب سيجعلك أكثر انتباهاً و تيقظاً بمعنى أن قراءتك على سرير نومك لن تفيدك حيث لا يعتبر المكان مخصصاً للتركيز في القراءة و إنما يرتبط بمفهوم الاسترخاء و النوم .

و بالنسبة إلى للقارئ العادي فإنه يجب أن يكون كتابه بين يديه بحيث يكون بعيداً عن عينيه مسافة قدرها خمس عشرة بوصة ، على أن يكون في وضع يمكنه من القراءة الجيدة.

و ليكن معلوماً أن أصوات الإذاعة و التلفزيون تشتت الذهن و تقلل من التركيز في القراءة ، و بمقدورك تحقيق درجة أكبر من الفهم و الاستيعاب عندما يتوجه اهتمامك بصورة تامة لعملية القراءة .


ثالثاً : استخدام العينين بفعالية :

ترى بعينيك صورة الكلمات المطبوعة و من ثم ينتقل مفهومها إلى العقل لذا يجب عليك فهم كيفية استخدام و عمل عينيك أثناء القراءة لتتيح لهما فرصة الأداء الأمثل في هذا المجال ، و الجدير بالذكر أن العينين تدركان مفهوم الكلمات عندما تتوقف فقط عن التحرك و خلال هذا التوقف يقوم العقل بتسجيل ما سبق و إن رأته العينان أثناء تحركهما

إن نطق الكلمات يعرقل التقدم في القراءة ، و لذلك كان من المستحسن لمن يشعر بضعف في القراءة الاعتماد على الهمس و استخدام الشفاه و التلفظ بالكلمات بسكون بواسطة الحلق أو تصورها في العقل .

عليك أن تتعلم تحريك عينيك باستمرار إلى الأمام عندما تقرأ بمسافة تسمح لعقلك فهم و استيعاب معنى الموضوع الذي تقرأه ، و اتجه إلى تدريب عينيك على وجود مسافات تحركهما بمعدل أكثر من كلمة واحدة في آن واحد ، و يمكن أ ن تثبت عينيك على كلمات أو جمل أو أسطر قصيرة في وقفات وجيزة .

و لا تسمح لعينيك بالرجوع إلى الوراء على الكلمات ، و عليك بالتفكير فيما تراه لدى قراءتك و استمر في القراءة السريعة بدون العودة لرؤية كلمات تساعدك في عملية الفهم ، إلا أن هذا لا يعني بالطبع عدم إمكانية مراجعة ما قمت بقراءته .

و هناك الكثير من الناس يحتاجون لنظارات طبية تساعدهم على الرؤية بصورة جيدة ، إما لأن الكلمات غير واضحة أو أن أعينهم تتعب عند القراءة بصورة مستمرة أو تصاب بنوع من الألم و تحتاج لنوع من الحك و هذا يعني بأنك تحتاج إلى نظارة طبية و إذا تراءى لك أن عينيك تحتاج لنوع من العلاج يمكنك الذهاب إلى طبيب لفحصها و إذا وصف لك الطبيب نظارة كعلاج فلا تتردد في استخدامها خصوصاً أثناء القراءة .


رابعاً : الاستمرار في تنمية الثروة اللغوية :

يعتبر الشخص المتمكن بصورة جيدة من المفردات اللغوية قارئاً جيداً و في الحقيقة فإن المفردات اللغوية تعد أساس الاتصال الإنساني و تتيح للناس التعبير عن أفكارهم و عواطفهم و هذا هو السبب في فرحة و فخر الأهل عند أول كلمة ينطقها الطفل في حياته لأن نطق الطفل دليل إيجابي على أن هذا الكائن الصغير بمقدوره الاتصال كإنسان بالآخرين .

على أن الثروة اللغوية لديك يجب أن تنمو كلما ازددت نضجاً . و من الضروري العمل على زيادة عدد المفردات اللغوية و إجادة فهم الكلمات و تركيب الجمل و أصل الكلمات و اشتقاقها من حيث الحروف التي تلحق بها في أولها أو آخرها و الحروف التي تحذف منها و تؤثر في معانيها و ذلك في كل مستوى أو مرحلة من مراحل حياتك .

و إذا عرفت أصل الكلمة فسيكون في مقدورك تبعاً لذلك فهم معناها ، سواء كان الموضوع يتعلق بالسيرة الذاتية لحياة شخص ما أو مقالة معينة أو معلومة تاريخية أو غيرها

ويجب عليك البحث عن المفردات غير المعروفة و القيام بتدوينها . ثم ارفع بصرك عنها و اتجه لاستخدامها كتابة أو نطقاً مرتين على الأقل بأسرع ما يمكن و في نهاية الشهر قم باستعراض القائمة اللغوية لديك لترى ما إذا كنت تتذكر معانيها و طريقة استخدمها و في نفس الوقت يمكن اعتبار ذلك لعبة .


خامسا : تكييف سرعتك في القراءة لفهم المادة :

يحاول القارئ الجيد دائماً ضبط سرعته في القراءة بصورة صحيحة إذ من غير المعقول قراءة كل شيء بنفس المعدل ، تماماً مثل قيادتك للسيارة حيث يجب عليك أن تركز على طبيعة الطريق و تسير بالسرعة المناسبة هذا بالإضافة إلى أنه يجب عليك أن تفهم و تتذكر ما تقوم بقراءته و تدرك الهدف منه ، علماً بأن سرعتك في القراءة يجب أن تتوافق مع نوعية المادة الماثلة أمامك و لا تتوقع أن تنطلق في قراءتك لفصل من علم الأحياء مثلاً بنفس معدل سرعتك عند فصل من قصة روائية .

من ناحية أخرى فإن البدء في تفحص المادة بعناية يمكن أن يكون مفيداً في كافة أنواع القراءات تقريباً .

تعود على رؤية العناوين الرئيسية و مقدمات الفصول و العناوين الفرعية و النظر إلى الأفكار الرئيسية الواردة و بعد ذلك انتقل إلى معرفة أهم التفاصيل التي تعزز الأفكار .

و يحسن البدء أولاً بقراءة الفقرة الأولى و الأخيرة بعناية حيث يتضح منهما أهم الحقائق بل و النتائج أيضاً ثم توجه لقراءة المادة الموجودة فيما بينهما بسرعة معينة تتيح لك فهم الموضوع بالعمق الذي تريده و ترغب فيه ، و عليك مراعاة تصويب عينيك إلى الأمام .

وإذا كنت تقرأ بغرض المتعة فباستطاعتك الانسياب بسهولة أكثر فيما تقرؤه ، عبر السطور من خلال الفقرات و الصفحات ، و ليس من الأهمية أن تتعمق كل كلمة أو جملة نظراً لأنه في معظم الكتابات نجد أن كل فقرة تحتوي عادة على فكرة رئيسية واحدة مدعمة بتفصيلات من الممكن أن تكون محط اهتمامك .

و حاول أن تختار مسافات تحتوي على أكثر المفردات كلما أمكن بنظام موافق لتحركات عينيك على المادة المكتوبة فيما يعرف بالثبوت الزمني للعين .

أما عندما تقوم بقراءة صحيفة أو مجلة فإنك تحتاج إلى استيعاب النقاط الرئيسية و بعض التفاصيل ، وذلك للحصول على معلومات عامة ، و عندما تقوم بقراءة نص معين فيجب عليك أولا معاينة الكتاب ككل . ثم النظر إلى قائمة المحتويات و العناوين الرئيسية للفصول و كذلك العناوين الفرعية و التمعن في الأهداف المرجوة الخاصة بالمؤلف و ذلك عن طريق قراءة كل من المقدمة و الافتتاحية .

و ينبغي العلم أن الدراسة و معرفة الحقائق تتطلب قراءة محكمة ، نظراً لأنك ستحتاج إلى تذكر الكثير من التفاصيل التي تدعم الأفكار الرئيسية الواردة ، و لذا فإنه يجب أن تقرأ كل فصل لمعرفة المفاهيم و الأفكار الهامة بالإضافة إلى كثير من التفاصيل التي تبدو ضرورية للإحاطة بالمادة المكتوبة و فهمها ، كما يجب وضع خطوط تحت النقاط الرئيسية و كتابة الملاحظات الهامشية التي تلقي الضوء على ملاحظاتك .

و بعد الانتهاء من القراءة وجه الأسئلة لنفسك و استعرض الموجز إذا كان موجوداً ثم قوم نفسك للتأكد من فهم المادة المكتوبة .

و اعلم أن اللوازم و الرسومات التخطيطية يمكن أن تساعدك على فهم مادة القراءة ، و يجب أن لا تغفل أو تتجاهل أهمية الرسوم التوضيحية و الخرائط و غيرها من الصور التي من شأنها تعميق فهمك للنص .


سادساً : ممارسة القراءة بانتظام :

تحتاج القراءة للممارسة و ذلك من أجل تحقيق المهارة فيها و هي في ذلك تشبه مجالات أخرى مماثلة و يجب أن تقوم بتدريب عينيك و عقلك على العمل سوياً بهدف الارتقاء بعادات القراءة الجيدة و من ثم تعود عليك بفوائد كثيرة إذا ما أيقنت أهمية الوقت و المثابرة .

و في الحقيقة فإنك لست مضطراً لحضور دورات حول سرعة القراءة ، و لذا ينبغي الجلوس يومياً من 15 - 30 دقيقة لممارسة القراءة ، مثلما يفعل ناسخ الآلة الكاتبة أو لاعب رياضة الجولف مع مراعاة أن تبدأ تدريبك بقراءة المواد الخفيفة و أن يكون الهدف من القراءة هو فهم المادة بالسرعة المفضلة لديك .

و يمكنك قياس سرعتك في القراءة بنفسك مثلاً حينما تقرأ صفحتين ، و ذلك باستخدام ساعة فيها عقرب للثواني أو ساعة رقمية و ذلك من أجل احتساب عدد الدقائق و الثواني و تقسيم الوقت الإجمالي على عدد الكلمات الموجودة في كل صفحة ، و هنا سيتبين لك مدى سرعتك الحالية في القراءة .

و يمكنك الحصول على معدل عدد الكلمات في الصفحة و ذلك عن طريق معرفة معدل الكلمات الموجودة في السطر الواحد ثم تقوم بمضاعفة هذا العدد وفقاً لعدد السطور في الصفحة بع حذف العناوين الرئيسية .

و هنا يمكنك أن تسأل نفسك حول المادة التي قرأتها وباستعراضها مرة أخرى يتضح ما إذا كانت هناك تفاصيل مهمة لم تتذكرها .

المهم يجب عليك ممارسة عملية القراءة بانتظام حتى تنمو الثروة اللغوية لديك و تزداد خبراتك بأمور الحياة .

استمر في ممارستك للقراءة و اقرأ ثلاث أو أربع مقالات يومياً على مدى أسبوعين أو ثلاثة و استخدم نفس المدة و نوع المادة يومياً .

ثم ادفع نفسك إلى الأمام بتعقل و تأكد دائماً من مستوى فهمك للمادة و يجب أن تقوم بتسجيل مقدار سرعتك بأمانة في كل مرة حتى يمكنك اختبار مستوى تقدمك في القراءة ثم تحول إلى قراءة أشياء أكثر صعوبة من حيث المفردات اللغوية و المضمون و الأسلوب ، و افعل ذلك على مدى أسبوعين أو أكثر و وجه الأسئلة إلى نفسك و بعد مرور ستة أسابيع فإنه يجب أن تكون قدراتك اللغوية قد ازدادت بصورة كبيرة و حاول أن تزيد من سرعتك في القراءة مع التركيز على الفهم الجيد .

و يجب عليك المحافظة على عادة القراءة و ذلك بممارستها يومياً لمدة لا تقل عن نصف ساعة ، و سيكون بمقدورك حينئذٍ الحصول على كم هائل من المعلومات من خلال ما تقرأ من الصحف و المجلات و الكتب . و يمكنك التمتع بقراءة ما هو أكثر بينما تزداد كفاءتك في هذا المجال .


القراءة الإبداعية:

عملية القراءة Reading Process

* لماذا القراءة؟ وما أهميتها بالنسبة للطالب؟

تقول الدراسات الحديثة أن نحو 70% مما يتعلمه المرء يرد إليه عن طريق القراءة.أما الطالب، فهو يقضي معظم ساعاته في ممارسة عملية التعلم. فهو:

يحتاج إلى القراءة في تعلم جميع الموضوعات التي يدرسها.

يقدم الامتحانات التي غالبا ما تكون كتابية، أي أنها تعتمد على قدرته في القراءة والفهم ( خاصة الأسئلة الموضوعية).

يوظف مهارات القراءة في الحياة اليومية والخاصة مثل: قراءة الجرائد/ المجلات/ الأفلام المترجمة / اللافتات/ روشتة الدواء/ الفواتير/ الرسائل الخاصة/ الإعلانات والشعارات وغير ذلك.

* الضعف في القراءة يؤدي إلى الضعف في الكتابة، ولكي يتقدم الطالب في عملية الكتابة عليه أن يتقن أولاً المهارات القرائية.

إذاً فالطالب يحتاج إلى تعلم مهارات القراءة من أجل توظيفها في حياته اليومية داخل المدرسة وخارجها.

* هل هناك مهارة واحدة فقط للقراءة؟

بمعنى، هل نقرأ كل ما تصل إليه أيدينا من المواد المكتوبة بنفس المقدار من العناية ودرجة السرعة والإتقان؟

هناك في الحقيقة مهارات متعددة للقراءة:

فقراءة الجريدة تختلف عن قراءة كتاب علمي مقررّ. وقراءة البحث تختلف عن قراءة قصة مسلية وقراءة رسالة شخصية تختلف عن قراءة قصيدة ..... وهكذا.

وما نريد أن نوصله لتلاميذنا هو:

ليست هناك مهارة واحدة فقط للقراءة، وإنما عدة مهارات أساسية.

لا تعامل كل المواد المقروءة بنفس السرعة ودرجة الإتقان.

كل ما يُقرأ يحتاج إلى تفكير قبل وأثناء وبعد القراءة . فالقراءة نفسها هي عملية تفكير.

القراءة مثل قيادة السيارة من حيث الحاجة إلى الانتباه والتركيز والتكيف في السير حسب ما يقتضيه الموقف. فالسير في شارع عريض يختلف عن السير في أزقة ضيقة.. وهكذا.

المرونة في القراءة تأتي بالتدريب على القراءة يوميا، وذلك بتوظيف جميع المهارات القرائية حسب المادة المقروءة . فلا تستعمل قراءة الدرس كبديل لكل أنواع القراءات، فهناك:


1. قراءة الاستطلاع:

وهي بمثابة اللقاء الأول بأي كتاب أو موضوع، قبل أن يقرر الشخص ما إذا كان سيقرأه أم لا.

وبعبارة أخرى، إنها نظرة سريعة على بعض الأمور التي تلقي الضوء على محتوى المادة التي تحاول قراءتها، سواء كانت كتاباً أو موضوعاً أو مقالة أو غير ذلك. وتحدد لك مستوى المادة والأفكار التي تدور حولها تلك المادة، كالمقدمة والعرض والخلاصة، والزمن الذي كتبت فيه والمراجع التي أخذت منها بعض الأفكار والأسلوب الذي كتب به، إلى غير ذلك من الأمور.


2. القراءة العابرة أو التصفح:

وهي قراءة تصفح خفيفة سريعة، تبحث عن بعض نقاط، أو عن أفكار عامة، تكون عادة مذكورة بوضوح في المادة المقروءة، كما تكون موجزة جداً، تتمثل في كلمة أو بضع كلمات يتم العثور عليها بسهولة، كإجابات عن أسئلة من نوع: (هل؟) (من؟) (متى؟) (أين؟) ( كم؟). وتكون الإجابة عن السؤال العابر عادة قصيرة، وقد لا تتعدى كلمة أو اثنتين.


3. قراءة التفحص :

وهي قراءة متأنية نسبياَ، وتفيد عادة في تنظيم المادة. وهي تجيب عن أسئلة من نوع (لماذا؟) (وكيف؟)، إضافة إلى أسئلة القراءة العابرة.

وهي تبحث عن أفكار متفرقة يسعى القارئ إلى تجميعها. وقد يحتاج من أجل ذلك أن يقرأ المادة كلها، ولكنه يقرأها بسرعة وحرص، ماراً بالأفكار كي يجيب عن الأسئلة التي في ذهنه، وهو خلال ذلك، يتعرف على النقاط الرئيسة والحقائق والمعلومات التي تجيب عن تلك الأسئلة.


4. قراءة الدرس:

وهي قراءة متأنية دقيقة، كما أنها قراءة تأمل وتفكير. وتتطلب الأسئلة التي يجاب عنها في قراءة الدرس معلومات أكثر حرفية مما هي عليه في أنواع القراءة السريعة أو العابرة والتفحص. فالقارئ هنا يقرأ بعقل ناقد، وهو لا يكتفي بقراءة ما يرى، بل يقرأ ما بين السطور. لأن عليه أن يزن الحقائق الجديدة في ميزان خبراته الخاصة، ويتفاعل معها سلبا أو إيجابا، فتصبح بالتالي جزءاً من الخبرات الجديدة التي يضيفها إلى رصيده السابق من الخبرات. وهي التي ستساعده على التنبؤ بما سيرد من أفكار ومعلومات أثناء القراءة، فتصبح بذلك مفاتيح للفهم.


5. مهارة المجاراة ( القراءة السريعة مع الفهم السريع):

وتعني القراءة السريعة مع الفهم السريع. وهي لهذا تعتمد على المرونة، أي "القدرة على قراءة النصوص المختلفة بالسرعة الأكثر اتفاقا مع غرض ونوعية النص".

هذه المهارة ليست كالمهارات السابقة، فهي تحتاج إلى الكثير من التدريب، كما تتطلب الاستمرار في التطبيق. وحبذا لو درب المعلمون تلاميذهم عليها في المراحل الأولى بمجرد أن يتقنوا مهارات القراءة الآلية. وذلك بوضع خطة منظمة ذات أهداف واضحة تؤدي بالتالي إلى التحسن فالإتقان.

( لمزيد من التوضيح، ارجع إلى كتاب "تعلم كيف تتعلم بنفسك" ).


6.لكي يكون الطالب قارئا جيدا ومرناً عليه أن يتجنب المعوقات في القراءة السريعة مثل:

قراءة المادة كلمة كلمة مع أو دون تحريك الشفتين.

عودة حركة العين لما سبق وأن رأته من كلمات ومقاطع.

عدم القدرة على رؤية الكلمات التي على جانبي الكلمة التي تركز عليها العين.

كيف يوظف الطالب مهارات القراءة في جميع الموضوعات؟

هل يحتاج الطالب إلى توظيف المهارات القرائية في حصة القراءة فقط ؟

إنه يقرأ مسائل الحساب، ويقرأ التجارب في العلوم، ويقرأ كذلك كتب التربية الدينية والاجتماعيات تماما كما يقرأ التعليمات والإرشادات المتعلقة بالألعاب الرياضية والنشاط والتربية الفنية والعلوم المنزلية. وهو يقرأ أيضا أوراق العمل وأوراق الامتحانات إلى غير ذلك من الكتب والمجلات في مطالعاته الخاصة.

إذا فالطالب يحتاج إلى توظيف جميع المهارات القرائية في كل ما يقرأه، والمعلم الناجح هو الذي يساعد تلاميذه في توظيف المهارات المناسبة في الموقف المناسب.


* كيف تتم عملية القراءة؟ وما أنواعها؟ وماذا يوظف منها؟

تتم عملية القراءة عموما عن طريق الإبصار إذا كانت القراءة جهرية أو صامتة، وعن طريق السماع إذا كانت القراءة سمعية. أما النوع الثالث فيتم عن طريق اللمس (طريقة بريل).

والطالب في معظم مدارسنا، يوظف نوعين من القراءة:

القراءة السمعية، وهذه تتم أثناء النقاش والاستماع.

القراءة البصرية سواء منها الجهرية أو الصامتة، أثناء القراءة للمواد التي يدرسها، وعند قراءة الأسئلة أو قراءة مواضيع التعبير أو الكلمات الصباحية أمام التلاميذ.


* ما الفرق بين القراءة الجهرية والصامتة من حيث الصعوبة؟

يوظف القارئ العين والدماغ في القراءة الصامتة (5% من النشاط للعين و 95% كنشاط ذهني). بينما يضيف إلى ذلك توظيف جهاز النطق في القراءة الجهرية. ولهذا فان القراءة الجهرية هي الأكثر صعوبة وتحتاج إلى وقت أطول، لأن القارئ سيقرأ كل كلمة مع مراعاة الضوابط والوقف ونبرة الصوت وتغيره ليتواكب مع المعنى .... الخ.

ومما يجدر ذكره، أن القراءة الآلية، أي لفظ الحروف والمقاطع والكلمات والجمل والعبارات لفظا سليما مع مراعاة الضوابط والوقف والمعنى... الخ. يتوقف إتقانها مع نهاية الصف الرابع الابتدائي (10 سنوات). إلا أن بعض التلاميذ يُتقنونها قبل هذه الفترة، وبعضهم لا يتقنها إلا بعد ذلك بفترة قصيرة. وقد لا يتقنها البعض إلا بعد سنوات عدة.

والسؤال الذي يُطرح: أيهما يستعمل الطالب في حياته أكثر، القراءة الجهرية أم القراءة الصامتة الفاهمة؟

لا شك أن القراءة الصامتة الفاهمة هي التي يحتاجها الطالب والتي يستعملها طيلة حياته. وهي التي ستلازمه كطريقة للتعلم الذاتي المستقل الذي يستمر معه مدى الحياة.


* كيف نشجع التلاميذ على إتقان القراءة الصامتة؟

لكي يتقن التلاميذ مهارات القراءة الصامتة التي يستخدمونها في معظم المواقف الحياتية، علينا:

أن ندربهم على مهارة الفهم، أي فهم المقروء، منذ بداية تعليمهم اللغة الفصحى في المدرسة. وأن نستفيد من البطاقات الخاطفة للتدريب على القراءة الصامتة.

أن نضع بين أيديهم مواد قرائية متنوعة للتدرب على قراءتها قراءة صامتة فاهمة، بتوظيف مختلف المهارات القرائية حسب الحاجة إليها.

أن نراقب تقدمهم في مجال الفهم السريع بالقراءة السريعة، وذلك باستعمال ساعة التوقيت. لا يكفي أن يقرأ الطالب، وإنما عليه أن يعرف مسبقا الهدف من القراءة. فإذا عرف لماذا يقرأ فهو سيعرف عندئذ ماذا يقرأ وكيف يقرأ.

يطلب بعض المعلمين من تلاميذهم أن يقرأوا مادة الدرس قائلين: افتحوا الكتاب صفحة (49) مثلا واقرأوا الدرس قراءة صامتة.


* ما الخطأ الذي وقع فيه المعلم ؟

إنه لم يذكر شيئاً يدفع الطالب للقراءة ( كسؤال للبحث عن إجابته).

وهو لم يحدد وقتاً مناسباً للقراءة ( كدقيقة ونصف مثلا).

كما انه لم يخلق حافزا للقراءة عن طريق الربط بشيء سابق.

وأود هنا أن أشير إلى أمر هام. وهو أن الطالب، أي طالب، يتفاعل عادة مع الموضوع الذي يشعر أنه بحاجة إليه. أو إذا أدرك أهميته وهدفه سواء كان في الرياضيات أو اللغة أو العلوم أو الاجتماعيات... الخ.

وكلما كان الربط متينا بين المادة التي يتعلمها الطالب وحاجته، ضمن بيئته ومجتمعه، كلما سهل عليه فهمها وإدراكها.* ماذا نعني بمهارة المجاراة وضبط السرعة؟ وكيف يتدرب عليها التلاميذ؟

إنها القراءة السريعة مع الفهم السريع.

ويمكن أن يتم تدريب التلاميذ عليها خلال قراءة النصوص التي ترد في كتبهم المدرسية أو الاستعانة بنصوص خارجية. وذلك بأن يعين المعلم وقتا مناسبا للقراءة. ويوماً فيوماً ينقص المدة المقررة لقراءة نصوص مشابهة من حيث الكم والمستوى.

كما يمكن تشجيع التلاميذ بملاحظة سرعتهم وتسجيل المدة الزمنية لقراءاتهم الخارجية والعمل على إنقاص تلك المدة تدريجياً.

لا شك أن التلاميذ سيجدون متعة في ذلك، وسينجزون في فترة قصيرة ما كانوا سيحتاجون إلى إنجازه وقتا طويلا.

ولا يفوتنا هنا التركيز على الفهم، إذ لا معنى لتقليب الصفحات إن لم يقترن ذلك بفهم للمحتوى. ولنتذكر دائما أن كثيراً من الطلاب يخفقون في الإجابة عن الأسئلة الموضوعية التي يتعرضون لها، لا لعدم معرفتهم بالإجابات الصحيحة، وإنما للبطء في قراءة الأسئلة.


* ماذا نعني بمهارة التخمين؟ وكيف يوظفها الطالب في قراءاته المختلفة؟

إنها العملية الذهنية التي يقوم بها الدماغ قبل قراءة النص. فقد يوحي العنوان بأفكار قد تكون في صلب الموضوع، فيخمن القارئ أو يتنبأ بما يمكن أن يرد في ذلك النص.

وهذه العملية تستمر كذلك كنشاط ذهني يمارسه القارئ خلال القراءة، فيتوقع ما سيرد من أفكار ونتائج عن طريق الربط بين الجمل.

يمكن تدريب التلاميذ على هذا النشاط الذهني أثناء أدائهم للأنشطة الصفية سواء كانت في حصة لغة عربية أو أثناء حل مسائل حسابية أو تجارب علمية.. أو وقائع تاريخية... وهكذا. المهم أن نفسح المجال للطالب ليفكر ويخمن، وبعد ذلك يقارن بين النتيجة الحقيقية وتلك التي سبق وتنبأ بها.

قد يتساءل البعض، وما الفائدة من ذلك؟

وللإجابة عن هذا السؤال نقول: ألا يكفي أن تتاح فرصة التفكير للطالب؟ أو ليس التفكير هدف عظيم بحد ذاته؟؟ ثم إن التدريب المبكر على هذه المهارة تساعد الطالب في حياته العملية في الحاضر والمستقبل، فهي أداة رائعة لقياس النتائج قبل وقوعها، فيتجنب ما هو سلبي ويقبل على ما هو إيجابي.


* كيف يقيم الطالب قدرته على فهم المقروء باستعمال الأسئلة المفتاحية؟

يحتاج الطالب أولا أن يعرف الأسئلة التي يقيس بها الفهم، والأداة التي تستعمل للاستفسار عن أمر محدد: فالسؤال (بـ هل ؟) يحتاج إلى الإجابة بالنفي أو الايجاب، (من؟) للاستفسار عن الأشخاص، ( ماذا؟) للأشياء، ( أين؟) للمكان، (متى؟) للزمان، ( لماذا؟) للسبب أو المبرر و ( كيف؟) للسؤال عن الهيئة، وهو يحتاج إلى توضيح وتفسير. (وكم؟) للعدد.

هذه هي مفاتيح الأسئلة وما عداها فهي أسئلة مشتقة منها.

بعد معرفة الاستعمالات المختلفة لهذه المفاتيح، يحتاج الطالب لان يتدرب عليها. وذلك بان يضع المعلم نصا مناسباً بين أيدي التلاميذ ويطلب منهم أن يحددوا السؤال الذي ينطبق على كل إجابة يحددها هو لهم. وإذا تمكن التلاميذ من إتقان ذلك، يسهل عليهم بالتالي وضع أسئلة مشابهة لدى قراءاتهم الخاصة أو أثناء دراستهم للمواد المقررة، مما يسهل عليهم تذكر المعلومات بدلا من حفظ النصوص غيبا ( وهذا ما يحصل عادة عند كثير من التلاميذ). وكلنا نعرف أن الحفظ غيبا لا يدل على الفهم والاستيعاب.

ولو تدرب الطالب على مهارة الفهم السريع بالقراءة السريعة، وعلى الأسلوب الصحيح في الدراسة وتقييم قدراتهم على فهم المواد واستيعابها وبالتالي تذكرها، فانهم لن يلجأوا إلى الطرق الملتوية (كالغش مثلا) لدى تقديم الامتحانات، وسيدرك الطالب أن الوقت والجهد الذي بذلوه لاستعمال الأساليب الخاطئة ربما تكون أطول بكثير من الوقت الذي يحتاجونه للدراسة والفهم والاستعداد الحقيقي للامتحانات.


* ماذا يكتسب الطالب من إتقانه للمهارات القرائية الأساسية؟

إن إتقان الطالب للمهارات القرائية الأساسية ليست هدفا بحد ذاته، وإنما وسيلة لأهداف هامة، فالطالب:

يكتسب عادة القراءة السريعة والفهم السريع في مطالعاته الحرة التي تستمر معه مدى الحياة.

يكتسب القدرة على التعبير بالكتابة الابداعية، وذلك بتعرفه على الأساليب المختلفة في التعبير واستعمال الألفاظ واللعب باللغة.

يكتسب القدرة على اجتياز جميع أنواع الاختبارات سواء منها الموضوعية وغير الموضوعية.

وخلاصة القول : كيف يمكننا حل اشكالية القراءة إذا كنا لا نقبل عليها بالكيفية المرغوب بها ؟؟يجب عليك القيام بتحليل طريقة و عادة القراءة الحالية لديك و ذلك لتعرف إلى أين تتجه لتحسين القراءة . وينبغي أثناء القراءة مراعاة الاهتمام بفهم الكلمات و الربط بينها من أجل الارتقاء بمهارة القراءة لديك ، يجب العمل على زيادة القدرة على رؤية و فهم مجموعات الكلمات الواردة أو الأفكار بالطريقة و السرعة المريحة و المناسبة لك .

و حتى تصبح قارئاً جيداً يجب عليك التركيز فيما تقوم بقراءته و معرفة استخدام عينيك بالقدر الذي يسمح لعقلك باستيعاب الأفكار الرئيسية التي تتضمنها السطور المطبوعة ، و بالنسبة لمن يقرؤون بصورة غير سليمة فإن أذهانهم تكون مشتتة دائماً و يقرؤون الكلمات الماثلة أمامهم بدون إدراك لمدلولها فيما بينها مما يضطرهم إلى إعادة قراءة المادة المكتوبة

و تذكر أن عينيك يجب أن تتلقى تدريباً على عملية القراءة كتدريب الأصابع للطباعة على لوحة مفاتيح الآلة الكاتبة مثلاً .

و إذا أردت تحسين مهارة القراءة لديك فإن هذه العمليات الستة السابق الإشارة إليها يمكن أن تساعدك في ذلك . والله الموفق .


أهم المراجع :

-د كريمة مطر المرزوعي : القراءة للأطفال وإعادة صياغة المستقبل _ جامعة الامارات العربية المتحدة

- زينب حبش : انترنت

- موسوعة الويكيبيديا

- د بسام بركة : انترنت

..

المصدر

أميمة منير جادو

تدوينات أضيفت مؤخراً
بين الكتب والقرّاء