أغرب الشعوب والقبائل
أضيف بواسطة: , منذ ١٠ أعوام
الوقت المقدر لقراءة التدوينة: 5 د
أغرب الشعوب والقبائل

قد لا نصدق أنه ما يزال هناك قبائل وشعوب تعيش حتى يومنا هذا حياة بعيدة عن تأثيرات الحضارة وتطورها، شعوب ما تزال متمسكة بعاداتها وتقاليدها ومعتقداتها حتى وإن بدت لنا سخيفة.. بل إن بعضها لا زال يعيش حياة بدائية أقرب للهمجية ومع ذلك تبدو لهم حياة طبيعية غير مستعدين للتخلي عنها حتى وإن اطلعوا على ثقافات أخرى.. هنا سنعرض مجموعة من القبائل والشعوب لكل منها عادات وأسلوب حياة قد نستنكره ولكنه حقيقة موجودة..

لنبدأ بشعب البوبو.. هذا الشعب المسكون بالأشباح والذي بقي مجهولاً لمدة طويلة من الزمن إلى أن وصفه بعض الرحالة الأوربيين بأنه شعب "نصف متوحش" بعد أن فشلت كل محاولات المستعمرين في السيطرة عليهم رغم أسلحتهم البدائية التي يواجهون بها أعداءهم..

في أعيادهم الدينية يرتدي شعب البوبو أقنعة مصنوعة من قشور الأشجار والنباتات والتي يعتقدون بقدرتها على طرد الشر من النفوس وتطهير الأبدان لتنعم بالود والإخاء والمحبة. تبدأ احتفالاتهم في ساعة مبكرة من الصباح حيث يقدمون القرابين المقدسة من الحيوانات ثم تعقد حلقات الرقص على أنغام الطبول والمزامير وتخرج عندها الأشباح المقنعة من كبار الشخصيات الدينية ممن أوكلت إليهم مهام روحية تقوم على بث الرعب في الأرواح الشريرة التي تسكن في الدغل المجاور فيصبح المكان طاهراً نقياً ويستعيدون نظام التوازن الطبيعي بعد أن أفسده الإنسان..

 

أما في كوالالمبور عاصمة ماليزيا فنجد طريقة أخرى لتطهير النفس من خلال طقوس دينية أكثر قسوة. ففي عيد تابوزام السنوي، أهم الأعياد الهندوسية، يقوم هنود ماليزيا بالاغتسال في نهر تيبرو استعداداً للصلاة والتأمل والعزلة ليجتازوا بعدها مسافات جبلية طويلة وصولاً إلى معبد الإله ناتراجا رب آلهة الهندوس، حاملين له سلة القرابين المليئة بالعسل والحليب والبرتقال..

تبدأ طقوسهم بإعداد القرابين بعد الاغتسال في نهر تيبرو وبعد الصلاة والتأمل والعزلة والامتناع عن ممارسة الحب والاكتفاء بوجبة واحدة في اليوم وتحريم الحلاقة، ثم يمشون مسافة طويلة وصولاً إلى المعبد التابوزامي وهناك يتقربون من الإله وتعاليمه ومشيئته من خلال التمثيل بالجسد واحتقاره..

فيشقون وجناتهم بسهم حاد مسنون ويغرزون الرماح والأسياخ في كافة أنحاء جسدهم مستشعرين لذة الورع والتقى وبعد إتمام الصلاة يقوم الزعيم الديني بنزع هذه الكلاليب من أجسادهم وقد تسيل بضعة قطرات من الدم فقط يضع مكانها رماداً يسمى "الرماد المقدس". وسرعان ما تلتئم الجروح مخلفة وراءها ندباً سوداء ليتم غرز الرماح فيها مجدداً في العيد القادم..

 

ومن ماليزيا وتعذيب الجسد لأغراض دينية إلى إثيوبيا وتعذيب الجسد لأغراض جمالية! فهناك حيث تعيش قبائل وادي نهر الأومو منعزلة عن العالم يلفها الغموض والعادات الغريبة، إذ لم يجرؤ أحد على تخطي نهر الأومو الذي يعج بالتماسيح الضخمة وأفراس النهر والأفاعي فضلاً عن ذبابة التسي التسي التي تفتك سنوياً بالمئات من سكان هذه القبائل، ما زال السكان يعيشون حفاة عراة لا شيء يستر جسدهم على الإطلاق..

وعندما أقدم بعض المغامرين من الأمريكان والألمان على اجتياز النهر واستكشاف تلك المجاهل الأفريقية كان شعب الأومو يستغربون تلك الأقمشة الغريبة التي يلف الأبيض بها جسده ويتجنبون الاقتراب منه!

ومن تقاليد الجمال عند نساء الاومو أن تشوه النساء  شفاههن بشكل يدعو للاشمئزاز فما أن تبلغ الفتاة سن البلوغ حتى تدخل في فمها بين أسنانها وشفتها السفلى صحناً خشبياً صغيرا وذلك لمط شفتها السفلى، ولا تخرجه إلا في حالتي النوم والطعام.. وعندما يندمل ذلك التمزق الذي حدث بسبب الصحن تكون عندها الشفة السفلى قد تدلت للأسفل ويبلغ في بعض الأحيان مط الشفة السفلى 25 سم!

وبعضهن يقمن بشرم الشفة السفلى فوق الذقن وتعليق سلسلة ذهبية فيها.. أما الشباب فإنهم يعلقون السلاسل الملونة في  آذانهم.. يعلل البعض هذا التصرف بقولهم إن الفتاة عندما تبلغ سن الزواج عليها أن تمط شفتها لتبدو قبيحة حتى يأنف من منظرها الغزاة من القبائل المجاورة الذي ينقضون على القرية بغتة لسرقة الفتيات! ويعتقد آخرون أن مط الشفة عند نساء الأومو أصبح نموذجاً للجمال المثالي!

بينما تبتدع نساء بورما، إحدى دول جنوب شرق آسيا، معايير أخرى للجمال.. فكلما طالت رقبة المرأة كانت أكثر جمالاً.. وهم لا ينتظرون أن تولد الفتاة برقبة طويلة وإنما يجبرن أعناقهن على ذلك من خلال وضع حلقات معدنية حولها وكلما تمكنت المرأة من إضافة حلقة جديدة ومط عنقها أكثر كانت أكثر جمالاً!

 

وبعد إخضاع الرقبة لهذه العملية القسرية لا يستطعن التخلي عن هذه الحلقات التي أصبح الرأس يستند عليها بسبب الضعف في فقرات الرقبة وإلا تعرضن للهلاك ورغم ذلك ما زلن يمارسن هذه العادة!

وفي شمال غرب سيبيريا تعيش قبيلة تدعي "النينتس" التي تعيش على تربية الرنة.. ويعتبر لحم الرنة غذائهم الرئيسي فيأكلونه نيئاً أو مسلوقاً أو مجمداً أما شرابهم المفضل فهو دماء الرنة الطازجة الغني بالفيتامين!

يشكل حيوان الرنة بالنسبة لهم كل حياتهم، فهو طعامهم ووسيلة تنقلهم ومن جلده يصنعون خيامهم ومن عظامه وقرونه أدواتهم.. ولا سيما أنهم يمضون حياتهم في الترحال فما إن يأتي الشتاء وتنخفض درجات الحرارة حتى 50 تحت الصفر حتى يجمعون قطعانهم وخيامهم ويرحلون إلى الغابات الجنوبية، وفي أشهر الصيف عندما تختفي الشمس في منتصف النهار فيرحلون عن الغابة شمالاً ويصطادون السمك..

 

تدوينات أضيفت مؤخراً
بين الكتب والقرّاء