تباريح غبنة
هذه الرواية ليست لقاريء كسول تعوّد على البسيط من السرد، إنها رواية الركض بامتياز في سهول وجبال الصحاري المكتظّة بكائناتها الطيفيّة، وفي أزقة وشوارع المدن الغارقة في مياه صرفها الصحي، لتطرح العديد من موضوعات الهويّة والتحوّل وحقيقة الوجود والواقع، بحيث يكون الحلم مصدراً للحقيقة، وتكون الأخلاق تحت طائلة المساءلة حين تجعل الديةُ المليونية الدمَ الإنساني تحت ميزان المادية المطلقة، وحيث تبقى الحرية البسيطة منزوعة بسبب الإذلال والإخضاع، وحيث يكون الركض سؤال الوجود الأبدي.
لا أعرف كيف أصنف هذه الرواية! إنّها تتخطى الواقعية السحرية إلى الفانتازية الصحراوية كما سمّيتُها من قبل، أو أنها سردٌ للرموز الكثيفة التي تتوزع في خارطة الوجود، أو ربما لا هذا ولا ذاك، وإنّما مجرد هذيان أو خيال أدبي في عقل غبنة. لا أزعم أنّ هذا الوصف سيكون دقيقاً، وإنّما حظ الأديب أن يقول وحظ النقاد أن يؤولوا.
رواية جريئة ومختلفة وغريبة عن كل ما كتبه عواض من قبل، وربما أيضاً عن أدبنا السعودي.
د. شتيوي الغيثي