جواهر البحار
, سنة النشر 2014
جواهر البحار
إن كتاب بحار الأنور الذي يمثل مادة هذا الكتاب "جواهر البحار" هو من الكتب التي اكتسبت الخلود في تاريخ مصنفات الأمامية... ومن الواضح أن بقاء أي أثر من الآثار في حياة الأمة، له أسبابه وعوامله... سواء من جهة الأثر نفسه، أو من جهة من ينتسب إليه الأثر...

وهذا الأثر الذي بين يدي القارئ، يستقي روافد الخلود من تلك الجهتين، فمن ناحية، كان المؤلف من الذين تصدروا سلسلة العلماء، الذين قاموا بدور متميز كحصن من حصون الإسلام: سواء بسلوكه العملي؛ أيام تصديه لمنصب مشيخة الإسلام في أصفهان، أو بسلوكه العبادي، أو في ترويجه لمعارف أهل البيت بما أوتي من قدرة.

من ناحية أخرى، فإن هذا الكتاب الذي يعدّ أوسع مجموعة حديثية عند الإمامية، حوى أصنافاً من درر الأخبار، مبوبة تبويباً فريداً، بلغت أكثر من 2500 باباً... وذلك في عصر لم يكن الوصول فيه إلى المصادر أمراً ميسوراً، كما هو الحال في الزمن الراهن، وينبغي عدم إغفال عما أورده المجلسي في طيات كتابه، من تحقيقات قيمة، وبيانات شافية، تنم عن ذوق سليم في فهم الروايات...

ولأجل إلقاء المزيد من الضوء على أهمية الكتاب ومؤلفه، يعرض الشيخ حبيب الكاظمي، نبذة عن حياته، بما استقاه من بطون الكتب، ليخرج القارئ بعد ذلك بنظرة موضوعية جامعة حول هذا الأثر الخالد وكاتبه.

لقد كان المجلسي المولود سنة 1037هـ المتوفي سنة 1111هـ موضع إطراء العديد من العلماء قديماً وحديثاً، يتجلى فيما ذكر له العلماء من الإجازات ويذكر الشيخ محمد الحر العاملي في إجازته له ما يلي: وقد صرف إلى علم الحديث والفقه، بل إلى جميع العلوم - أنظاره الدقيقة، وروحه إلى جميع الكمالات أفكاره العميقة، وبذل في ذلك جهده، وجدّه: المولى الجليل، العالم العامل، البحر الزاخر... مولانا محمد تقي المجلسي.

وقد كان المجلسي غيوراً في مقام الدفاع عن كيان الإسلام، وبلاد المسلمين، وله مواقف مختلفة في هذا المجال، هذا وإن مؤلفات العلماة المجلسي أحدثت تحولاً واضحاً في ترويج تراث أهل البيت....

من هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب "جواهر البحار" الذي عمد فيه الشيخ الكاظمي إلى الإعتناء بكتاب العلامة المجلسي "عار الأنوار" وتمّ العمل فيه على هذا النحو: 1-حذف الأسانيد وحفظ تبويب كتاب بحار الأنوار لتسهل مراجعة الكتاب الأصلي عند الحاجة، 2-تم إنتقاء هذه الأحاديث من الكتاب الأصلي، مع الحرص على إبقاء ما أمكن من أحاديثه على أساس المضامين، مع قطع النظر عن الجانب السندي، 3-تم إنتقاء من بيان العلامة المجلسي أو غيره مما ورد في كتاب "بحار الأنوار" ما يناسب شرحاً للأحاديث، أو تحقيقاً مستقلاً حولها، وهو ليس بالقليل، مما يساعد أيضاً في فهم وإبراز المنهج الحديثي والتحقيقي لمؤلفه، الذي توزع في طيات الكتاب الأصلي، 4-شرح في بعض الموارد والكلمات المبهمة في الحديث، وجعلها بين قوسين، لئلا يعدّ جزءاً من الحديث، 5-العدول، في حالات نادرة، عن بعض الكلمات المذكورة في الكتاب الأصلي، لوجود ما هو أقرب للصحة في المصدر الذي نُقِل عنه الحديث، 6-إيراد الأحاديث التي لم يرد ذكر مصدر لها في (المتن، أو الهامش) أو بحسب ما تم البحث عن المصدر، كما هي؛ نظراً لأن مضامينها التي تتناسب وأهداف هذا الكتاب.

هذا وقد جاء هذا المؤلف ضمن ستة مجلدات توزعت موضوعاتها في هذه الأجزاء على النحو التالي:1- العقل والجهل، العلم، التوحيد، العدل والمعاد، الإحتجاج، النبوة، تأريخ الأنبياء، تاريخ محمد صلى الله عليه وسلم. 2- تاريخ الإمام علي - الزهراء، تاريخ الحسن، الحسين - السجّاد، الباقر. 3- الصادق، الكاظم، الرضا، الجواد، الهادي، العسكري، المهدي، السماء والعالم، الإيمان والكفر. 4- الإيمان والكفر، العشرة، الآداب والسنن. 5- الروضة، النواهي، الطهارة، الصلاة. 6- القرآن، الدعاء، الزكاة والخمس، الصوم، أعمال الأيام، الحج والعمرة، الجهاد، المزار العقود والإيقاعات.

الزوار (551)