التذوق الادبي (طبيعته - نظرياته - مقوماته - معاييره - قياسه)
( 320 صفحه)
رقم الايداع
9789957076238 ,
الطبعة 2
, سنة النشر 2010
التذوق الادبي (طبيعته - نظرياته - مقوماته - معاييره - قياسه)
للتذوق الأدبي أهمية كبرى بالنسبة للمبدع وللمتلقي على حد سواء، وتتضح أهميته بالنسبة للمبدع بعدما ينتهي من عمله إبداعاً وتأليفاً، ويعود هذا الأديب شاعراً أو كاتباً إلى عمله لينقحه أو يراجعه، فيضيف كلمة، أو يحذف أخرى، أو يغير في عناصر الصورة الأدبية، أو ربما يعدل فكرة العمل كلية، وهو في عملية المراجعة هذه نراه يأخذ مقعده بجوار المتلقي، فيرى العمل الأدبي بعين أخرى غير العين التي أبدعت وأنتجت، أما أهميته بالنسبة للمتذوق أو المتلقي فتبرز في ان هذا المتذوق يعايش النص الأدبي معايشة تكاد تكون كاملة، فيشارك المبدع أفراحه وأتراحه، في أماله وألامه، ويسبح معه في عالم الرؤى والخيالات، كما أن المتذوق في قراءته للعمل الأدبي أو سماعه له ينفس عن روحه بهذه القراءة أو بهذا الإستماع هذا من جهة، ومن جهة أخرى يبعث في نفسه التواقة للجمال الإحساس بهذا الجمال، ويتمثل هذا الجمال في عدة مقومات منها: طرافة الفكرة، وجمال اللفظ جرساً ومعني، وجمال الصورة تركيباً وبناءً، وجمال الأسلوب تأليفاً وتكويناً، واخيراً صدق العاطفة في النص الأدبي. وإنطلاقاً من أهمية هذا الموضوع الشائق والمهم في آن، فقد سعى المُؤلِف إلى إخراج هذا المُؤلِّف، لعله يفيد العديد من الفئات المعنية به، ولقد تكوّن هذا المؤلف من عشرة فصول، تناول الفصل الأول منها مفهوم الأدب والوظائف التي يحققها بالنسبة للفرد والمجتمع على حد سواء، ثم عرج إلى الفصل الثاني، الذي تناول فيه فنون الأدب شعراً ونثراً، ولقد بدء بهذين الفصلين توطئة للفصول التالية، حيث إنه من الضروري بمكان قبل أن نتناول التذوق الأدبي أن نقف بداية على مفهوم الأدب وغاياته، وأن نعرف أيضاً الفنون الأدبية بصفة عامة، تلك الفنون التي ينصب عليها جهد التذوق، ثم تناول الفصل الثالث طبيعة التذوق الأدبي من حيث مفهومه، وخصائصه، وأهميته بالنسبة للمبدع والمتلقي، وأنواع الذوق الأدبي، والعوامل المؤثرة فيه وعوائقه، ومصادر تكوينه تلك العناصر التي ترى أنها أمرٌ لازب للوقوف على ماهية التذوق وتحديده تحدياً دقيقاً. وتناول الفصل الرابع النظريات النفسية المفسرة للتذوق الأدبي، تلك النظريات التي حاولت تفسير هذه العملية المعقدة تفسيراً يستند إلى أسس علمية وموضوعية، حيث عرض المؤلف للتفسير الإلهامي للتذوق، هذا التفسير الذي رأى أن الإبداع والتذوق كليهما حالة من الحلم التي تلم إما بالمبدع أو بالمتلقي، ثم تطرق الحديث إلى نظرية التحليل النفسي، تلك النظرية التي فسرت التذوق في ضوء مصطلحات ومفاهيم هذه النظرية، حيث أشارت إلى أن المتذوق يتسامى بعواطفه عندما يقرأ عملاً ما، وأنه يعاني مجموعة من المكبوتات التي يريد أن ينفس عنها بصورة شرعية مقبولة، ترضي نفسه أولاً، وجماعته التي ينتمي إليها ثانياً، ثم عرض المؤلف لبقية النظريات المفسرة للتذوق، مثل النظرية السلوكية، والجشطلت، ونظرية الإتصال، ثم نظرية السمات، فالنظرية الإنسانية، وأخيراً النظرية المعرفية، ولقد خرج الباحث من هذا الفصل بنتيجتين مهمتين هما: تعدد النظريات المفسرة للتذوق الأدبي ينم على أنه عملية في غاية التعقيد، أن كل نظرية حاولت تفسير التذوق عامة، والتذوق الأدبي خاصة من منظورها هي، ومن أسسها الفلسفية التي انطلقت منها، وبالتالي فلكي نفسر عملية التذوق الأدبي تفسيراً متكاملاً ينبغي أن نأخذ من كل نظرية بطرف، لأن كل نظرية من هذه النظريات كانت قد ركزت على جانب واحد فقط وأغفلت جوانب متعددة، مما يستدعي أن نستفيد من تقنيات كل نظرية لتفسير عملية التذوق تفسيراً أقرب ما يكون إلى الإكتمال والشمول، إذا أردنا أن درسه دراسة علمية موضوعية. ولقد تناول المؤلف في هذا العمل نظرية الإتصال كإحدى النظريات المفسرة للتذوق الأدبي، حيث فسرت هذه النظرية التذوق على أنه رسالة موجهة من مرسل (مبدع) إلى مُتَلَقِّ (متذوق) عن طريق قناة من قنوات الإتصال، وفي ضوء هذا التصور عرض الباحث في الفصل الخامس للمبدع وكيفية تذوقه للعمل الأدبي، حيث دار الفصل حول تعريف المبدع، وما يتميز به من سمات وخصائص، ثم كيف يولد العمل الأدبي أو بتعبير أدق مراحل الإبداع الأدبي لدى المبدع، واختتم الفصل بمراحل التذوق الأدبي لدى المبدع بوصفه أول المتذوقين لعمله الأدبي. وتناول الفصل السادس النص الأدبي ومقومات التذوق، على إعتبار أن هذا النص هو الرسالة التي يريد المبدع أن تصل إلى المتلقي عن طريق قناة ما قد تكون عن طريق الصوت، فيكون المتلقي مستمعاً، وقد تكون عن طريق الكتابة، فيكون المتلقي قارئاً، ولقد بدء الفصل بتحديد المقصود بالنص الأدبي، وخصائصه، ثم حدد المؤلف المعنى الإصطلاحي لمقومات التذوق الأدبي، وأخيراً عرض لمقومات التذوق الأدبي، حيث قسمها إلى ثلاثة أنواع هي: مقومات عامة تصلح لكل الفنون الأدبية، ثم مقومات خاصة بفن الشعر، ومقومات خاصة بفن النثر، ثم تناول الفصل السابع المتلقي وهو الطرف الآخر من عملية الإتصال الأدبي، حيث تم وضع تعريف للمتذوق، ثم عرض الباحث للكفاءات التي ينبغي توافرها لدى هذا المتلقي، ثم مراحل التذوق الأدبي لديه، وأخيراً كيف يقرأ المتلقي العمل الأدبي. أما عن الفصل الثامن فقد دار الحديث حول مناهج التذوق الأدبي، حيث عرض الباحث لعدد من المناهج النقدية، إنطلاقاً من أن كل منهج من هذه المناهج قد حاول إلقاء الضوء على العمل الأدبي، من زاوية يكشف خلالها عن جماليات النص الأدبي، فتناول الفصل المنهج التاريخي، والمنهج الإجتماعي، والنفسي، فالمنهج اللغوي الأسلوبي، ثم المنهج الفني، والأخلاقي، ثم المنهج الجمالي، والأسطوري، وأخيراً المنهج التكاملي. ودار الفصل التاسع حول معايير التذوق الأدبي، حيث أصل الكتاب لمفهوم المستويات المعيارية عامة، ومكوناتها، ثم عرض إلى وضع تعريف لمعايير التذوق الأدبي، وتحدث المؤلف عن فوائد تحديد مستويات معيارية بصفة عامة، حيث أشار إلى أنها تفيد عدداً من الفئات هم: الطلاب، والمعلمون، وأولياء الأمور، والمشرفون التربويون، ومصممو المناهج الدراسية، وتناول المؤلف المعايير التي ينبغي مراعاتها عند صياغة المعايير، ثم عرضت مجموعة من مؤشرات التذوق الأدبي من خلال العديد من الدراسات العربية والأجنبية في هذا المجال، وأخيراً اختتم الفصل بمحاولة المؤلف وضع مستويات معيارية للتذوق الأدبي في ضوء ما حدد من مقومات النص، والذي تم عرضه في الفصل السادس من هذا الكتاب. أما عن الفصل العاشر فقد تناول قياس التذوق الأدبي، حيث عرض المؤلف لكيفية تصميم وبناء مقياس للتذوق الأدبي عامة، وما يتطلبه هذا المقياس من شروط ومعايير عند بنائه ينبغي الإلتزام بها، ثم عرض لكيفية ضبط هذا المقياس ضبطاً عملياً، وذلك من خلال التحقق من شروط الصدق والثبات، وأخيراً لكي تتم الفائدة بشكل عملي أورد المؤلف مقياسين: أحدهما في فن الشعر، وهو مقياس الأستاذ الدكتور رشدي أحمد طعيمة، والآخر في النثر، وهو المؤلف هذا الكتاب حتى يقف القارئ على كيفية بناء وقياس التذوق الأدبي بفنيه: الشعر والنثر.