هادي المدرسي
verified
القراء
0
0
الكتب
0
0
المراجعات
0
0
عن المؤلف
لقد عرف العالم الإسلامي على امتداد جيلين و خمسة عقود من الزمن شخصية السيد المدرسي لا من خلال مؤلفاته التي تربو على مئتي كتاب، و لا من خلال محاضراته التي زادت على ثمانية آلالف محاضرة فحسب ، و لا عبر مقالاته و كلماته فقط، و إنما عرفته بكل هذه الأمور إضافة إلى نشاطاته الإجتماعية و السياسية حتى صار إسمه مألوفاً، يدخل في القلب الراحة و الطمأنينة و ينير في العقل الوعي و البصيرة..
فالسيد هادي المدرسي مثال للعالم الديني الذي جمع بين العلم و العمل و الدين والرسالة و الفكر و التحرك، ، كما شهدت له الساحة الاسلامية بنشاطاته الجهادية الدؤوبة لنصرة المستضعفين والمحرومين ومقاومة الطغاة وتحدي سلطانهم. ولذلك فإنّ عطائه لم يقتصر على جانب دون آخر، بل لم يترك باباً من أبواب العلم إلا طرقه . و هذا ما جعله يقدم تراثاً غنياً في شتى الشؤون و القضايا الدينية و الإجتماعية و العلمية و الأخلاقية و الحضارية.
و قد تمكن بعون الله تعالى، و براعته الأدبية، و نظرته المجددة و الأصيلة في آن واحد، و دقته في التعبير عن صميم الفكر الإسلامي، و بأسلوبه العلمي الشيق، إستطاع السيد المدرسي أن يكسب قلوب الملايين ممن قرأوا له أو استمعوا إليه، أو حضوا بلقائه عن قرب و اغترفوا من جميل تعامله و حسن خلقه، و ذلك عبر الجمع ما بين الأصالة الدينية و الحداثة العلمية و باقي مقتضيات العصر، فأسلوبه الشيّق و الأخاذ و تواضعه في جميع الأحوال من ميزاته التي اشتهر بها و انقادت إليه القلوب من أجلها.
جانب من عطائه الفكري و العلمي
يعتبر السيد هادي المدرسي من الشخصيات البارزة في الساحة الإسلامية، و هو أحد كبار العلماء المجاهدين و الذي أخذ على عاتقه الرسالة المحمدية الغرّاء، مفكراً و خطيباً و محدثاً و مؤلفاً و عالماً من أعلام الصحوة الإسلامية المعاصرة. فقد بدأ كتاباته في سن مبكرة، و أعطى في مراحل حياته من الفكر الإسلامي الأصيل ما يناسب المرحلة التي كان يعيشها المسلمون آنذاك.. فبينما كان الإلحاد يحاول سرقة أبناء الأمة الإسلامية، نقض أفكار الملحدين بكتاباته، و بيّن قدرة الإسلام على حل مشكلات العالم... و عندما نمت الحالة لدى المسلمين، ركز على إعطاء الأمل بانتصار الإسلام و كونه أفضل بديل للعالم أجمع.. و عندما ترسّخت القناعة لدى أبناء الأمة بالإسلام، شرع في طرح الرؤى التفصيلية للإسلام حول مختلف القضايا، حيث ناهزت مؤلفاتة المائتين كتاب و دراسة و كراسة و كان طوال هذه المدة يبذل كل الجهد لإصلاح المجتمع الإسلامي و فك قيود الظلم و الجور التي كانت و لازالت تشد على رقاب الأمة .
نشأته
ولد السيد المدرسي في سنة ألف و ثلاثمائة و ستة و سبعين للهجرة النبوية، و نشأ في مدينة كربلاء العراقية التي تحتضن مشهد سبط الرسول و ريحانته الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام.. فشم تربتها، و شرب من فراتها، و ترعرع في أحضانها.
و ينحدر سماحته من عائلتين اشتهرتا بالعلم و الفضلية.. فمن حيث الاب؛ والده المرحوم سماحة آية الله السيد محمد كاظم المدرسي الذي كان مِن كبار العلماء في الحوزة العلمية في مدينة مشهد المقدسة و مدينة كربلاء العراقيّة و كان رحمه الله من أبرز تلامذة آية الله العظمى الميرزا مهدي الغروي الإصفهاني رحمة الله عليه، و كان مدرّساً قديراً في المعارف الحقة الإلهية المستنبطة من القرآن العظيم و أحاديث أهل البيت صلوات الله عليهم إستلهاماً من إمام العصر و الزمان الحجة بن الحسن العسكري أرواحنا لتراب مقدمه الفداء. و كان جده الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد محمد باقر المدرسي من مراجع الدين، كما أن أخاه الأكبر سماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي و هو أحد المراجع في وقتنا الحاضر أيضاً. كما له ستة إخوة و هم ما بين مجتهد كبير و مدرّس قدير و خطيب مفوّه.
و من ناحية الأم، فهو ينتمي الى عائلة الإمام الشيرازي؛ العائلة المعروفة بالمرجعية الدينية في العالم الاسلامي. فجده سماحة آية الله العظمى السيد مهدي الشيرازي، و خاله المرحوم سماحة آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي (قدس الله سره) و كذلك آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي.
كما أن خاله الآخر سماحة آية الله السيد حسن الشيرازي هو العالم المجاهد، و الأديب البارع، و الشهيد السعيد الذي وقف في وجه النظام الجاثم في العراق حتى اعتقل و عذّب و أوذي ، وأخيراً اغتاله جلاوزة المجرم صدّام، طاغية العراق، في بيروت.. و كان لسماحة السيد حسن الشيرازي أثراً بالغاً في شخصية السيد هادي المدرسي لملازمته إياه و قربهما من حيث العلاقة و العمل و الأهداف.
فمنذ نعومة أظفارة ترعرلم ونمى عوده في أجواء الحوزة العلمية بمدينة كربلاء المقدسة، حيث ابتدأ دراسة العلمية وعمره آنذاك ثلاثة عشر عاماً، واكمل دروس المراحل المتقدمة في الحوزة والمعروفه اعلى مرحلة دراسة في الحو
الكتب
المراجعات
التدوينات
مرئي
الحائط