لمْ تكن اهتمامات «نهال تجدد» الروائية الإيرانية، تسكن دوماً في المنافي وعلى الحدود الشفيفة للهويات المتداخلة. فبعد روايتها «جواز سفر» التي ناقشت، فكرة العودة من فرنسا إلى بلدها الأم، وما نتج عن تلك العودة من آلام وتناقضات وأسئلة طارئة، نراها في روايتها «الرومي، نار العشق» تضع ذاتها كاملة في دنيا موازية، في العالم الآخر، اللامرئي، حيث لا شيء يهــــم إلا الروح المحلّقة، المرفرفة فوق المعاني، وعلى حــوافها، حيث قباب الصــوفية، والارتحالات مع دورانات راقصي جلسات «السماع» الابتهالية.
الروائية الايرانية «نهال تجدد» التي درست الصينية وحصلت على الدكتوراه لترجمتها وتحقيقها نص عن المانوية، ظلت تحمل رغبتها بالكتابة عن جلال الدين الرومي سنوات طويلة، تخللتها ولادة وموت وانقطاعات حياتية ونفسية، حتى وصّلت «تجدد» أخيرا مولودها، وكانت الجملة التي ساندتها لانهاء عملها والصبر عليه، جملة هائلة الرمزية، شكلت مفتاحاً ملائماً لقراءة النص كاملاً، فانتهت الرواية عندما «تحول الدم إلى حليب» وهو شطر من «المثنوي» آخر ما ألف الرومي، وأنهى به حياته وشعره أيضاً.