أهم الكتب في 2019 .. هل يوجد ما يسمى بأهم الكتب!
أضيف بواسطة: , منذ ٤ أعوام
الوقت المقدر لقراءة التدوينة: 2 د


رغم أن العنوان قد يبدو ملفت للنظر، لكنه بطريقة ما هو عنوان مخادع.

بمنطق الثقافة لا يوجد شيء يسمى "أهم الكتب"، هناك كتاب نتعاطف معه، نحبه، نكرهه، مزعج، خفيف الظل، فكاهي، تعليمي، فلسفي، لكن فكرة أن يوجد في سنة ما، كتاب مهم، فهذا يعود بطبيعة الحال لاهتمام القارئ، فمدمن الأدب لن يرى الكتب العلمية أو التاريخية أو الدينية أو السياسية، كتباً مهمة، وهذه حقيقة.

أضف إلى ذلك أن الاعتماد على الكتب الأكثر مبيعاً وقراءة، لا تأتي ضمن الأهم، بل ضمن الانتشار، ناهيك عن الاختلاف الجغرافي والثقافي العالمي للكتب المباعة. لذا فإن كتابة مادة من قبيل أهم الكتب، هو أقرب للمناقشة وباب الجدل من التدوينة الخبرية والرأي القطعي.

وبالأخص أن المعلومات المستقاة عن الكتب هي بطبيعة الحال ناتجة عن عدد من الاحتفاليات المؤسساتية، كالبوكر الإنكليزية أو العربية، جائزة نوبل، الكونكور، غوته، كتارا، الخ.

لكن دعونا نفكر بصوت عالي قليلاً. عندما نقرأ مواد صحفية الكترونية حول الكتب الأكثر مبيعاً وقراءة، فإنها بشكل تلقائي ليست وليدة ثقافتنا العربية، ثقافة المنطقة، وهي أقرب للروايات العاطفية أو الكتب ذات الفكر العابر، دون تحليل فلسفي أو فكر عميق. هذا موجود بشكل واضح في أي مادة يستطيع القارئ أن بطلع عليها على الغوغل ليقرأها. 

فمثلاً مادة من قبيل 40 كتاباً بحاجة للقراءة في 2020، من موقع ميديوم، هي بشكل أو بآخر لا تعني جزء كبير من متتبعي الثقافة في عالمنا المشرقي، أو الكتب المرشحة للبوكر العربية هي اختيار مؤسساتي قائم على أنماط موجهة للمؤسسة نفسها، فلا يمكن التعاطي معها كحقيقة ثقافية قائمة. ذات الأمر ينطبق على كل اقتراح مؤسسي أو صحفي.

بالطبع، هذا لا يعني عدم الاستفادة من تلك الاقتراحات، لكن أن نفهم قبل قراءة شيء ما، بأن الأمر المكتوب هو فقط وجهات نظر مؤسساتية، وتوجيهية وتجارية بطبيعة الحال. لذا فلا وجود لشيء يمكن القول عنه أهم الكتب، المسألة تتمركز ببساطة وهدوء في التجربة الفردية والقراءة المستمرة.

إن منطق النصيحة هو أسوأ شيء يمكن أن يجابه مجتمعاً يحاول النهوض بالمعرفة والتفكير. 

كان بالإمكان كتابة تدوينة نصائحية حول بعض الكتب من هنا وهناك للحصول على بعض القراءات للمادة ويكون فيها الجميع سعيداً، لكنها بطريقة ما تأتي من منطق فرض رأي ومحاولة إقناع عامة وتجارية للآخرين، وبشكل ثاني تأتي استسهال للقارئ الذي ياخذ المعلومة ويكتفي بها دون بحث عن المعرفة والاستمتاع بها.

موقع رفي لا يملك المعرفة المطلقة ليقول بأنه يعرف ما هي أهم الكتب، فالتعامل مع القارئ من باب الذكاء والمصداقية هو الأهم بالنسبة لنا جميعاً، للبحث المشترك عن المعرفة.

فإن كان أحد يملك من وجهة نظره كتاباً مهماً، فليشاركنا به مع اليوم الأول من عام 2020.

تدوينات أضيفت مؤخراً
بين الكتب والقرّاء