اعترافات قارئة بطيئة!
أضيف بواسطة: , منذ ٦ أعوام
الوقت المقدر لقراءة التدوينة: 3 د



لدي اعتراف، فأنا لست أسرع قارئة في العالم. وبصراحة أكبر، فأنا عادة أقرأ جملة ثم أقلب الصفحات للخلف لأذكر نفسي بلون شعر إحدى الشخصيات، ثم أقرأ جملة جديدة وأسرح بعيداً عبر النافذة بينما أفكر بعلاقة لون الشعر بسمات شخصية صاحبه، وبينما أفعل ذلك يكون غيري من القراء مستمرون في القراءة قدماً حتى نهاية الكتاب. ولكن لا بأس.. أيها القراء البطيئون! فأنا متأكدة أننا نستوعب معلومات أكبر من أولئك القراءة السريعون، حتى وإن استغرق كل كتاب منا جزءاً لا بأس به من العام.. ونحن نستمتع أكثر، فكما يقولون القارئ الجيد هو القارئ الذي يعرف بضعة كتب فقط بشكل جيد جداً..

القارئ البطيء قارئ حقيقي، هو ليس في عجلة من أمره أبداً. لا يقرأ ليثبت لنفسه أو للآخرين أي شيء. القارئ البطيء يقرأ لنفسه، فالقراءة بالنسبة له ليست سباقاً ولا ماراثون، بل هي نزهة بطيئة على طريق مليء بالحفر التي تجبرك على التوقف. وهذا أمر جيد، فالسرعة ليست كل شيء.

يعاني القارئ البطيء من بعض المشكلات التي من الممكن أن ننظر لها أيضاً كإيجابيات!

..

1- عليك تجنب من يفسد عليك القراءة ولا سيما أن الجميع أنهى قراءة الكتاب قبلك!

فإذا كنت عضواً في نادي قراءة أو كنت تقرأ كتاباً شائعاً فأنت في خوف دائم من أن يخبرك أحد كيف سينتهي الكتاب قبل أن تصل إلى نهايته بنفسك!

.

2- لديك قائمة "كتب أنوي قراءتها" تنتظرك ربما لسنوات قادمة!

لا شك أنك ستقرأ كل الكتب في قائمتك. لكنها ستأخذ منك وقتاً طويلاً، ولا سيما إن كنت تستمر في إضافة الكتب إلى هذه القائمة بشكل أسرع بكثير مما تقرأه. ولكن لا تحزن، هذا يعني أنك لن تقف يوماً محتاراً تفكر: حسناً وماذا سأقرأ الآن؟! فأنت أيها القارئ البطيء لديك دائماً شيء بانتظارك!

.

3- تبدأ بكتاب جديد قبل أن تنهي القديم!

رغم أنك ترغب بأن تنهي الكتاب تماماً قبل البدء بغيره، ولكن هكذا يعمل عقلك! فبينما تقرأ صفحة ما، تذكرك بكتاب آخر كنت قرأته سابقاً فتبحث عنه وتبدأ بقراءته معتقداً أنك ستتصفحه فقط .. لا تقلق ستعود للكتاب الأول وستنهي قراءته بلا شك في النهاية!

.

4- مع كل فصل تقرأه تقع في حفرة أرنب جديدة!

القارئ البطيء ليس قارئاً غير مهتم بالكتب، هم فقط مشتتو الانتباه، حيث تجعلهم القراءة يفكرون بالكثير من الأشياء الأخرى، ويشعرون بالرغبة في البحث في هذه الأشياء قبل مواصلة القراءة، إنهم يشبهون أليس التي يدفعها فضولها لمطاردة الأرنب والسقوط معه في حفرته لتجد نفسها في بلاد العجائب.

.

5- يعتقد الآخرون أنك لا تحب القراءة!

السرعة ليست دليلاً على الحب، فأن تمضي ستة أشهر في قراءة كتاب ما لا يعني أنك لم تحبه بل على العكس ربما لم تكن لتواصل القراءة بهذا الإصرار لو لم تكن أحببته! لقد عشت الكتاب لوقت أطول، استوعبته بشكل أعمق وتشربته ببطء.. لقد تذوقت كل صفحة فيه ولم تقم بابتلاعه دفعة واحدة ككقارئ سريع أنهى كتابه في يوم واحد!

.

6- عليك أن تقول لأصدقائك دائماً: "نعم مازلت أقرأ ذلك الكتاب"!

مرة أخبرت صديقة لي بأني سأعيرها الكتاب بمجرد انتهائي من قراءته! لقد كانت أكبر غلطة يرتكبها قارئ بطيء! إذ كان علي كلما قابلتها ولعدة أسابيع أن أخبرها بأني مازلت أقرأ الكتاب!


7- أن تتم مقاطعتك بعد البدء بالقراءة!

ليس سهلاً بالنسبة لقارئ بطيء أن يندمج ويستغرق في القراءة، فمن السهل تشتيتك،أو قد لا تكون في مزاج طيب للقراءة، لذلك فعندما تجد نفسك وأخيراً في لحظة القراءة المناسبة ويأتي من يقاطعك فهذه كارثة!

.

8- التحدث مع صديق سريع القراءة!

لدي صديقة تقرأ رواية متوسطة الطول أو حتى طويلة في ساعتين متواصلتين من القراءة! هل تتذكر أي شيء مما حدث في الرواية؟ أعتقد أن القارئ البطيء يتذكر أكثر بكثير مما يستطيع القارئ السريع، ولكن التحدث إليهم يجعلك تشعر أنك سلحفاة متنكرة في زي كائن بشري!

.

9- دائماً أنت الأخير في صفك في إنهاء القراءة!

حتى هاتفك الذكي أثناء القراءة عبره يعتقد أنك غادرت فيقوم بإطفاء ضوء الشاشة لتأخرك في تحريك الصفحات!

.

10- بعد أن تعيش داخل كتاب لفترة طويلة جداً يصبح من المحزن مغادرته!

عندما تلتصق بكتاب لفترة طويلة، فإنه يصبح بيتك. الشخصيات أصدقاؤك ومكان الأحداث منزلك الذي تتوق للعودة إليه كل يوم، لهذا فعندما تصل النهاية ستحزن لأنك لن تعود إلى ذات المكان مجدداً. أنت قارئ سعيد لأن لديك زمن إضافي لتعيشه ضمن عالمك الخيالي.

.

مترجم عن مقال للكاتبة Charlotte Ahlin

تدوينات أضيفت مؤخراً
بين الكتب والقرّاء