أدلاء الكتب
أضيف بواسطة: , منذ ٨ أعوام
الوقت المقدر لقراءة التدوينة: 3 د


أدلاء الكتب


في اتصال حميم بصديقي وأستاذي السيد حسين بافقيه ؛ بادرَني باستغرابهِ أنْ أكونَ غيّرتُ تخصُّصي لعِلمِ المكتبات من كثرةِ حدِيثي عنها وعن جديد الكتاب والنشر .. ههه ، والحقيقة أنّ الكلامَ عن القراءة والكتاب حديثٌ ذو شجون لا تكفيه الهوامِش ولا المُتون !

ومسيرة أيّ قارئ لا تخلو أطوارُها من الأدِلّاء الذين كانُوا محطات نور وهداية في سلوكهِ نحو الثقافة والمعرفة عموماً ؛ هؤلاء مَنْ تلهجُ ألسنتهم دوماً بفضلِ الكتاب والكُتّابِ عليهم علماً وفهماً ؛ فتجدُهم يُشيرون للمؤلف والمؤلفات بعينها وفاءً للمَعرفة وتوسيعاً لدوائر الانتفاع .

كل من تابع الشيخ محمد العوضي في بداية انطلاقته للإعلام الفضائي عبر برنامجه الرمضاني على قناة الراي الكويتية قبل سنين طوال ؛ رأى بعينيه علاقة الشيخ بالكتاب الذي كان يحضرُه في حلقاتِه على طاولةِ الإلقاء مُشيراً ومُستشهداً وقارئاً لبعض نصوصه ؛ فكانت أعظم دلالات الكتب ودعاياتِها الحَصِيفة التي ساهمتْ في نشرها بين الناس ، وشكّلتْ ثقافة أجيالٍ من المتابعين لتلك البرامج الهادفة .

وعلى المستوى الشخصي هناك من الأصدقاء الذين عايشتُهم وزاملتُهم وكانوا أسباباً ودلالاتِ معرفة لبعض الكتب في رحلتي مع القراءة ؛ فمن أصدقاء الدراسة الجامعية كان أ.محمد صالح الغامدي أحد الذين قرأتُ بسببهم كل كتب دايل كرنيجن ابتداءً من “دع القلق وابدأ الحياة” ، وكتب الأديبة انتصار العقيل بدايةً من كتابها “فيروس الحب” حتى آخرها رواية “سيمازا” ، وكان لمديري المميز أ.ناصر اليحيوي دورٌ كبير في قراءة كتاب “حياة في الإدارة” للقصيبي قبل عقدٍ من الزمان بالإضافة إلى كتب أنيس منصور ، ناهيكَ عن بعض حسابات التواصل الاجتماعي الحالية التي تزخر بالقراءات الواعية للكتب من قبل قرّاءٍ ومثقفين مِنْ ألمعهم الناقد السيد حسين بافقيه الذي يطرح الكتاب ويُتحفه بلُمَعِهِ الثاقبة !

وإذا نظرنا في فلسفة الدعاية والإعلان فهناك ما يسمّى بالرسائل الخفيّة بين السطور ؛ والتي يغلبُ عليها الترويج للأفكار التجارية بحِرَفيّة تسويقية وأداءٍ يجلبُ المزيدَ من المال والانتشار ، وغالباً ما يُستثمرُ فيها ظهورُ الرُّموز في شخوصها المتعدّدة من أهل الرياضة والفن ؛ إذ يكفي أن يظهروا مُمسِكين – مثلاً – بكتابٍ معيّن على هامش الإعلان ترْويجاً ثميناً لذلك الكتاب !

ومؤخراً أعجبني كثيراً التسويق الثقافي لمسابقة الشيخ محمد بن راشد “تحدي القراءة العربي” التي استخدم فيه الرياضيون مثل اللاعب سامي الجابر في بيان علاقتهم بالقراءة ونماذج الكتب التي قرؤوها وأثّرتْ في حياتهم ؛ وهي دلالة رفيعة المستوى ومشكورة بقوة تُحسب لأولئك الرموز مهما اختلفنا حولهم .


آخر خَطْرَة :

تأخذُ الكتبُ مساحاتِها في ذاكرتِنا معرفةً تتراكم مُشكّلةً ثقافةً وسلوكاً يرسمُ مسارَنا في خُطَى الحضارة ؛ ليكون حقاً “الكتابُ ذاكرةٌ لا تشيخ” شعاراً مميّزاً لمعرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام .

تدوينات أضيفت مؤخراً
بين الكتب والقرّاء