بائع الكتب في كابول
أضيف بواسطة: , منذ ٨ أعوام
الوقت المقدر لقراءة التدوينة: 2 د



بعد قصف كابول بالقنابل عام 2004، روى شاه محمد، وهو أمين مكتبة بالإضافة إلى بائع كتب عاش في ظل أنظمة متعصبة مختلفة، تجربته إلى أحد الصحفيين. لقد فتح متجره قبل ثلاثين عاماً وتمكن بطريقة وبأخرى أن يراوغ جلاديه. إلهامه بالمقاومة من أجل كتبه، كما يروي، جاء من قصيدة للفردوسي، الشاعر الفارسي الشهير في القرن التاسع، في "كتاب الملوك": "حين تواجه خطراً عظيماً، تصرّف مرة مثل الذئب وأخرى مثل الحمل". غلّف شاه محمد، صاغراً، كتبه باللون الأحمر في فترة النظام العقائدي الشيوعي. وغطى بقطع من الورق صور الأشياء الحية في مطبوعاته أثناء حكم محطمي التماثيل، طالبان. ((لكن الشيوعيين أحرقوا كتبي، كما أحرقوها طالبان)). في النهاية، وبعد الغارة الأخيرة على محله، حين كانت الشرطة تكدس كتبه للحرق، تخلى شاه محمد عن خنوعه وذهب ليقابل وزير الثقافة، ((لقد دمرت كتبي))، قال للوزير، ((وربما ستدمر حياتي أيضاً، لكن هناك شيئاً لا يمكنك تدميره أبداً)). سأله الوزير: ما هو؟ ((تاريخ أفغانستان))، أجاب شاه محمد. بمعجزة، لم يتعرض شاه محمد للأذى.


الصحفية النرويجية آسني سييرستاد عاشت مع بائع الكتب الأفغاني شاه محمد ريس وعائلته لمدة ثلاثة أشهر وذلك بعد أحداث سبتمبر، وقد تجولت في شوارع كابول لابسة البرقع الأفغاني، وفي 2002 نشرت كتابها "بائع الكتب في كابول" الذي تصور فيه الحياة اليومية في أفغانستان ليتحول لأكثر الكتب مبيعاً.



لم يكن محمد ريس راضياً عما جاء في الكتاب حول شخصيته وأسرته وبلده. وفي 2010 وجه للصحفية تهمة بالتشهير لكن الحكم جاء لصالحها. سعى محمد ريس للحصول على لجوء سياسي لعائلته التي لم تعد بمأمن في أفغانستان بعد ترجمة الكتاب للفارسية كما نشر نسخته الخاصة من الكتاب،  إذ أعاد كتابة قصته "كان في قديم الزمان بائع كتب في كابول".. وقد ترجمت للنرويجية والبرتغالية والبرازيلية.

..

المصادر:

كتاب "المكتبة في الليل" لألبرتو مانغويل

الموسوعة الحرة ويكيبيديا

تدوينات أضيفت مؤخراً
بين الكتب والقرّاء