أسوأ المهن في التاريخ!
أضيف بواسطة: , منذ ٨ أعوام
الوقت المقدر لقراءة التدوينة: 5 د



ليس هناك من طريقة موضوعية يمكن لنا من خلالها قياس بؤس الإنسان.. وقد يبدو يوم عيد العمال يوماً مناسباً لنحتفل بأكثر المهن بؤساً في التاريخ..


أسوأ المهن الرومانية:


1- منظف المداخن: رغم أننا لا نستطيع أن نطلق كلمة "مهنة" على الأعمال التي كان على العبيد القيام بها إلا أن أحد تلك المهام كان تنظيف نظام التدفئة الذي أنشأه الرومان تحت الأرض، فكان يحتاج على الدوام إلى غلام يجوب جميع الممرات تحت الأرض ويمسحها لإزالة السواد الناتج عن عملية الاحتراق لتنظيف جميع الأنابيب. وهو نسخة مبكرة لمنظف المداخن الفيكتوري.


2- جامع القيء: في الولائم الرومانية التي كان يقيمها السادة كان المدعوين يتناولون القوارض المغطسة في العسل والمزينة بحبوب الخشخاش بعد أن يقوم أحد العبيد بانتزاع أحشائها وحشوها، فكانوا يتقيئون للتخلص منها، وإفساح المجال أمام المزيد من الطعام! و"جامع القي" يزحف بين الطاولات ليجمع قيء المخمورين!


3- عامل مناجم الذهب: كان هناك في بريطانيا الرومانية أسوأ عمل مناجم يمكن تصوره، يتم من خلاله البحث عن الذهب، فقط كان يتطلب الحفر لأعماق كبيرة وكان الدخول تحت الأرض عملاً شديد الخطورة. وتقدر كمية الصخور التي أزالها الرومانيون خلال الثلاثمئة عام التي كان خلالها منجم دولاكوثي في ويلز فاعلاً، بنصف مليون طن، تمت إزالتها جميعاً يدوياً مستخدمين أكثر الأدوات بدائية كالمعاول اليدوية والسلال والحمالات الخشبية. قد لا يرون خلالها ضوء النهار لأشهر، يعملون في الظلام وقد يتعرضون للسقوط ويدفنون أحياء.. ليزين الذهب مجالس السادة وتيجانهم.


أسوأ المهن في العصور المظلمة:


بعد انهيار الامبراطورية الرومانية أمام هجمات قبائل القوط وقد ظهرت في عهدهم أسوأ المهن:

4- فلاح العصور المظلمة: كان يحمل عبء الاقتصاد الانجليزي على كتفيه، وعلى الرغم من كونه فلاحاً حراً إلا أنه كان عليه هو وزوجته وأطفاله واثنان من عبيده أن يقوموا بكل الأعمال، فقد كان الفلاح حطاباً ومزارعاً وطحاناً وبناء، وزوجته طحانة وحائكة وخياطة وطباخة، وكان يتوقع منها الإنجاب دون مخدر طول سنوات خصوبتها، وأن تزرع وتقطع اللحم وتحصد وتغربل وتجر وتكدح، أما الأبناء الذين لن يتلقوا أي تعليم فكانوا رعاة بقر وخنازير وأغنام ونقالين وحمالين معاونين في كل عمل. وكان على الفلاح وحده تأمين طعام ومأوى لفرقة الاسناد التي تعمل معه دون الاعتراف بها أو دفع أجور لهم..


5- الحرّات: إن لم تحرث في العصور المظلمة، فلن تتمكن من العيش. إن محصولاً غير وفير بسبب عدم حرث الحقل بشكل كاف قد يعني المجاعة. كان الجوع حقيقة يومية ملازمة لطبيعة الحياة هناك. كانت ظروف الحاة قاسية جداً إلى حد أن قانوناً أنجلو- سكسونياً قد سمح للأب ببيع ابنه ليغدو عبداً..


6- ساكّ العملة: أدخل السكسونيين العملة الرئيسية القرش عام 765. أحد المهن التي يتعامل فيها العامل مع المال دون أن يناله شيء منه، حيث لم يتلق هؤلاء العمال أجراً ثابتاً، وإنما كانوا في العادة عبيداً، تلقى على عاتقهم مهمة محبطة، تتمثل في قضاء يومهم وهم يسكون العملة، بينما لا يتلقون قرشاً واحداً كأجر. وإذا ما حاول أي ساك نقود السرقة فتقطع يده وتعلق في دار سك النقود لتبقى تذكاراً ووصمة على ذلك الشخص.


أسوأ مهن القرون الوسطى


كانت المعارك من أبرز المعالم السياسية للعصور الوسطى كمعركة هاستنغز والحملات الصليبية والمواجهة بين الانجليز والاسكتلنديين وضد الفرنسيين.. وغالباً ما كانت صورة الفارس اللطيف التي يتم الترويج من خلالها لقيم الفروسية المثلى ويتم توظيفها في الأدب كقصص فرسان الطاولة المستديرة، بعيدة كل البعد عن حقيقة شؤون حروب القرون الوسطى..


7- حامل الدروع: أقل ما توصف به حياة الغلمان الذين كانوا يقومون على خدمة الفرسان المقعقعون في دروعهم، بالقذارة، لتعاملهم المباشر والدائم مع أسوأ القاذورات (الغائط)، فقد يظن بعضنا من متابعي الأفلام والتلفزيون أن المعركة لا تستمر أكثر من بضع دقائق، ولكنها في الحقيقة تستمر لساعات ولم يكن هناك وقت لقضاء الحاجة فالبزة المدرعة لم يكن بها أزرار سهلة الفك أو بناطيل سهلة الإرخاء فإذا ما أراد الفارس أن يقضي حاجته فعليه التعايش مع هذا الأمر حتى ينتهي القتال. بهذا ينتهي الحال بالفارس في نهاية يوم من القتال إلى وضع مزر، فهو من الخارج ملطخ بالطين ودماء الخيل والرجال، ونحن في غنى عن وصفه من الداخل.. وأسوأ عمل يمكن أن يقوم به أي إنسان هو مقابلة سيده فور عودته من المعركة والتعامل مع القذارة المتركمة على بزته أو داخلها.


8- القصّار: كانت الخطوة التالية لجز صوف الأغنام، تمشيطها، ثم لفها لتصبح خيوطاً للغزل يتم نسجها. ولتسهيل عملية الحياكة، يترك الدهن الطبيعي في الصوف. غير أن القماش الناتج بدا خشناً، ومتشابكاً إلى حد بعيد، وكانت مهمة القصار أن يدوس الصوف، ليزيل منه الدهن والشوائب الأخرى. ومن شروط السائل الذي ينقع فيه الصوف المحبوك بشكل غير متماسك، أن يكون قلوياً ليسهم في تفكك الدهن. وكان أرخص محلول قلوي متوافر حينها هو البول القديم. وكان على القصار أن يحصل على غالونات من هذه المادة التي يقوم بجمعها عادة من المزارع والبيوت الخاصة، حتى إن أحد القصارين قام بإنشاء سلسلة من الحمامات العامة يقوم عادة بسلبها خيراتها!


أسوأ المهن في العهد التيودوري


9- الجلاد: يمكن وصف العصر التيودوري والقضبة الحديدية في الحكم برمزين اثنين: برج لندن وحامل الفأس المقنع، المنذر بموت قريب. وضمت قائمة من ضربت أعناقهم بعضاً من أشهر الأسماء في تلك الفترة كتوماس مور وآن بولين وماري ملكة الاسكتلنديين. ما يجعل هذه الوظيفة واحدة من أسوأ المهن هو الفظاعة الملازمة لطبيعتها ومن يضطلع بها والمكانة المنبوذة لشاغلها بين أفراد المجتزمع ناهيك عن المنظر البشع والشعور بالدمار النفسي لإنهاء حياة إنسان. وبالطبع فإن عمليات قطع الرأس حق خالص للنبلاء أما بقية الإعدامات فهي حالات الحرق والشنق والملع، أي جذب الأطراف إلى جهات متباعدة والتقطيع، وهي مخصصة للخونة والمتمردين. كان الجلادون في معظم الأحيان مجرمين صدر بحقهم حكم جرمي، وكان عليهم حتى ينقذوا أنفسهم من الإعدام أن يقوموا بهذا العمل. ولهذا، ليس مستغرباً أن كثيراً من الجلادين قد أنهوا حيواتهم بأنفسهم.


أسوأ المهن على الإطلاق والتي تجمع كل مساوئ المهن الأخرى


10- دابغ الجلود (الدباغ):  لطالما كانت دباغة الجلود وظيفة يحاول الجميع تجنبها، فقد أشار المؤلف الإيطالي الطبي الرائد رامتزيني إلى وضع الدباغين غير الصحي في أواخر القرن السابع عشر. وينطبق هذا الكلام على الدباغين الذين ينقعون جلود الحيوانات في حفر مليئة بالجير والعفص ويدوسونها بأرجلهم، ومن ثم يغسلونها، وينظفونها، ويلطخونها بالشحم الحيواني. وهم مصابون بالاكتئاب بسبب الرائحة النتنة الدائمة والأنفاس القذرة ويستطيع كل من يراهم أن يشاهد بشرتهم الشديدة الشحوب، وأجسادهم المنتفخة ونظراتهم المخيفة وأنفاسهم المكبوتة، وكان جميعهم عابسين. يتفشى بينهم مرض الاستسقاء فهم يقضون كل وقتهم في مكان رطب وفي جو أفسدته الانبعاثات الفظيعة الصادرة عن الجلود المتعفنة.

..

لم تكن تلك بالطبع أسوأ المهن على الإطلاق وإنما مجرد فكرة عنها، لا يقتصر البؤس الإنساني على عشر مهن، فما زال هناك البنّاء والطبيب الشعبي وحارق الجير والفحام ودافن الموتى والباحث عن موتى الطاعون وملتقط بيض القمل وقاتل الكلاب والقطط وصانع أوتار الكمان من أحشاء الماشية، ونابش القبور وحفار السكك الحديدية وصائد الجرذان وصانع الكبريت ومنقب شبكة الصرف الصحي والكثير من المهن التي تم عرضها وفقاً لظهورها التاريخي في كتاب "أسوأ المهن في التاريخ"

تدوينات أضيفت مؤخراً
بين الكتب والقرّاء