القواعد العشر في فنّ القراءة والاستمتاع بها
أضيف بواسطة: , منذ ٨ أعوام
الوقت المقدر لقراءة التدوينة: 2 د


ربّما تعد القراءة أهم عادة وهواية تجمع لصاحبها بين المتعة (الترفيه) والفائدة. والقراءة تعطيك حياة غيرك وتضيف إليك عصارة تجاربه وتتجوّل بك في محطّات حياته تتأمّلها وتستفيد منها. والقراءة لا تأتي بشراء الكتب والتباهي بجمعها وتزيين جدران غرف المنزل بالمجلدات النفيسة. وأشرف قراءة هي قراءة كتاب الله فصحبته تعبّد وضمان لاستقرار الروح وحياة القلب واستقامة اللسان. وفي عصر غلبت فيه وسائل الترفيه على وسائط المعرفة نتذاكر أهميّة القراءة العامة كمصدر أساس لبناء المعرفة وتشكيل الوعي. وإليك – عزيزي القارئ -بعض ثمار التجارب في أصول فنّ القراءة وكيفيّة الاستمتاع بها:


أولا: لا تهمل قراءة الكتب التي أسّست الطريق للمعارف الإنسانيّة ومعها بعض المصنّفات التي غيّرت مفاهيم كثيرة في حياة المجتمعات وستجد قوائم كثيرة تحاول أن تجمع لك أهم هذه في حياة البشريّة. ولا تنس وأنت في طريق القراءة تعميق معرفتك بأصول ثقافتك وحضارتك حتى لا يصيبك انبهار القراءة المنحازة لثقافة غربيّة أو شرقيّة بعدوى التنكّر لإسهامات الثقافة العربيّة والإسلاميّة في الحضارة الإنسانيّة.


ثانياً: اجعل لكل موسم قرائي (كل ثلاثة أشهر على سبيل المثال) صنفاً مخصّصاً من الكتب في مجال معيّن من مجالات المعرفة الإنسانيّة. ولا يمنع أن يتخلّل ذلك قراءات أخرى ذلك أن القراءة المتنوّعة تطرد الملل.


ثالثاً: ثبّت عاداتك القرائيّة كأن تخصّص وقتاً من اليوم والأسبوع للقراءة. ومن ذلك أيضاً أن تنتقي كتباً للسفر والرحلات وأخرى للحوار حول أفكارها مع العائلة والأصدقاء وهكذا.


رابعاً: إذا شعرت بالملل في لحظة ما لا تواصل القراءة في الكتب التي تحتاج إلى طول نظر وتأمل. ويمكنك أن تنتقل للكتب التي تجمع بين الأسلوب السهل والمتعة مثل كتب الرحلات والسير الذاتيّة والروايات.


خامساً: استرد وقت القراءة من خاطفيه وبالأخص ما خطفته الشاشات الإلكترونيّة. لا بد من إدراك حقيقة أن اليوم الذي تمضي أغلب وقت فراغك فيه أمام الشاشات سيقضي على حصة هواية أكثر إيجابيّة أو واجب ملح وأنت الحكم.


سادساً: اجعل الكتاب رفيقاً حاضراً دائماً في حقيبتك وعلى مكتبك وفي سيارتك وإلى جوار سريريك. وتأكد أن هذا الحضور لرفيقك سيمتعك في صالة سفر، أو في ليلة شرود نوم، وسيسليك بعد سطوة إحباط قد تغشاك جراء خذلان صديق أو قريب.


سابعاً: اجعل أماكن بيع وتداول الكتب في خططك الدائمة في حلك وترحالك. واستفد من القوائم التي تنشر ومراجعات الكتب حتى توفر الوقت والجهد.


ثامناً: طوّر مهارات الاستمتاع بالقراءة لديك. وهذا يشمل الحكم على الكتاب بقراءة فهرس المحتويات، وكيفيّة ووقت القراءة. ومن ذلك تمييز بعض الكتب التي قد تحتاج معها إلى تجريب مهارات القراءة الاستطلاعيّة (الاستكشافيّة). وهناك كتب تتطلب قدراً من التمكن في القراءة التحليليّة خاصة تلك التي تدخل في باب التخصص أو الاهتمام الأول وهكذا.


تاسعاً: أعد تشكيل دائرة الأصدقاء ليكون من بينهم بعض محبي القراءة والمستمتعين بها، وشجّع واستزرع في عائلتك وداخل منزلك من يقدّر الكتب ويهتم بها.


عاشراً: حاول أن تتعوّد على تلخيص أبرز أفكار الكتاب الذي تقرأه في صفحة داخليّة ما يسهّل عليك العودة يوما لفكرة كنت تبحث عن مصدرها.


مسارات


قال ومضى: ما وجدت في حياتي رفيقاً لا يملّني وصديقاً لا أملّه سوى الكتاب.

.

المصدر

د. فايز بن عبدالله الشهري

تدوينات أضيفت مؤخراً
بين الكتب والقرّاء