لماذا نقرأ الروايات؟!
أضيف بواسطة: , منذ ٨ أعوام
الوقت المقدر لقراءة التدوينة: 3 د



رغم اعتقادنا أن قراءة الأدب جيدة لأي سبب كانت، إلا أن هناك أسباب محددة وواضحة تفسر سبب قراءتنا للأدب:

1- قراءة الروايات توفر لك الوقت!

رغم أن البعض يعتبر قراءة الروايات مضيعة للوقت، لكن الأدب في الواقع يمنحك أكثر من حياة، فتمر بتجارب متعددة وأحداث قد لا يكفي عمرك كله لتختبرها في الواقع. تدخلك القراءة عوالم جديدة، تأخذك إلى الجبال أو الغابات أو البحار دون أن تغادر مقعدك. جرب أن تقرأ رواية الشيخ والبحر لإرنست همنغواي أو موبي ديك لهرمان ملفيل أو الشراع والعاصفة لحنا مينة وستشعر أنك وسط البحر فعلاً.

2- قراءة الروايات تجعلك إنساناً ألطف.

الأدب يمنحك فرصة لكي ترى الأمور من وجهة نظر شخص آخر، وهذه أفضل طريقة لتنمي شعورك الإنساني تجاه الآخرين. القصص هي طريقة للتواصل بين البشر. فعندما يجتمع اثنان ليتسامرا فإنهم لا يتبادلان المعلومات وإنما القصص..

3- قراءة الأدب علاج للوحدة.

من خلال قراءة الروايات يساعدنا الأدباء على التفكير بأنفسنا. بمن نحن، بماذا نشعر وكيف نفكر. الأدب يفتح أعيننا على حقيقية أن كل إنسان هو غريب ومختلف وعالم ممتع بحد ذاته. من الممتع ألا نتمكن من توقع مجريات الأحداث وكيف ستتصرف الشخصيات بشكل لم نكن نتوقعه وإلا لكانت مملة.

4- قراءة الأدب تساعدنا على تقبل الفشل.

كل إنسان يخاف من الفشل، لكنك عندما تقرأ قصص يتعرض فيها الآخرون لهبوط وصعود مستمر في مسيرة حياتهم تشعر حينها أنه لا بأس إن تعرضت أحياناً للفشل، وأنه جزء من الحياة ذاتها.

5- الروايات تقدم لك معلومات مفيدة وهامة:

يمكنك أن تتعلم من الروايات أشياء توازي بأهميتها ما تتعلمه من الكتب الواقعية أو حتى الكتب المدرسية. فمعظم المؤلفين الجيدين يقومون بأبحاث طويلة وعمل شاق ليخلقوا من قصصهم عالماً حقيقياً ودقيقاً وممتعاً بنفس الوقت. حتى عندما تفكر بهذه الشخصيات كيف تتصرف وكيف يمكن لك أنت أن تتصرف في موقف مشابه فأنت تتعلم أيضاً، كل كتاب تقرأه يغيرك حتى ولو بشكل طفيف جداً، مع كل كتاب تصبح شخصاً مختلفاً سواء أدركت ذلك أم لا. أنت تتعلم وتجمع معلومات وتطور شخصيتك وتزيد مفرداتك وذكائك. أنت تدرس السلوك البشري، وهذا هام جداً لأنك جزء من العالم.

6- أخيراً والنقطة الأهم، يكفي أن نقرأ الأدب من أجل المتعة الجمالية. أي قطعة أدبية، سواء قصة أم رواية أم قصيدة أم مسرحية، هي قطعة فنية تمنحنا الشعور بالرضى والسعادة والمتعة عند قراءتها.

إن لم تكن متأكداً بعد من قدرة الروايات على جعل عالمك أجمل وأغنى، فليست المشكلة في الروايات، ولا المشكلة عندك بالتأكيد، المشكلة هي أنك لم تجد بعد الرواية التي تخاطبك، الرواية التي تحرك الساكن فيك، التي تشعر أنها كتابك المفضل فعلاً، لذلك استمر بالبحث والقراءة ولا شك أنك ستجدها.

كثيرون يعيشون بدون قراءة صحيح، وهم سعداء أيضاً، ولن يعرفوا أبداً أن هناك شيئاً ينقصهم حتى يجدوا أول كتاب يخاطبهم بعمق وبعدها لن يتوقفوا عن القراءة أبداً. الذي يقول ما فائدة الروايات هو كمن يقول ما فائدة الرسم أو الموسيقا أو النحت أو التصوير. إنها علاج نفسي، واعتراف، وتسيلة ومعرفة..

لهذا افتح كتاباً وانس نفسك في عالمه، فيمكن له أن يساعدك أكثر مما تتصور.

..

ترجمة وإعداد فريق رفي

تدوينات أضيفت مؤخراً
بين الكتب والقرّاء