بطلة العالم في القراءة السريعة!
أضيف بواسطة: , منذ ٨ أعوام
الوقت المقدر لقراءة التدوينة: 3 د

ذات صباح يوم أحد كالآلاف من الناس الذين يستمتعون بعطلة نهاية الأسبوع في قراءة كتاب، جلست لأقرأ نسختي من رواية هاربر لي "Go Set a Watchman"، بدأت عند الساعة 10 و 55 دقيقة صباحاً بقراءة متواصلة دون انقطاع حتى أنهيت السطر الأخير منها، نظرت إلى ساعتي وكانت 12 و 58 دقيقة صباحاً!  

أعتقد أن قراءة 278 صفحة في ساعتين وثلاث دقائق سرعة جيدة. لكني سمعت أن هناك معلمة متقاعدة قرأت الرواية كلها في 25 دقيقة و31 ثانية أثناء جلوسها في متجر كتب!



آن جونز، بطلة القراءة السريعة!

آن البالغة من العمر 63 عاماً حاصلة ست مرات على بطولة العالم في القراءة السريعة. قرأت آن رواية دان براون الجحيم (624 صفحة) في 41 دقيقة و48 ثانية. ورواية هاري بوتر (607 صفحات) في 47 دقيقة وثانية واحدة.

كنت حتى هذه اللحظة أعتبر نفسي قارئة سريعة، فقد قرأت كل روايات هاري بوتر منذ لحظة إصدارها، وقرأت ملحمة تولستوي "الحرب والسلم" في عشرة أيام بمعدل 150 صفحة يومياً. أي أني في أسبوع واحد أقرأ بين خمس إلى عشر كتب.

كنت دودة كتب منذ طفولتي أستعير من المكتبة ثمان كتب أسبوعياً وهو الحد الأقصى المسموح به. فكوني اليوم قارئة سريعة هذا يرجع لسنوات من التدريب. ولكن بالمقارنة مع آن فيبدو أني كسولة جداً

بدأت قصة آن مع القراءة السريعة كمصادفة، فعندما كانت معلمة أخذت طلابها مرة إلى أولمبياد العقل الرياضي في قاعة المهرجان الملكية في لندن للمنافسة في الشطرنج وغيرها من الألعاب. فسألها أحد الأطفال لم لا تدخلين في أحد المسابقات؟ وكان هناك مسابقة للقراءة السريعة فسجلت آن اسمها ولدهشتها فقد ربحت! تقول آن: "في اللحظة التي فزت فيها لأول مرة أردت أن أفوز مجدداً!|. وعندما عادت للمنزل بدأت تتدرب بشكل جدي على القراءة السريعة.

تختلف القراءة السريعة تماماً عن القراءة التصفحية التي تقرأ فيها النص بسرعة باحثاً عن كلمات مفتاحية ومواضيع محددة تحتاجها لكتابة مقال جامعي مثلاً فتسقط كل ما ليس له علاقة بموضوع بحثك. أما القراءة السريعة فهي ليست مجرد معدل السرعة التي تستطيع أن تمر بها على النص ولكنها أيضاً كم المعلومات التي تستطيع إستعادتها مما قرأته. القراءة السريعة تتطلب تركيزاً مكثفاً جداً وليس مجرد نظرة شاملة. ففي مسابقات القراءة السريعة يُطرح على المتسابقين 30 سؤال عليهم الإجابة عنها بعد القراءة.

تقول آن: "إن كنت تقرأ كتاب وعقلك يفكر بماذا ستأكل على الغداء فأنت لا تركز فيما تقرأه، في القراءة السريعة عليك أن تكون بكامل تركيزك".

تساعدك التطبيقات الحديثة على التدرب أكثر على القراءة السريعة، هناك حتى بعض التمارين التي يوفرها مخزن iTunes مجاناً حيث يظهر لك مقطع تقرأه ومجموعة أسئلة لتجيب عليها ثم تحصل على نتيجتك. كانت نتيجتي 508 كلمات في الدقيقة وهو أفضل من المعدل المتوسط الذي يبلغ حوالي 200 كلمة بالدقيقة، لكن ليس بالمقارنة مع معدل آن التي تتراوح سرعتها بين 800 إلى 1500 كلمة بالدقيقة!

أنا متأكدة أنني لو واصلت التدريب والمحاولة سأقترب من مهارة آن.. ولكن.. القراءة بالنسبة لي كما هي بالنسبة للكثيرين تعتبر ملاذاً نلجأ إليه عندما نريد أن ننسى العالم بما فيه من العمل وجدول المواعيد وكافة الالتزامات. لهذا فأنا لا أريد أبداً أن أحول القراءة أيضاً إلى مجرد سباق آخر، لا أريد للقراءة أن تصبح كأي واجب أشعر دائماً بالنقص تجاهه وأن علي أن أبذل المزيد من الجهد فيه.. لكم كنت سعيدة حين اكتشفت أنه حتى بطلة القراءة السريعة تقرأ ببطء عندما تودّ أن تخلد للنوم، إذ تقول: "عندما تستغرق كلياً في قراءة كتاب ما يبدو لك أن الوقت قد توقف عن الجريان.. إنه لشيء غريب ورائع"!

..

من مقال لـ لورا فريمان، صحفية وناقدة ومحررة في الدايلي ميل


لورا فريمان

..

ترجمة وإعداد فريق رفي

تدوينات أضيفت مؤخراً
بين الكتب والقرّاء