الذين أبصروا الدنيا من قلوبهم: أدباء أصيبوا بالعمى..
أضيف بواسطة: , منذ ٩ أعوام
الوقت المقدر لقراءة التدوينة: 4 د

طه حسين

عميد الأدب العربي أصيب بالعمى في الرابعة من عمره نتيجة إصابة عينيه بالرمد، أدخله أبوه كتّاب القرية فحفظ القرآن كاملاً في مدة قصيرة ثم انتقل إلى الأزهر لدراسة العلوم الدينية واللغة العربية ثم كان من أوائل المنتسبين إلى الجامعة المصرية ومنها إلى جامعة السوربون في باريس. وهناك تعرف على زوجته سوزان التي قامت بدور القارئ له وأمدته بالكثير من الكتب المكتوبة بطريقة بريل.

أبو العلاء المعري

شاعر عباسي لقب برهين المحبسين أي محبس العمى ومحبس البيت لأنه أصيب بالعمى في الرابعة من عمره نتيجة مرض الجدري فاعتزل الناس حتى وفاته. كان قوي الحافظة فلا يقرأ عليه كتاب إلا حفظه. بدأ بقول الشعر في الحادية عشر من عمره، واستطاع بنفاذ بصيرته أن يجعل من هذا العمى نعمة ومن اعتزال الناس فلسفة:

قالوا العمى منظر قبيح

قلت بفقدانكم يهون

والله ما في الوجود شيء

تأسى على فقده العيون

 

بشار بن برد

شاعر مخضرم عاصر الدولتين الأموية والعباسية، قتله الخليفة العباسي المهدي بتهمة الزندقة. كان من أجود الشعراء وهو يروي عن نفسه أنه أنشد أكثر من اثني عشر ألف قصيدة. يقول عنه الجاحظ:"وليس في الأرض مولد قروي يعد شعره في المحدث إلا وبشار أشعر منه." ولد بشار بن برد أعمى لكنه رغم ذلك عرف عنه الكبرياء والفخر والمباهاة بنفسه إذ يقول عن عماه:

اذا ولد المولود اعمى وجدته

وجدك اهدى من بصير وأحولا

عميت جنيناً والذكاء من العمى

فجئت عجيب الظن للعلم موئلا

وغاض ضياء العين للعلم رافد

بقلب اذا ما ضيع الناس حصلا

هوميروس

شاعر ملحمي إغريقي يقال أنه مؤلف الملحمتين "الإلياذة" و"الأوديسة". ويعتقد أنه أشار إلى نفسه في الأوديسة عندما وصف شاعراً أعمى في بلاط ملكي يروي قصصاً عن طروادة للملك أوديسيوس الذي تحطمت سفينته.

 

جون ملتون

شاعر إنجليزي من القرن السابع عشر يضعه النقاد جنباً إلى جنب مع وليم شكسبير. وصف بأنه الشاعر الأعمى الذي وصف الفردوس، حيث يعرف بقصيدته "الفردوس المفقود". أصيب بالعمى في الرابعة والأربعين من عمره وكتب حول ذلك سونيتة من 14 بيت شعري، عاش في الظلمة لعشرين عاماً قبل أن يتوفى في السبعين من عمره.

 

هيلين كيلر

بعد ولادتها بعشرين شهراً أصيبت بالتهاب السحايا وحمى قرمزية مما أفقدها السمع والبصر. حصلت على شهادة في اللغة الانجليزية. ثم أحضر لها معلمة أصبحت مرافقتها وصديقتها ومساعدتها على مدار 49 سنة من عمريهما. من عباراتها الشهيرة:"عندما يُغلق باب السعادة، يُفتح آخر، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلا إلى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا". نشرت هيلين كيلر ثمانية عشر كتاباً وترجمت كتبها إلى خمسين لغة.

بورخيس

شاعر وناقد وكاتب أرجنتيني. عرف بثقافته الواسعة وبحبه للكتب والمكتبات. بدأ فقدان بصره تدريجياً حتى أصيب بالعمى تماماً عام 1955 حيث بلغ من العمر 54 عاماً، عين حينها رئيساً للمكتبة العامة مما جعله يعتبر ذلك منحة إلهية مضاعفة إذ يقول في أبيات من الشعر:

ما من أحدٍ يجب أن يقرأ الشفقة أو اللوم

في هذا البيان لجلالة

الله، هو الذي بمفارقته الساحرة

وهبني الكتب والعمى في لمسة واحدة

كانت علاقة بورخيس بوالدته قوية وبعد فقدانه بصره أصبحت بمثابة المساعد الشخصي له وقد عاش معها حتى بلغت الـ 99 من عمرها، فهي من تقرأ له الكتب التي لم يكن ليستطيع العيش بدونها..

ألدوس هكسلي

كاتب إنجليزي اشتهر بروايته "عالم جديد رائع" عاش معظم حياته في أمريكا وله تأثير واضح على جورج أورويل. رشح لجائزة نوبل لسبع سنوات. مر هكسلي بتجربة العمى عندما كان في السابعة عشرة من عمره حيث أصيب بمرض خلفه أعمى لمدة سنتين أو ثلاث فقط، أصبح بعدها يرى بعين واحدة ولهذا السبب لم يسمح له بالتطوع في الحرب العالمية الأولى مما دفعه للذهاب إلى جامعة أوكسفورد حيث قرأ الأدب الإنجليزي وتابع دراسته. فكان ضعف بصره نعمة ومنحة إلهية..

 

نيكولاي أوستروفسكي

كاتب واقعية اشتراكية من أوكرانيا، نشر أعماله خلال حكم ستالين. اشتهر بروايته "كيف سقينا الفولاذ". التي ترجمت إلى 52 لغة حول العالم. كتب روايته هذه بعد أن فقد بصره تماماً في الخامسة والعشرين من عمره حيث بدأ بكتابة المقالات للصحف والمجلات وأصبح متحدثاً في الإذاعة. توفي باكراً في السادسة والثلاثين من عمره وقد أنهكه العمى والشلل والمرض.

 

أرنستو ساباتو

من أهم كتاب أمريكا اللاتينية. نصحه الأطباء بالابتعاد عن القراءة والكتابة فتحول من العمل الروائي الذي تميز فيه إلى الفن التشكيلي وبهذا لم يفعل سوى أن بدل طريقة تعبيره من الكلمات والحروف إلى الألوان والظلال. لكنه رغم ذلك لم يتخلى تماماً عن الكتابة وكان يستعين بالآلة الكاتبة التي يحفظ أماكن مفاتيح الحروف فيها دون الحاجة للنظر إليها..

 

جيمس جويس

عانى الروائي والشاعر الايرلندي في النصف الثاني من حياته من ضعف في نظره وآلام في عينيه إلى أن فقد البصر تماماً الذي حدث نتيجة عملية جراحية أجريت له لتخفيف آلام عينه. وعلى عكس الأدباء الذين وجدوا في عماهم نعمة، كان جويس متضايقاً من إعاقته ويكره أن يملي أعماله على أحد، استغرق في كتابة روايته "يوليسس" سبعة عشر عاماً، كان يكتب بأقلام تلوين ليجعل خطه واضحاً قدر الإمكان.

..

إعداد فريق رفي

تدوينات أضيفت مؤخراً
بين الكتب والقرّاء