الكتب في حياتي: فارس غرايبة
أضيف بواسطة: , منذ ٩ أعوام
الوقت المقدر لقراءة التدوينة: 4 د

حينما بدأت بالقراءة في سني عمري الفتيّة كان حافزي الهروب من المناهج المنمقة الالزامية، و لطبع بي لا أحب أن أجبر على شيء، كنت اندفع لأي شيء خارج المناهج، فكنت أقرأ بنهم أي شيء يتوفر و تصل له يداي، حتى التعليمات الملصقة على المعلبات و مواد التنظيف في رفوف المحال، أعذروني فأنا من عصر الحبر و الورق، لا انتقاص من هذا العصر الذي انغمست به و اصبحت أقرأ باستخدام القارئ اللوحي (للتوضيح : Tablet)، بل لعدم توفر مواد للقراءة غير الكتب الورقية في زمني.

لا يحدني شكل الكتاب، جديد أو قديم أو مستعمل، مطبوع أو الكتروني، عذراً لم أجرب الصوتي حتى الآن حتى أحكم عليه، لكن عوامل محيطة تحدني، فمثلاً قد يتعذر الحصول على كتاب بنسخته المطبوعة فتكون النسخة الالكترونية هي الملاذ، و أحياناً الكتاب المطبوع يضطرني لإضاءة حتى يتسنى لي رؤية خطه، مما يشكل مصدر ازعاج لزوجتي العزيزة فأعتمد نسخته الالكترونية التي لا تضطرني لاستخدام أي إنارة أخرى، لكن عموماً شغفي لا يحده شكل الكتاب.

أمتلك مكتبة في منزلي تزخر بكتب من كل الأشكال و اللغات التي أمتلك القدرة على فهمها، للأسف لا أجيد سوى العربية و الإنجليزية، لا أسفاً عليهما بل أسفاً على عدم تمكني الاحاطة بسواهما، و رغم امتلاكي هذه المكتبة لكن لا يحفزني شراء الكتب لمجرد الاقتناء و التملك فالكتاب الذي يتوفر لدي بنسخة الكترونية لا أسعى لامتلاكه مطبوعاً، بالوقت نفسه لا أستعير و لا أعير الكتب حتى و إن بليت على رف مكتبتي لتجربة سابقة أفقدتني كثيراً من الكتب العزيزة التي اقتنيتها، و لا استعير الكتب لعادة في نفسي ألا وهي كتابة بعض التعليقات على الهوامش ففي ذلك فظاظة أن أخط على ما لا أملك، و لم أجرب بيع أي من كتبي لربما كونها عزيزة علي أو لبواقي فطرة حب التملك، رغم أنني احاول جاهداً طمس هذه الفطرة لكن نوازع النفس ميالة لفطرتها لا لعاداتها. 

إن الكتاب مهما بلغ صيته ذيعاً، أو ذم من جمهرة قراء، لا يلفت نظري تقييمه أو عدد طبعاته، فلا يمكنني أن أحكم على شيء بناء على رأي الآخرين فالآراء مبنية على الأذواق، فهذا يحب اللون الأزرق و ذاك يخاف البحر، و آخر يرهبه رؤية الدماء و صنوانه تجذبه حمرة الوجنات، و أنوه أن من اليسير على أي كاتب إذا ما أراد الترويج لكتاباته ببضع دراهم هنا و هناك نال ذاك، فلا أحكم على شيء حتى أنني أميل للنأي عما ذاع صيته إلا إذا غلبني الفضول، عموماً أميل بذائقتي للروايات التي تأتي بصبغة تاريخية تبتعد عما أراد السلطان ذات حين من اذاعته أو تملق به مستوصل أو طامع بوصل السلطان ذاك الحين، فأنا لا أثق بالتاريخ الذي يُكتب في حينه فهو محكوم بالأهواء و رهبة السطوة، بل أثق بتاريخ يُكتب بعد حين و تحليل معمق بشمولية للعوامل كافة بعيداً عن الترغيب و الترهيب، و مثلاً للتوضيح ببساطة لولا فتح القسطنطينية (إسلامبول أو استانبول) لما اكتشف العالم الجديد (الامريكيتان) ذاك الحين، فليس الأمر رغبة من العلماء للاستكشاف و لا شكراً لدعم هذه الملكة أو ذاك الأمير كما صوره بعض التاريخ إلا أنه لإيجاد منافذ تبعدهم عن سيطرة الحكام الجدد للمنفذ القديم.

لا يمكنني أن أذم أي كتاب، لأن كاتبه لا غرو اجتهد و ثابر حتى أنتج كتابه ذاك و لا بد أن هناك فكرة أو عبرة ضمّنها كتابه، لكن يمكنني النظر إلى الأمر أن هذه الفكرة أو العبرة لم يتمكن المطالع من تلقيها إما لغفلة منه أو لعمقها و استتارها في طيات ما اختط من حروف في ذاك الكتاب لم يتمكن مطالعها التعمق بما فيه الكفاية لسبر غورها و استدراكها، إلا أنني لا أغفر الخطأ النحوي أو الإملائي الصارخ ببعض الكتب، كلنا معرض لذلك لكن يجدر بالكاتب تدقيق ما يكتب مرات و مرات قبل طرحه، فهو ليس بكاتب رسالة، كما هو حالي هنا، بل يكتب ما يدوم و يبقى، و استميحكم عذراً إن غفلت عن خطأ سرب رغماً عني هنا.

كانت تلك قصة القارئ المميز فارس غرايبة مع القراءة وحب الكتب، وهو كاتب ومؤلف أردني صدر له رواية خاتم اليشب ، وقد تفضل مشكوراً بالتفاعل مع أسئلتنا العشرة معبراً عن مقته لأشكال الأسئلة والاستجوابات بقوله:"أعذروني لعدم ردي باسلوب الاجابة على أسئلة مرقّمة، فشكلها يذكرني بالامتحانات التي أمقتها، لكن اسمحوا لي الاجابة ضمن سرديّة لعلها تشفي حيرة السائل". أما الأسئلة فكانت:

1- كيف بدأت علاقتك بالكتاب، متى بدأت تقرأ كتباً لا علاقة لها بالمنهاج المدرسي؟

2- هل تحب الكتب المستعملة أم الجديدة؟ الورقية أم الإلكترونية أم الصوتية؟

3- هل تحب شراء الكتب وامتلاكها أم تكتفي باستعارتها؟ وهل تعير كتبك أو تبيعها أو تهديها لأصدقائك؟

4- ما مواضيع الكتب التي تفضل قراءتها؟

5- كيف تختار كتبك؟ بعد قراءة مراجعة جيدة عنها أم لأن أحداً نصحك بقراءتها؟

6- أي الأوقات تناسبك أكثر للقراءة؟ كيف تحتال على مشاغل الحياة لتجد وقتاً للقراءة؟

7- من هو الكاتب الذي قرأت له كتاباً واحداً ثم بدأت تبحث عن جميع كتبه؟

8- ما هو الكتاب الذي لا تمل إعادة قراءته، والكتاب الذي تندم على قراءته؟

9- من هي الشخصية الروائية التي تحبها فعلاً؟

10- في قائمة مراجعاتك في رفي لديك دائماً مأخذ ما على الروايات التي قرأتها مهما بلغت تلك الروايات من الروعة، هل قرأت رواية عربية كاملة لم يكن لديك مآخذ عليها؟

تدوينات أضيفت مؤخراً
بين الكتب والقرّاء