الهوية القومية في السينما العربية ( 276 صفحه)
الطبعة 1 , سنة النشر 1986
الهوية القومية في السينما العربية
لعل السينما، والتلفزيون اليوم، من أهم وسائل الاتصال بالجماهير وأخطرها. ووجه الأهمية يكون بسعة جمهور السينما بالنسبة إلى جمهور الكلمة المكتوبة مثلاً. ووجه الخطورة يكمن في أن السينما لا تتطلب من مشاهدها مستوى ثقافياً أو فكرياً معيناً -مثلما يتطلبه الكتاب من قارئه. ومن هنا يمكن أن تعتبر السينما أكثر وسائل الاتصال تأثيراً في جمهورها عن طريق الصورة والصوت والكلمة (المهموسة أحياناً) التي تجد طريقها إلى نفس المشاهد من دون جهد يبذله، بل من دون وعي خاص بأنه تلقاها وتأثر بها. والكتاب الحالي يحاول أن يستعرض ما كانت عليه السينما العربية خلال مسيرة تزيد على الستين عاماً، وبصورة خاصة تحسسها بمسؤولياتها تجاه مشاهديها، وتقديرها لقيمتها في رفع مستوى جمهورها فكرياً وجمالياً وتوجيهه في اتجاهات قومية ووطنية، بحيث تتظافر جهودها وجهود الكاتب المتوجه ذي الكلمة الصريحة النافذة. والبحوث التي يضمها هذا الكتاب تسعى، كل على طريقته، إلى استكشاف نجاح المسؤولين في عالم السينما العربية، وبصورة خاصة المنتجين والمخرجين، في تحسس مشاكل عالمهم العربي المعاصر، الاجتماعي وحتى السياسية منها، والمساهمة في العمل على نقل صور تلك المشاكل -بأسلوب جمالي وحضاري رفيع غير مبتذل- إلى جمهورها لزيادة وعيه وتوجيهه الوجهة الصحيحة لمعالجتها، سياسياً واجتماعياً، على مستوى قومي وطني صحيح.
الزوار (478)