قمر على سمرقند ( 272 صفحه)
الطبعة 1 , سنة النشر 2004
قمر على سمرقند
لست فوق أحد قطع الأحجار وقف "عبد الله " أمامها دون أن يكون مرعوبا أو خائفا للمرة الأولى يمتلك بعضا من الجراءة ليتأمل أطرافها الدقيقة كانت رائحة القطران واحتراق المشاعل مازالا يعبقان الجو بالدفء ليست رائحة الدم ولا العرق ولا صنافة الخيل ، ولكن عبير الملاط وانفاس الحجر الكلسى احست " بيبى خاتون " بدبيب حياة جديدة فى جسدها ابتعدت انفاس " سمرقند " الباردة عنها قليلا طلبت منه أن يحدثها عن نفسه حياة عادية رتيبة ابن أسرة فلاحية لا تعرف إلا الغرس والحصد حياة بلا أمجاد ولا معارك رعى أغنام وصبوات مع تبدل الفصول وبهجات وخطايا صغيرة ثم بدأت السلطانة تضحك من كلماته ومن الخطاء التى يقع فيها دائما توقف العمال عن العمل والضحكة تنساب إلى ليل " سمرقند " القاتم لم يكن يقول كلاما مضحكا كان فقط يتحدث بعفوية واندفاع وكانت تنظر إلى وجهة فتراه عرقانا عليه ندف من الملاط وخليط من ضوء المشاعل والقمر والنجوم البعيدة .
الزوار (1879)
نسخ مشابهة