أسطورة المسيحية بين الحقيقة والخيال ( 225 صفحه)
الطبعة 1
أسطورة المسيحية بين الحقيقة والخيال

هناك مشكلتان بخصوص مسألة ترجمة هذا الكتاب، الأولى هي لو ديانتك الإسلام فستجد صعوبة في فهم الكثير من المسائل الإيمانية والعقائدية واللاهوتية المتعلقة بالمسيحية. يكفي جدا أن يحاول المرء قراءة العشر صفحات الأولى ليجد كلمات مثل: أسرار الكنيسة وسر التناول وحركة الإصلاح البروتستانتية وطقس المعمودية... إلى آخره. أما لو أن ديانتك المسيحية فستكون مشكلتك هي محاولة المؤلف التشكيك في كل ما آمنت به منذ طفولتك، خاصة فيما يتعلق بطبيعة يسوع المسيح، وهل هو إله أو انسان، ومعجزات أنبياء العهدين القديم والجديد، ونبوءات العهد القديم عن يسوع المسيح.
وفيه يمكن أن نقرأ مثلا:
في سفر التكوين الإصحاح 11 الأعداد من 1 الى 9 يقول (كان أهل الأرض جميعا يتكلمون أولا بلسان واحد ولغة واحدة، ثم قالوا "هيّا نشيّد لأنفسنا مدينة وبرجا يبلغ رأسه السماء، فنخلّد لنا اسما، لئلا نتشتت على وجه الأرض كلها"، ونزل الرب ليشهد المدينة والبرج اللذين شرع بنو البشر في بنائهما. فقال الرب "إن كانوا كشعب واحد وينطقون بلغة واحدة قد عملوا هذا، فلن يمتنع عليهم فيما بعد أي شيء عزموا على فعله، هيّا ننزل اليهم ونبلبل ألسنتهم، حتى لا يفهم بعضهم كلام بعض". وهكذا شتتهم الرب من هناك الى سطح الأرض كلها، فكفوا عن بناء المدينة، لذلك سمّيت المدينة بابل.)
في هذا النص يبدو بوضوح أن الرب كان يغار من البشر! ويمكن أن نحيل موضوع غيرة الرب من البشر وشكّه فيهم بل وخوفه منهم، الى الموضوع الأول الذي أثيرت فيه هذه المادة، وهو موضوع سقوط آدم وحوّاء في الخطيئة، لأنه يشير الى خوف الرب من زيادة المعرفة البشرية، حتى لا يتحوّل البشر الى ملائكة، وهم الذين تعتبرهم أغلب الديانات من أنصاف الآلهة.
هذا الخوف من الانسان الذي يخفيه الرب في الاصحاحين الثاني والثالث من سفر التكوين، ثم يظهره بوضوح في الاصحاح الحادي عشر، يحدث معه تغيير آخر في الاصحاح الأخير، إذ نجد أن الرب هنا يتكلم بضمير الجمع، رغم أنه في الاصحاحين 2 و3 يتكلم بضمير المفرد، وهو ما يدعو الى الاعتقاد بأن هناك مجموعة من الأرباب يتحدثون معا بضمير الجمع، ويقولون إنهم هبطوا معا الى الأرض لمقاومة بناء برج، يمكن استعماله كدَرَج يصعد عليه البشر من الأرض الى السماء (47).
- المترجم

الزوار (169)