(( غسق الكراكي )) . بناء حكائي متعدد التقنيات ، فبنية السرد في الرواية لم تقتصر على نوع معين من حيث العلاقة بين الراوي والسارد الذاتي ..والبطل ، الموجود والغير موجود الذي كان في كثير من الأحيان هو السارد _ رغم غيابه _ وعلاقته بالأحداث والزمان والمكان !
تبدأ الرواية بضمير المتكلم / السارد الذاتي .. يتحدث عن كمال ( بطل الرواية ) الذي كان حلم حياته أن يكتب رواية (( آه .. مَن يترك رواية ، تُقرأ وتُحكى ، فانهُ لا يموت أبداً . )) ص 11 .
لكن ، كمال استشهد .. غادر دون أن يكتب روايته .. وبعد سنة على غيابه يحاول السارد أن يكتب رواية كمال ليحقق لهُ الفرصة التي سلبتها منه الحرب ! فقط ليثبت أن كمالاً قد عاش !
بسبعة أسطر لا غير يلخص السارد حياة كمال .. منذ ولادته في ( السعدية ) إلى لحظة استشهاده (( وهو يقذف الاميركان في ساعة مطر زيتي ، بالقنابل اليدوية ، في الكويت . )) ص 13 .
وفي عصر سنويته يتسلق النخلة .. ويدور حول النافورة الخضراء _ كما كان يسمي تاج النخلة _ ليبحث عن مفتاح صندوق كمال ، يلتقطه ويضعه في جيبه .
(( _ لا تتوقع العثور على كنز سليمان !ّ
_ ولماذا تفترض أنني سأفتح صندوقك يوماً ما ؟ )) ص 15 .
ويفتح _ السارد الذاتي _ الصندوق الذي لم يفكر أي منهم بفتحه منذ استشهاده قبل سنة .. ليجد فيه بقايا رَجلٍ مغادر !