نقرأ التاريخ مرسومًا، هذا ما يقدمه لنا هذا الكتاب. هل القراءة هي الوصف الأكثر دقة؟
الرسوم والكتابة يتداخلان معًا ليسردا حكاية من الماضي. نتأمل كيف ينحاز المترجمان لطريقة كتابة محددة لكتابة الأسماء مثل الكنكرس أي البرلمان الأمريكي أو مِرْفِي للإشارة إلي مدمرة ضمن أساطيل البحرية الأمريكية شهدت أولي خطوات تدشين التحالف الأبدي بين أمريكا والسعودية. أغلب الأسماء هنا وظفت بشكل جديد يتناسب مع طريقة النطق الأدق للأشياء والأفراد، من جانب ناطقي اللغة الإنجليزية، بدلًا من الأخطاء الشائعة في الترجمة أو استخدام الكلمات المعتادة عند النطق.
نشاهد هذه الرؤية الفنية للتاريخ. نعيد ترتيب قصص مُشتتة لحركة نشطة من أمريكا الدولة الجديدة داخل المنطقة، نعيد التفكير في هذا الزمن الأمريكي في منطقتنا، كيف أثرت حركتهم في تاريخ أسلافنا.
دون تحذيرات أو كلام عن مؤامرة نشاهد رحلة مشوقة، تحرّكها تفاعلات المصالح، مع كتاب "أعداء حميمون فصول من تاريخ علاقات الولايات المتحدة بالشرق الأوسط". الكتاب من تأليف "جان بيير فيليو" و"دافيد ب."، الذي رسم الكتاب أيضًا، وترجمه للعربية: أحمد غربية وريم نجيب.
الحكاية ليست بين دفتَي كتاب من 118 صفحة فقط، وإنما تتسع لتشمل العالم الإسلامي، العراق، إيران، الجزائر، ليبيا، تونس، مصر في بعض الأحيان، ولا نعرف إلي أين ستنتهي في الأجزاء القادمة، ما صدر عن مرسوم (دار التنوير) ليس إلا أول الأجزاء. يحكي الكتاب في هذا الجزء عن المنطقة في الفترة من 1783 إلي 1953.