نطفة ( 326 صفحه)
رقم الايداع 9789996692604 , الطبعة 1
نطفة

“نُطْفَة " ليستْ روايةً في أدب السّجون وإن دارتْ رحى أحداثها خلف القضبان! وليستْ روايةً غزليّةً وإن كنتُ فيها أجرأُ غزلاً مما أنا عليه عادة، فغزلها فوق العذريّ قليلاً وتحت الإباحيّ قليلاً! وليست روايةً فكريّةً وإن ضربتُ فيها الرّأي بالرّأي، وقارعتُ الحُجّة بالحُجّة في حواراتٍ أضرمتها على لسان الشّخصيات! وليستْ روايةً سياسيّةً وإن كان لا فِكاك من قيد السّياسة! هي كلّ هذا معاً، لهذا صَعُبَ عليّ تصنيفها فتركتُ هذا لكم!

تدورُ أحداثُ الرّواية في غزّة، أما الزّمان فهدنة بين حربين، فغزّة محكومة بالحرب كما الأرض محكومة بالدّوران! أبطالها حمزة الشاب الجامعيّ الذي ضاق عليه ظهر الأرض فوجد في بطنها متّسعاً، يحفرُ الأنفاق استعداداً للمعركة القادمة! وأسماء الفتاة الجميلة في مطلع العشرين يلتقي بها حمزة صدفةً فتعجبه، وتنقلب حياته رأساً على عقب، وتنشأ بينهما علاقة حُبّ جارفة تنتهي بالزّواج.

وبعد شهر يُعتقل حمزة ويُحكم بالسجن لسنوات، فيقرران تهريب نطفة لينجبا رغماً عن أنف إسرائيل وزنازينها، فكلاهما يؤمن أنهما لا يُنجبان أطفالاً وإنما جنود للمعارك القادمة، ويتمّ لهما الأمر!


تنقلتُ فيها بين السّرد والحوار، وبقيتُ ممسكاً بزمام السّرد أغلب الوقت وما انفلتَ إلا بمقدار ما تقتضي الحبكة الرّوائية ، فأنا أؤمنُ أن الرواية نصّ سرديّ طويل لا نص حواريّ طويل ! وراعيتُ كالعادة أن لا أهتم بالفكرة على حساب اللغة، لهذا سيمر عشرات الجمل التي تصلح أن تكون اقتباسات مستقلة إن نُزعت من سياقها!


وفي الرّواية عشرات الاستطرادات، تارة أُناقش فكرة الحب من آدم وحواء إلى رأي الأوائل فيه وأساطيرهم عنه، ومرةً أغوص في العادات الشرقية في الحُبّ والزواج والأسرة والطلاق، وأحيانا أُناقش هل يقتل الزّواجُ الحُبَّ أم يزيده، وفي السّجن كانت حوارات فكريّة مستعرة على مستوى عالٍ من التعقيد والتّنوع!


أدهم شرقاوي

الزوار (693)
نسخ مشابهة