أسلوب جدي
الطبعة 1
أسلوب جدي

الرواية محاولة لتجميع أو استعادة ذكريات فترة  المراهقة، صبي مر بأحداث متداخلة خلال عامه الرابع عشر، إثر عاصفة رملية اجتاحتْ بلدته. خلال تلك العاصفة كان بدأ ربط خيوط قصص مختلفة سمعها مطولاً عن والده وجده. كان صبيا مولعاً بقراءة قصص الحروب العالمية المصورة. من خلال حكايات جده عن فترة شبابه ومراهقته، يبدأ بمقارنة كل ذلك بالحياة التي كان يعيشها والده، كما يشرع في اكتشاف بهجة الرغبات ضمن تفاصيل الحياة من حوله، ليجد أمامه دوماً أسلوبين في العيش، أحدهما لأبيه والآخر لجده، يحاول أن يكتشف أيهما هو الأنسب بالنسبة إليه. والده الصارم لديه رؤية خاصة به تجاه الحياة، فهو يعتبر تاريخ الجد غير موثوق فيه، وإنه مليء بالأساطير والقصص الخيالية تناقض الأحداث الواقعية، في حين يعتبر الجد بأن قصص الأب تتجاهل إمكانية حدوث الصدف، بالتالي هي مفرطة في الجدية. يصبح عقل الصبي بمثابة ساحة معركة لقصص الإثنين تنعكس على تصرفاته، يتصرف مثل جده خلال إحدى المواقف - أو كما تهيأ له - إذ يقدم على تصرف سيئ تجاه - ما اعتبره فيما بعد - حبه الأول، ليشرع في تأنيب ذاته، معتبراً نفسه شخصاً بلا أخلاقيات، وهي تماثل نظرة الأب تجاه تاريخ الجد. الرواية تروي بعض تصرفات - ذكريات - أقدم عليها الصبي خلال تلك السنة البعيدة داخل بلدته التي شهدتْ كثيراً من الأحداث السياسية التي أعقبت صراعا قبليا، يكتشف خلالها الصبي مزيداً من أمور الجديدة عليه التي اعتبرها أسراراً تخص الكبار وحدهم.



كنتُ ابتهج بسبب تلك القصص الموجودة ضمن أسطورة أليماي من صراع ضد البشر والشياطين، اسمع الأسطورة من جدي وأبي معاً، بنفس الكلمات، بذات الأسلوب دون أن يختلفا في كلمة واحدة بلغة التيدكا، لسبب ما ينفقان والدي وجدي، حين تتعلق الأمور بالأساطير الخاصة بآلي أليماي، الأسطورة الصحراوية التي يحبها الجد، كان يرى ما يفتقده في بطولاته، حين أتذكر الأحاديث القديمة، أجدما كان يربك والدي. 
"تحول حامي القوافل إلى عاشق". 
كان جدي يقول غالباً.
فأبتسم متجاهلاً لأنه يقترب من الحديث اليومي
"ألا ترى معي بأنك بحاجة لفتاة؟".
كان جدي يتساءل بلا تلميح، وكنتُ لا أجيب عن تساؤلاته. كان جدي يقول بعد أن يستغرق ضمن ضحكة طويلة، يحرك اصابعه على أرضية السجادة ثم يقول بصوت ملؤه الاستكشاف
"حين كنتُ في مثل عمرك، كنتُ أعشق فتيات أكبر مني بكثير، كان الأمر مبهجاً أكثر مما تتوقع، جيل أبيك خائب، تحكمه الأخلاقيات، حتى إنهم يفقدون رجولتهم وراء الأخلاقيات - كنتُ أضغط رأسي بين كتفي، وأذكر بأنني كنتُ دائماً مبتهجاً على نحو ما، حين يكف جدي عن الحديث ليقول: لا تهتم إنها في دمك، لا أظن بأنك ستكون مثل والدك".
الزوار (645)