فاوست - الجزء الثاني ( 180 صفحه)
الطبعة 2
فاوست - الجزء الثاني

لقد فرض علينا حجم مسرحيتي فاوست ومقدمتها الضخمة- التي تمثل كتاباً مستقلاً- أن نصدرها في ثلاثة أجزاء متتالية، يحتوي الأول على المقدمة وحدها، بينما يضم كل من العددين اللاحقين أحد جزأي مسرحية فاوست. وإذن فإنه من الطبيعي أننا لا نستطيع الحديث عن تقديم لحياة المؤلف أو عن تاريخ وظروف تأليف المسرحية، بل الإشارة السريعة إلى ما تتضمنه هذه المسرحية من أفكار وبناء: أنها الجزء الأول من رحلة فاوست مع دليله مفستوفيلس إلى "العالم الصغير"، حيث تبدأ المسرحية بتذكر جيته لتصورات وعواطف مطلع شبابه عندما كان مندفعاً مع تيار "الاندفاع والعاصفة"، ثم يعطي درساً في فن المسرح ومكانته العالية، في حوار بين الشاعر ومدير المسرح وأحد المشاهدين في استهلاله المسرحي، ثم تبدأ المسرحية في ما يشبه الرهان في السماء يصور قدرة الشيطان على إفساد ضمائر البشر. ويعكس مشهد فاوست في مناجاته الأولى استعداده ليكون المرشح لهذا الرهان من خلال تعاليه على العلوم البشرية وطموحاته غير المحدودة بالقدرات البشرية، ويؤكد هذا حواره مع تلميذه فاجنر، حتى يأتي مشهد "الميثاق" بينه وبين مفستوفيلس، ليبدأ رحلته في عالم مغاير لعالم تلميذه فاجنر الغارق في عالم الكتب، فينتقل من مكان إلى آخر، يجرب قدراته المعجزة الجديدة: فمن "حانة أورباخ" إلى "مطبخ الساحرة"، حيث يعود إلى صباه بفعل السحر، وهنا تتحول المسرحية إلى حبكة جانبية تحكمها "ثيمة" الحب بين فاوست وجرتشن، وتكرس جميع المشاهد، وحتى النهاية، لهذه القضية، عدا مشهد واحد مقحم هو "ليلة فالبورج".

الزوار (813)