أموت وطنا ( 56 صفحه)
رقم الايداع 9789779101 , الطبعة 1
أموت وطنا

(..) فى تللك السنة ، لم تحمل أية إمرأة . واستمر هذا الوضع فى السنوات القادمة ، إلى أن أكتمل جيلاً كاملاً بلا أى جيل جديد يأتى للعالم . (..) فيما عدا عدد قليل من ردود الأفعال العنيفة لهذه الكاررثة المدمرة والتى سميت فيما بعد بالقرون الوسطى للرحم : ( إضرام الحرائق فى المبانى العامة ، هدم الآثار والرموز القومية ، جرائم قتل ضد شخصيات اعتبرها القاتلون مسؤولة عما أصابهم من سوء ) ، الآخرون كلهم ، هؤلاء الذين تعلموا الاعتدال ، كانوا يروضون يأسهم يشقون وسادتهم بأسنانهم ، ويكتبون خطابات مشتته إلى الرب أو الى الشر نفسه متوسيلن إليه أن ينقشع ( يرحل) أو مهددين إياه باصطدام مباشر على طريقة القديس يورغيوس ، ساعات كاملة واقفين بلا حركة ولا أى تعبير يتمتمون أغانى قديمة بها كثير من الحنين ، يأكلون بشرراهة أظفارهم حتى العظم أو يشدون جروحا عميقة بالموسى فى أماكن حساسة فى الجسد حتى تجرى الدماء بالقدر الذى يشبع الحاجات الفطرية فى التضحية الإنسانية أو تعذيب الذات ، دائماً خلف أبواب مغلقة ، والضوء مُركز على تللك المنطقة الساخنة بهذه الصورة الرمزية للمذبحة الشرسة.

الزوار (411)